الحفاظ الأحادي الاستعمال.. راحة لك وتعب للبيئة

TT

إذا كنت من الأمهات اللواتي يردن حفاظات لأطفالهن من دون التسبب في أي ضرر بيئي، فلا شك أن التقارير التي نشرتها وكالة البئية Environment Agency عن تسبب الحفاظات احادية الاستعمال في مشكلة انتشار القمامة في العالم تقلقك، خصوصا بعد أن تبين بأن كل حفاظ احادي الاستعمال بحاجة الى ما معدله 200 الى 500 سنة حتى يتفتت مما يؤدي الى خلق مشكلة بيئية لا مفر منها، الا إذا اتبعنا طرقا أخرى لتفادي الضرر. في ظل وجود شركات كبرى لتصنيع الحفاظات الجاهزة وأخرى تسوق لحفاظات تقليدية معدلة بطريقة حديثة ولكن يمكن إعادة استعمالها، فكل شركة تسوق لنفسها على أنها الافضل للطفل وحمايته، والعمليات التسويقية والاعلانات غالبا ما تكون السبب في تعقيد الامور، فيجد المستهلك نفسه أسير الاعلان ولا يعرف ما يمكن تصديقه.

لهذا الغرض قامت وكالة البيئة بدراسة مستقلة للتوصل الى نتيجة منطقية تساعد الام والمستهلك بشكل عام على الاختيار واتخاذ القرار الانسب بشكل يناسب الطفل ولا يضر بالبيئة.

وتمت الدراسة عن طريق المقارنة ما بين استعمال حفاظ احادي الاستعمال وآخر تقليدي، أي يتحتم غسله وإعادة استعماله، وكانت النتيجة أن الصنفين يسببان ضررا للبيئة ولكن كل منهما بطريقته الخاصة.

بالنسبة للحفاظ الجاهز فإن الشركات المصنعة تستعمل مواد خام مما يسبب مشكلة في تراكم النفايات، لأن المواد التي يحويها لا تتفتت الا بمرور ما يزيد على الـ 200 عام على أقل تقدير.

بالنسبة للحفاظ التقليدي، فهو ايضا غير بريء.

فقد بينت الدراسة بأن عملية تنظيفه وتنشيفه واستعمال مواد بيولوجية خاصة في تطهيره مشكلة بيئية بحد ذاتها نظرا لاستهلاك الطاقة مثل الكهرباء لتشغيل الغسالات الكهربائية بالاضافة الى صرف كمية زائدة من المياه في حين يعاني العالم بأسره من مشكلة شح المياه، مع العلم أن 95 بالمائة من الاهالي يستعملون الحفاظات الاحادية مما يخلف 400 ألف طن من القمامة يتم رميها في السهول والوديان.

هذه الدراسة لم توقف أنصار البيئة من مواصلة حملتهم من خلال حث الامهات على التحول الى الطريقة التقليدية باستعمال الحفاظ القديم مع تعديلات بسيطة. ففي عدد كبير من البلدان شركات تقوم بتوصيل القماش القطني المصمم على شكل حفاظ الى البيوت وتعود بعدها للم المستعملة منها، وتتولى عملية غسلها وتنشيفها في غسالات ضخمة مثل تلك التي تستخدمها الفنادق. تقول تريشا هنتون مديرة حماية البيئة في الوكالة: إن نتيجة الدراسة جاءت متقاربة من حيث تسبب الحفاظات في الضرر البيئي والاحتباس الحراري غير أنه من البديهي تشجيع الناس على استعمال ما يسبب اقل قدر ممكن من الضرر، فبما أن هناك نسبة لا يستهان منها من الامهات تحاول العودة الى الجذور من خلال استعمال النوع التقليدي فواجب وكالة البيئة إعطاء النصائح المفيدة. تجدر الإشارة إلى أن الدراسة أفادت بأن أغلبية الناس يقومون بغسل الحفاظات على حرارة 60 درجة مئوية وتقوم بتحميل الغسالة عدة غسلات في اليوم الواحد، ومن هنا يأتي دور الوكالة لتوعية الناس بتقديم النصيحة بتقليل درجة الحرارة وتكبير حجم الغسلة الواحدة لتفادي استعمال الطاقة بشكل مفرط.

تقول روزا ديل سيغوندو وهي أم لطفل في شهوره الاولى لـ«الشرق الاوسط» إنها ام عاملة وكانت تعتقد بأن استعمال الحفاظات التقليدية سيكون صعبا ويأخذ الكثير من الوقت لغسله وتنشيفه مما دفعها لاستعمال الجاهزة ولكنها بدلت رأيها عندما عرفت الوقت الذي يحتاجه كل حفاظ ليتفتت ولتتخلص منه الطبيعة، فهي اليوم تستعمل الأنواع التقليدية، وهي سعيدة، وكذلك طفلها، خصوصا وأن سعر الحفاظات التقليدية ارخص بكثير من احادية الاستعمال.

بالنهاية يبقى الخيار للاهل، فأغلبية الاهالي الذين شاركوا في الدراسة التي اجرتها وكالة البيئة اختاروا الحفاظات التقليدية القابلة للاستعمال أكثر من مرة، لانها أوفر وأفضل برأيهم للبيئة، وبعضهم اختار الجاهزة للاستعمال خلال فترة الليل فقط او خلال السفر.