ثقوب الإبر.. التمرد على الكبار

موضة يقبل عليها الشباب الأميركي والبعض يعتبرها «قلة تهذيب»

TT

بدا الامر في البداية مثل ظاهرة عابرة، بيد ان الظاهرة تحولت الى «موضة» والموضة الى حالة شائعة. أصبح مشهداً مألوفاً ان تجد هذه «الحالة» في كل مكان في اميركا، بل وبين مختلف الاعمار وليس فقط حصراً على المراهقين.

ثقوب الإبر على وجوههم تتسع لأشياء أخرى، وأحياناً أكثر من شيء. فهم يثقبون خدودهم وآذانهم وانوفهم وشفاههم وحواجبهم، بل وحتى ألسنتهم لتثبيت أقراط وخرز متفاوت الحجم والنوع من الذهب والفضة الى القصدير، وعندما تسألهم عن دافع ذلك يقولون «لكل شخص ذوقه».

تقول هنغار رودس، وهي طالبة تدرس في جامعة جورج مايسون في فرجينيا: «احب كثيراً الاقراط الصغيرة التي تثبت في الأنف لذلك اخترت هذا القرط الأحمر الصغير على أنفي. إنه ينسجم مع ملامحي». وتقول سيلفيا اولدن، 27 سنة، «احب الاقراط لانها موضة وتجعلني اشعر بانوثتي، والداي يعارضان ذلك لكنني اقنعتهما بانها تضفي على ملامحي شيئاً جديداً». وتشرح سيلفيا قائلة «أعشق هذه الظاهرة لأنها تساير الموضة وتمنحني إحساسا بجاذبيتي. شخصيا أحب ذلك لانها الطريقة الوحيدة «للتلاعب» بجسدك والتعبير عن شخصيتك».

وتضيف: «بالتأكيد الآباء دائماً يقفون ضد إحداث ثقوب في الوجه من باب انها موضة غير لائقة، ويوافقهم في ذلك بعض الشركات، التي لا تقبل توظيف الشباب الذي يساير هذه الموضة، فهم، حسب رأيهم، لن يمثلوا الشركة بكيفية جيدة ومقبولة». لكن المشكلة في هذه الظاهرة ليس جمالية أو اجتماعية فحسب، بل أيضا صحية، إذ هناك عدة محاذير عليها، تبدأ من اختيار الصالون الذي تتم فيه العملية إلى الشخص الذي يقوم بها. ففي حال استعمال إبر او أدوات غير معقمة فإن النتائج تكون وخيمة، الأمر الذي يفسر عدد الإعلانات التي تنتشر حاليا وتنصح الشباب بالتوجه إلى المراكز الطبية المتخصصة لأنها أكثر أمانا. قول سيلفيا إن الآباء في اميركا يستنكرون هذه الموضة كونها تدل على «عدم الجدية وقلة التهذيب»، صحيح، حسب ما يؤكده اندري سالغيس الذي يعمل في مكتب للبريد، بقوله أن ابنه الذي يدرس في المدرسة الثانوية يضع قرطاً قرب حاجبه، وعندما سأله استاذه في المدرسة عن دلالات ذلك لم يجد إجابة. إنه فقط تقليد أعمى وأصم لا يسمع صيحات الآباء المعارضة ولا مناداة العقل، بل اللافت في الأمر أيضا انه تعدى شرائح المراهقين وبات يستهوي بعض «الناضجين» أيضا. والسبب، في رأي باحثين، انها تقليد لعادات توجد في كل من افريقيا وآسيا، كما تعتبر أكثر «جاذبية» من الوشم، ويشرحون ان الامر يدخل في إطار «فن الجسد» والرغبة في إثبات الذات وتحقيق التميز.

من النصائح المقدمة في احد المواقع المتخصصة في هذه الصرعة، استعمال معدن الذهب بدل المعادن الأخرى لانه لا يسبب حساسية، كما ينصح بتحريك هذه الاقراط مرتين في اليوم، حتى لا تتجمع الاوساخ في الثقب. ولا ينصح باخراجها، لمدة تتراوح من ثلاثة الى أربعة اسابيع، إلى حين يلتئم جرح الثقب تماما. وخلال السنة الاولى لا بد من لبس القرط باستمرار حتى لا ينسد الثقب.