عناقيد من نور

اللبنانية سينتيا زهّار تعطي الثريا هوية تعكس شخصيات أصحابها

TT

رغم دخول الإنارة غير المباشرة، أو المخفية تحت الجص أو الخشب، أساليب التصميم الداخلي العصري، يبقى للثريا المتدلية من أعلى السقف رونق خاص.

المعروف ان الثريا ليست وسيلة للانارة فحسب، إنما قطعة اكسسوار من شأنها أن تضفي على أي مكان أجواء رومانسية ساحرة، وهذا ما تؤكده مهندسة الديكور اللبنانية، سينتيا زهّار، التي اعطت للثريا هوية جديدة، وأسماء خاصة تعبّر عن شخصية كل تصميم. وهكذا حملت الثريات أسماء الأشخاص الذين ابتاعوها، وغالبيتهم من العنصر النسائي، مثل دانيال، جوانا، ماريا، صباح، وغيرهما. فسينتيا لا تكتفي بأن تتلاءم الثريا مع ديكور الغرفة فحسب، بل يجب أن تشبه أيضاً صاحب المنزل، الذي من حقه ان يختار طرازها وألوانها. وأكثر ما يميز عمل زهّار أنه مزيج بين القديم والحديث، بين الماضي والحاضر. فهي لا تصنع ثريا جديدة، انما تبحث عن الثريات القديمة، تبتاعها وتعيد ترميمها بشكل جديد وعصري، بعيداًَ عن الموديلات الكلاسيكية والتقليدية، كما تزينها بأكسسوارات قديمة ومستعملة، تتنوّع بين الكريستال العتيق والجديد، الشفاف والملوّن، والزجاج، وبين الأشكال والرسومات المختلفة. ولا تستغرب عند رؤية بعضها مزينا بالريش الطبيعي، أو بالملاعق الفضية القديمة، أو فناجين القهوة المصنوعة من البورسلين، أو المرايا المعتقة، أو الأقراط والعقود المختلفة، والأزهار المصنوعة من الحديد والبلاستيك والقماش، وغيرها من المواد المستعملة التي تعطيها نفسا جديدا. الناظر إليها لا بد أن يلحظ الفوضى العارمة في المواد المستعملة والألوان المعتمدة، وربما هذه الفوضى هي التي تجعلها مرغوبة وتعطيها تميزها.

سينتيا زهّار تقدم أعمالاً تشبهها الى حد كبير وتعكس صورة المجتمع حيث تعيش. قصتها بدأت منذ 5 سنوات تقريباً، بينما كانت تبحث لأحد زبائنها عن ثريا بمواصفات محددة: فرحة ومزيّنة بالريش، وشكلها يجمع الأسلوبين الكلاسيكي والعصري. وعندما لم تجد طلبها في السوق، صنعت بنفسها الموديل الذي تريده، من خلال ترميم ثريا قديمة. قررت منذ البداية أن تعطي عملها هوية جديدة، تماشياً مع الجيل الجديد الذي يبحث بدوره عن هوية جديدة. فكان لكل ثريا شخصية فريدة ومميزة تشبه الشخص الذي يشتريها والمكان الذي توضع فيه. لذلك تميّزت كلّ أعمالها بطابع فني خاصّ جعل شهرتها تتعدى حدود لبنان الى دبي وجدّة وباريس والدانمارك. سينتيا تصنع الثريات تحت الطلب، بحيث تتحدّث أولاً مع الزبون عن شكل الغرفة وطبيعة الأثاث وألوانه وغيرها من التفاصيل الضرورية لتحديد طراز القطعة والأكسسوارات المناسبة لها. وفي المرحلة الثانية تبدأ بالبحث عن الثريا القديمة التي تناسب طلبها، ثم عن المواد المكمّلة لها، لتبدأ في المرحلة الثالثة عملية تنفيذ الثريا، وهذه المرحلة تستغرق الوقت الأكبر، ليتم بعد ذلك امدادها بالأسلاك الكهربائية اللازمة، وفي المرحلة الأخيرة تتم اعادة تأهيل الحديد وتلوينه.

أهم ما يميز سينتيا عشقها لهذا العمل، الذي تصبغ عليه الكثير من الإحساس والمحبة والدقّة، إذ تخصص لكل ثريا الوقت الكافي، وهو يتراوح عادةً بين الأسبوعين والثلاثة أشهر، وفقاً للطراز والحجم. أما الأسعار فهي مقبولة ومدروسة وتناسب جميع المستويات الاجتماعية، وتتفاوت بين 450 دولارا للثريا الصغيرة و800 دولار للثريا المتوسطة الحجم.