بالأبيض والأسود

TT

الأبيض والاسود، لونان لا يغيبان عن أي تشكيلة تقدمها دار «شانيل» العريقة، وكما رأينا في السنوات الاخيرة أصبحا مثل الكنفاس الذي يعتمده كل مصمم لبناء تشكيلته الملونة، وهذا له دلالة واحدة وهي انهما أكثر الألوان كلاسيكية، وحتى في تناقضهما يوجد تناغم غريب. في عروض نيويورك الأخيرة لربيع وصيف 2007، كانا هما البطلان بلا منازع، ففي عرض أنا سوي مثلا، كان اكثر درامية نظرا لنقوشاته المستوحاة من ورق الجدران، وفي عرض مونيك لويلر كان الأساس الذي اعتمدته رغم حبه السابق للالوان الفاتحة والمرحة. وحتى عندما يستعملان في مجال الديكور المنزلي فإنهما دائما ينجحان في خلق أجواء درامية ومثيرة، لهذا إذا كنت قد أصبت بما يشبه التخمة من الالوان الفاتحة والزاهية التي داهمتنا من كل صوب، واقتحمت الكثير من المجالات التي تمس حياتنا اليومية في الآونة الأخيرة، فإن الأبيض والأسود قد يكونان الديتوكس الذي تستعملينه لخلق واحة راحة. صحيح ان الأبيض هو الخيار الأول لكن ما تجدر الإشارة إليه ان هناك مقولة يعرفها معظم مهندسي الديكور ويرددونها باستمرار تقول بأن «كل غرفة يمكن ان تتحمل جرعة من الأسود». ورغم أن البعض قد يستغرب هذا القول لكن لو تمعنا فيه لتأكدنا انه بالفعل لون يحول كل جزء إلى المحور أو المركز، هذا عدا أنه يضفي مظهرا كلاسيكيا انيقا على أي مكان، سواء استعمل كأرضية غرفة أو في قطع الاثاث أو كمجرد اكسسوارات. وطبعا تزيد دراميته إذا استعمل مع الأبيض، كون هذا الأخير، ليس فقط ضده فحسب، بل أيضا يمنح أي غرفة يتم استعماله فيها مظهرا منعشا و «نظيفا» إن صح التعبير. ويرجع الفضل في تناغمهما بالتحديد إلى تناقضهما الشديد. الأبيض كما يعرف معظمنا هو أضمن لون يمكن استعماله في أي بيت مما يفسر شعبيته. فهو سهل ويتماشى مع كل الأساليب، سواء الكلاسيكية والحديثة، كما أنه يعكس الضوء ويعطي الانطباع بالاتساع، وبالنسبة لمصممي الديكور، فهو بمثابة الكنفاس أو الاساس الذي يرسمون عليه افكارهم بألوان قوس قزح ويمكنهم من البناء عليه، مع العلم أن المعاني التي يتضمنها تختلف باختلاف الثقافات وكذلك تأثيراته النفسية. ففي الغرب يرمز إلى الصفاء والطهارة، في حين يعتبر في بعض الثقافات الشرقية لون الحداد. وفي الوقت الذي يجده البعض هادئا ورائعا، فإن البعض الآخر قد يجده باردا، وفي بعض الأحيان مثيرا للحزن، لذلك يفضل مزجه بألوان أخرى حسب الصورة التي يرسمها صاحب البيت في ذهنه ويتوخاه منه. إذا كانت الفكرة ديكورا هادئا ومنعشا فإن مزج الأبيض بألوان باستيلية خفيفة قد تفي بالطلب، أما إذا كانت ديكورا لافتا فإن مزجه بألوان داكنة، وعلى رأسها بالأسود يخلصه من «برودته» ويمنحه مسحة كلاسيكية مثيرة. ـ أرضية بالأبيض والأسود، يمكن ان تكون أول خطوة لتجربة هذا المظهر، سواء كانت من الرخام أو السيراميك.

ـ جدران بطلاء أبيض يمكن ان تكون خلفية رائعة لإبراز لوحات أو صور بإطارات مصنوعة من الخشب الأسود، أو ثريا تتدلى من على السقف أو مصابيح إضاءة تعلق على جوانب الجدران.

ـ إذا كانت الغرفة صغيرة، فإن تزاوج الأبيض والأسود يكون ناجحا جدا إذا تم التلاعب بهما بطريقة متوازنة وبشكل لا يطغى فيه الاسود على الابيض بل العكس حتى يضفي على المكان بعض الاتساع. ـ بالنسبة للحمامات، يفضل ان تكون الجدران بيضاء والمغسلة كذلك بينما الرخام المحيط بها أسود، والاكتفاء بالأسود في الاكسسوارات، من مقابض اليد ومناشف وغيرها.

ـ في غرف النوم، يفضل ان تكون الشراشف بالأبيض على ان تكون قطع الأثاث الأخرى أو حواشيها بالأسود، وكذلك السجاد. أسهل طريقة اختيار سرير من الحديد «فير فورجيه» لمسحة خفيفة من الأسود.

ـ في المطبخ يفضل ان تكون الأرضية والجدران باللون الأبيض على ان يقتصر الأسود على الاكسسوارات من أوان وأطباق.