غرف المواليد تتحول إلى كرنفال من البالونات والدمى

في المستشفيات السعودية

TT

تتزامن مشاعر الترقب والانتظار لأي مولود جديد، مع حملة من الاستعدادات والترتيبات التي تحتاجها كل من الأم والضيف العزيز على حد سواء، بدءا من شراء الملابس، إلى تحضير وتزيين غرفته، سواء في البيت أو المستشفى. الظاهرة اللافتة حاليا في السعودية، تنامي الاهتمام بتنسيق وتزيين غرفة المولود الخاصة بالأم والصغير في المستشفى الذي تختاره مسبقا الأم. ويتم التنسيق والحجز مسبقا مع أحد المحلات الخاصة بالديكور وتزيين غرف المواليد تبعا للموعد الذي تتوقعه الطبيبة المختصة والمتابعة للحمل، وإن كان تحديد ومعرفة جنس الجنين قد يشكل حيرة لبعض الأمهات في ما يخص اختيار الألوان، وهو الأمر الذي يمكن تجاوزه باختيار ألوان حيادية.

في الوقت الذي تدخل فيه الأم غرفة الولادة، يبدأ تجهيز غرفة المولود في المستشفى بتزيينها بالبالونات والدمى بشكل منسق ومبدع، لتتحول إلى كرنفال من الألوان والديكور، الذي يدخل الفرح على قلب الام، عندما تخرج من غرفة الولادة، وتشعرها وزوجها بالاعتزاز وهما يستقبلان الضيوف والمهنئين.

تعلق ميرفت حداد، مديرة معرض «فانتسي بارتي»، حول هذه الظاهرة التي أصبحت سِمة من سمات أجنحة أقسام النساء والولادة في المستشفيات: «تزيين غرفة المولود لغة يعبّر بها الوالدان عن فرحتهما بالمولود، ومن خلال اللمسات التي نضيفها في الديكور الخاص بهذه المناسبة، نساهم في منحهما وزوارهما بعض السعادة والراحة». وتؤكد حداد: «يهمنا أن نبعث الفرحة في قلوب الناس، لذلك نهتم حتى بالهدايا المخصصة للزوار، كأن تكون شوكولاته مصحوبة بتحفة كريستال، أو شيئا من هذا القبيل مرتبطاً بعالم الطفولة».

وتشير ميرفت إلى أنه كثيرا ما تتعرض والعاملون في المحل لمفاجآت بسبب حدوث ولادات قبل وقتها المترقب، ليتحول فريق المحل إلى ما يشبه فريق أطباء في غرفة طوارئ، فالوقت هنا يكون من ذهب حتى يتزامن الانتهاء من تزيين غرفة مع قدوم المولود تماما.

ولا تفضل حداد تزيين سرير الرضيع بالكثير من الزينات، وتفضل الاكتفاء بتزيين مدخل الغرفة «الجناح» والباب والسقف، لأن «المولود يكون هذه الفترة حساسا جدا، وبالتالي من غير الصحي أن نقرب منه تلك الزينات مهما كانت نظيفة».

وعلى عكس ميرفت، فإن حسن ماهر، مدير معرض «كاندي»، الذي يلبي طلب زبائن المعرض، حسبما يقول: «إذا طلب منا تزيين السرير، فإننا نزينه بما يتم اختياره من قِبل الوالدين، وعادة ما يفضلان البالونات والدببة والأرانب عن العرائس والباربي وغيرهما». كما يندر استخدام الورود الطبيعية والأغصان الخضراء. ويلاحظ أن اللونين الازرق والوردي من أكثر الألوان السائدة، وإن كان هناك ألوان أخرى تنافسهما، مثل الذهبي والفضي والأصفر والأخضر. يقول ماهر إن دلالات الألوان ما زالت تقليدية فـ «الأزرق يدل على أن المولود صبي، والوردي بنت، أما الألوان الأخرى فقد يكون المولود توأما، ولدا وبنتا، أو تطلب عندما لا يعرف جنس المولود مسبقا».

وحول سعر تزيين الغرفة، فإنه يتراوح ما بين 250 ريالا إلى خمسة آلاف ريال، في حالة ما اقتصر على البالونات فقط، أما في وجود الهدايا المخصصة للزوار، كذلك خياطة مفرش سرير الأم والمولود، فإن سعر هذا الأخير وحده يقارب 8 آلاف ريال، ويتجاوز أحيانا العشرة آلاف ريال، وبالتالي تكون حصيلة تزيين غرفة المولود ما يقارب 20 ألف ريال، ليوم واحد!.