عزة فهمي: لا يهمني أن تلبس كل النساء تصميماتي.. بل أن تكون عنوانا للرقي والتميز

بعد تجربتها في أسبوع لندن للموضة

TT

أخيرا تحقق حلمها، وتحقق معه توقع إحدى صديقاتها منذ ما يزيد على الثلاثين عاما، حين أخبرتها أنها ستصبح واحدة من أشهر مصممي الحلي العالميين. ففي هذا العام، تعاونت مع المصمم البريطاني جوليان ماكدونالدز في أسبوع الموضة اللندني، الذي أقيم في شهر مارس (آذار) الماضي، وقدمت فيه ما يزيد على 20 قطعة، تنوعت بين الأقراط والخواتم والأساور والقلائد والعقود. ويبدو أن تجربة لندن بالنسبة لعزة فهمي، التي باتت زبوناتها يتعرفن على بعضهن بعضا من خلال ما يرتدينه من إبداعاتها، لن تكون الاخيرة، حيث تم الاتفاق على معرض آخر سيقام في شهر مايو (أيار) الحالي في لندن أيضا. عزة فهمي التي التقتها «الشرق الأوسط»، تعتمد في ما تقدمه من ابداعات على الصناعة اليدوية، كما أنها لا تقدم من التصميم أكثر من قطعة واحدة، وهو ما يعني التميز بالنسبة لها. في لقائنا معها في مقر معرضها الدائم بفندق الفور سيزون في مدينة الجيزة، استهلت حديثها قائلة: «كانت تجربة مميزة فعلا، فعلى مدى أسبوع كامل قضيته في لندن، سعدت بمدى الترحيب الذي قوبلت به تصميماتي، وأحسست أنني أجني ثمار 30 عاما من العمل المتواصل. كانت عبارات مثل «بديع» أو«مدهش» أو «رائع»، هي التكريم الحقيقي لي». تعاون عزة فهمي مع المصمم جوليان ماكدونالدز، لم يكن وليد اللحظة، كما تقول، بل هو لقاء تم الإعداد له منذ فترة طويلة، عند حضوره الى القاهرة في نهاية العام الماضي. بعد أن انبهر بتصميماتها، عرض عليها مشاركته في عرضه خلال أسبوع الموضة بلندن. لكن كان السؤال بالنسبة لعزة هو: ماذا يمكنها ان تقدم للجمهور الاوروبي؟. تقول: «في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قدمت مجموعتين من التصميمات، حملت الاولى اسم «قصائد حول العنق»، وكانت عبارة عن مزيج من الذهب والفضة المطعمين بأجمل وأبلغ كلمات الشعر في العالم العربي، حيث قدمت الكلمات مرسومة في قالب تراثي انصهرت فيه التصميمات البيزنطية القديمة والزخارف العربية مع العقود المصرية، التي تعود الى القرن التاسع عشر، ودمجتها مع أشعار ثرية لمختلف شعراء العرب مثل إيليا أبو ماضي وفدوى طوقان واحمد رامي. أما المجموعة الثانية فحملت اسم «الفريدة»، وهي مجموعة سبق لي تقديمها في عام 2001 من خلال قطعة واحدة من كل تصميم. وهو انتاج موجه للمرأة الباحثة عن التميز والتفرد. فأنا لم أخطط يوما لتقديم الحلي الرخيصة، ولم يدخل ضمن طموحاتي أن ترتدي كل النساء تصميماتي، لكنني حلمت دائما بأن تكون عنوانا للرقي، فكل قطعة يستغرق الاعداد لها الكثير من الوقت والجهد وقد أقوم بالغائها إذا شعرت بأنها غير مناسبة وأقوم بتصميمها من جديد».

وتتابع عزة: «لكنني عندما بدأت التفكير في ما يمكن ان أقدمه في لندن، كانت الفكرة التي تلح عليّ هي انني يجب تقديم المبهر والراقي والمفهوم في ذات الوقت. ولهذا قدمت مجموعة من التصميمات التي لا تحمل أي نوع من الكتابات التي اشتهرت بها أعمالي، واعتمدت فقط على النقوش المميزة من مختلف العصور الاسلامية والفرعونية. السبب، بالنسبة لي، أن الكلمات قد لا تكون مفهومة لدى الغرب، وبالتالي حرصت ألا تكون بشكل لا تحتاج معه إلى شرح، بل تعتمد فقط على جمال التصميم. فهو اللغة التي تفهمها العيون من دون الحاجة الى التفسير. وقد استوحيت تصميماتي تلك من مجموعة ماكدونالدز لخريف وشتاء 2007، التي أطلعني عليها عند مجيئه إلى مصر. فقد لعبت فيها على أحجار السبتنيس السوداء وقطع الماس الممزوجة مع الذهب من عيار 18 قيراطا، إلى جانب الفضة، نظرا لطبيعة الشتاء الداكنة وما تفرضه من ألوان ونوعية الاقمشة».