السعوديون يتربعون على سحر الشرق

الجلسة العربية تعبق بالتراث ونفحات الغرب

TT

تشهد أسواق المفروشات والمجالس في السعودية، إقبالا متزايدا من قِبل الأسر الراغبة في التجديد وحديثي الزواج على الجلسات العربية القديمة، بينما يقبل ما يقارب الـ 20 في المائة من السعوديين على اقتناء تلك التي تم تطويرها بشكل يجعلها أكثر ارتفاعا عن مستوى الارض بعض الشيء. وتتميز هذه الجلسات بجمعها سحر الشرق ولمسات الغرب بألوانها الدافئة وتصميماتها الجذابة، التي تستحضر الأسلوبين الدمشقي والمغربي وغيرهما من التصاميم المستحدثة، التي بدأت تجتاح سوق الديكور السعودي حاليا.

لكن يبقى الإقبال على الجلسات الحديثة منخفضا مقارنة بالجلسات التقليدية، حسبما يقول مسؤول المبيعات في معارض المطلق ميشيل: «السبب يعود إلى ارتفاع أسعارها، حيث تتراوح ما بين 22 ـ 30 ألف ريال، مع العلم أن الأسعار تتفاوت بحسب نوعية القماش ومساحة الغرفة وقيمة الخامات المرفقة للجلسة العربية الحديثة».

ويضيف: «عرفت الجلسات الأرضية الكثير من التغييرات في السنوات الثماني الأخيرة، إذ تحولت الجلسة الأرضية من أسلوب أساسي وعملي في البيت السعودي، إلى أسلوب عملي وجمالي». أما المصمم أشرف علي، فيقول بأن المواطن السعودي لا يزال يفضل الجلسة الأرضية، بالرغم من تطور خطوط الديكور، فهو يعتمد عليها في داخل الفيلا أو في الملاحق الخارجية، وتروق له بنمطها التراثي. لافتا إلى وجود موديلات تخصص غالبا في المجالس داخل الفيلات يغلب عليها النمط الحديث، وتكون مستوحاة من تصميمات الكنبات الغربية، الأميركية والإيطالية وغيرهما.

ولا يوافق المصمم أشرف مَن يرى أن ضعف الإقبال على الجلسات العربية يعود إلى غلائها، مستشهدا بأن هناك تصاميم أخرى بذات السعر أو أغلى بكثير ومع ذلك تحظى باهتمام المشترين. فالمسألة، حسب رأيه، تعتمد على ثقة الزبون بالمصمم والتصميم المعروض، أو بحسب المدينة والثقة بين الزبون ومعارض التصميم، خصوصا أن العديد من السعوديين لا يزالون يفضلون الجلسات المنجدة بقماش القطن الطبيعي وما شابهها. فطوال فترة التسعينات، ظل الناس متمسكين بألوان معينة للجلسات الأرضية الخاصة بالرجال، وتعتمد في الغالب على اللونين البيج والذهبي، بينما تتميز الجلسات الأرضية الخاصة بالنساء باللونين العنابي والذهبي، مع العلم أن الألوان الصارخة والمتوهجة لم تدخل الجلسات النسائية إلا في نهاية التسعينات. وبالرغم من كل الخطوط الدخيلة على تصاميم الجلسات الأرضية التقليدية، إلا أن الإقبال عليها ما زال مستمرا، لكونها مريحة جدا ولأن الأساس لم يمس.

تقول المصممة عبير عبد الله، من مكتب رؤية ديكور السعودية: «في الخمس سنوات الأخيرة زاد الإقبال على الجلسات الأرضية، سواء المرتفعة أو المنخفضة، فأصحاب البيوت يفضلون ان تكون أرضية ومنخفضة في الملاحق الخارجية، ويفضلونها مرتفعة بتصاميم حديثة داخل الفيلا، على أن يغلب عليها الخشب المحفور بالنقوش المغربية أو الدمشقية، ويعود سبب ارتفاع اسعارها وقيمتها إلى هذا النوع من الخشب المنحوت».

وتتابع المصممة عبير: «عندما نتحدث عن تطور الجلسة الأرضية، قد لا يكون تطورا ملحوظا إلا بوجود عناصر أخرى دخيلة أدت إلى ارتفاع تكلفة تصميمها، مثل المدفأة وشكل الإنارة في الغرفة، بالإضافة إلى الإكسسوارات وخامات الأقمشة المستعملة. فالمدفأة أصبحت عنصرا أساسيا في الغرف التي تحوي جلسة أرضية، بل وأصبحت المدفأة الحجرية، على سبيل المثال، مقترنة بها. وهذا المزج بين عنصرين من ثقافتين مختلفتين هو ما يعطي المكان طابعا فريدا. هذا عدا عن الثريا التي تتوسط سقف الغرفة، والجدران ذات الزخارف الإسلامية والأقمشة المطبوعة بالزخارف الهندية أو السادة كما في التصاميم الأوربية».

بعد أن كانت الجلسات الأرضية ترتبط في السابق بالرجال، اصبحت ايضا جزءا مهما في جلسات النساء، اللواتي بتن يتفنن في زخرفتها وإضافة لمسات تراثية عليها حتى تكتسب طابعا مميزا. وهو ما تؤكده المصممة عبير بقولها إن النساء يفضلن أن تكون الجلسة أرضية مبتكرة، بل إن بعضهن حولنها إلى ما يشبه المتاحف لعرض المجوهرات القديمة، مما أضفى على الجو العام فيها مظهرا فخما، إلى جانب التصميم الكلاسيكي، حيث يطغى الخشب على حواف الجلسة، ويوضع إطار خشبي حول المخدات الصغيرة التي تزين الجلسة، مع استعمال أقمشة متنوعة جدا.

انتشار معالجات البشرة يحيل السعوديات إلى اختصاصيات