المصور سيسيل بيتون الغائب الحاضر في حملة «بيربيري» لربيع وصيف 2007

TT

كما هي عروض الأزياء وواجهات المحلات الكبيرة، اصبح للحملات الترويجية التي تقوم بها دور الأزياء العالمية أهمية كبيرة لا يُبخل عليها بالجهد أو التفكير، لا سيما وأنها، هي الأخرى، تحتاج إلى وجوه معروفة، وإلى مصورين مبدعين وعناصر أخرى لا تكتمل الصورة من دونها من أزياء وماكياج وفكرة. وهذا ليس غريبا إذا أخذنا بعين الاعتبار ان هذه الحملات هي التي تخاطب العموم بشكل مباشر، من خلال الصور التي تعلق في أماكن استراتيجية بشكل واضح ولوقت طويل، بحيث لا يمكن ان تتجاهلها العين أو تمر عليها مرور الكرام. دار «بيربيري» من البيوت التي تشتهر بحملاتها المميزة، وتحرص على ان تتضمن فكرة قوية من صلب الحياة البريطانية. وهو ما لم تحد عنه هذه المرة أيضا، فقد حرصت ان تكون حملتها الجديدة تجسيدا للحياة البريطانية العصرية في أحسن حالاتها ديناميكية، ولتوجهها الحالي بالنسبة لأزيائها، التي جددتها ونفضت عنها غبار الماضي من دون تجريدها من شخصيتها أو ثقافتها. في حملتها لربيع وصيف 2007، استعانت، كما هو الحال منذ عام 1998، بالمصور العالمي ماريو تيستينو، وبعارضة الدار المفضلة، كايت موس، التي صورت حوالي عشر حملات للدار لحد الآن. مع العلم ان المصمم كريستوفر بايلي، كان من القلائل الذين وقفوا إلى جانبها بعد فضيحة المخدرات حتى بعد ان تخلت عنها عدة دور أزياء. لكن الحملة الجديدة ليست تكريما لكايت موس بقدر ما هي تكريما وتحية للمصور العالمي الراحل، سيسيل بيتون، الذي تخصص في تصوير الحياة الاجتماعية المخملية والفنية في القرن الماضي. فقد التقط صورا لفنانين ونجوم عالميين وافراد من العائلات المالكة في صور خاصة جدا للمجلات التي تعامل معها من العشرينات إلى الستينات، وتحولت مع الوقت إلى مرجع تاريخي اجتماعي للبعض. «بيربيري» جعلت سيسيل بيتون الحاضر الغائب في هذه الحملة التي تريدها ان تكون قراءة اجتماعية للحياة البريطانية كما هي الآن، من خلال استعانتها بعارضات عالميات شابات، كايت موس وستيلا تينينت وأخريات، إلى جانب ابناء مشاهير ونجوم الموسيقى والسينما، أمثال إسحاق وأوتيس، ابنا براين فيري، وثيودورا وأليكاسندار ابنتا كيث ريتشاردز من فريق الرولينغ ستونز، ماكس ابن الممثل جيريمي ايرونز وغيرهم من الذين يمثلون المجتمع الشاب المرفه بلندن. التحية التي تقدمها دار بيربيري لسيسيل بيتون لا تقتصر على فكرة تصوير الحملة، بل على أكثر من ذلك، فقد طرحت حقيبة يد على اسمه، «بيتون»، ثمنها 1,095 جنيها استرلينيا. بالنسبة للأزياء، فإن النقوشات المربعة التي اشتهرت بها الدار لم تغب، بل فقط تم التعامل معها بطريقة حديثة وأكثر مستقبلية، كما هو الحال بالنسبة للمعطف الممطر الذي جاء هذه المرة من الجلد الناعم وغيره من القطع الأيقونية للدار. تجدر الإشارة إلى ان التشكيلة قد عرضت في أسبوع ميلانو في شهر سبتمبر من العام الماضي، واستوحت الكثير من خطوطها من فترة الستينات سواء من حيث تصاميم الفساتين أو المعاطف أو الأزرار والياقات. المصور ماريو تيستينو علق على هذه الخلطة في الحملة الجديدة بقوله:

«المصمم كريستوفر بايلي أخذ الدار إلى مرحلة جديدة أكثر حداثة وديناميكية، وهذا ما كان يجب تجسيده هنا. من هذا المنطلق اتفقنا أن تكون «خلطة» تمزج بين أسلوب سيسيل بيتون، حقبة الستينات والحياة الصاخبة في لندن، لكن بترجمة شابة وعصرية».