الزواج عن طريق الكلاب في ألمانيا

شعرها موضة قفازات هذا العام

إعادة اكتشاف للكلب، ترفع من مكانته عند الألمان (أ.ف.ب)
TT

يتفنن الإنسان في علاقته بالحيوان، وبقدر عمق علاقتهما، يكون الحصاد، وربما يسهم عطفك على كلبك مثلا، في ان يساعدك في الحصول على شيء هام طال انتظاره، ويكون طريقك للوصول الى شريك العمر.

هذا ليس حكياً من وحي الخيال، فقصة داني، وهي فتاة من سكان برلين تؤكد ذلك. فلقد استغلت الفتاة كلبها "الدلماسي" وهو كلب ابيض مزركش بنقط سوداء، في محاولتها للعثور على الشريك المبتغى بحسب وكالة الصحافة الألمانية, حيث نشرت صورة لكلبها على احد المواقع الالكترونية الخاصة بالكلاب والتي توفر للعزاب من محبى الكلاب الفرصة للالتقاء بأشباههم من محبى هذا الحيوان.

وفضلا عن التفاصيل الخاصة بالكلب فان الموقع يتيح لمالك الكلب أن يضع أيضا البيانات الشخصية الخاصة به، وهو بالفعل ما فعلته داني، وأثمر عن علاقة سعيدة. وبحسب مبادرة احصائية، فان عدد الالمان الذين يتجولون على الانترنت يزيد على التسعة ملايين، وتشير الإحصائية إلى أن نحو 6 الاف من مالكي الكلاب نجحوا في اقامة صلات وثيقة من هذا الطريق.

ويؤكد جان سكوبيك الباحث في العلوم الاجتماعية بجامعة بامبرج بان هناك "نحو الفي منتدي على الانترنت يستطيع الجمهور من خلاله البحث عن شريك الحياة".

وقال إن هذه الأنواع الجديدة من وكالات التواعد تجتذب زبائن من نوادي القلوب الوحيدة. ويضيف سكوبيك "إن اللجوء إلى هذا الأسلوب يوفر الوقت، ولقد أصبح بمقدور المستخدمين الحصول بسرعة على ما يعتقدون انه ملائم لهم، وهذا مفيد على نحو خاص للاشخاص الذين يعملون في وظائف نهارية حيث يمكنهم تمضية المساء في تصفح الاعداد الهائلة من الشركاء المحتملين المتاحين عبر الانترنت".

ويشير إلى ان العزاب يدققون في اختيار الشريك المناسب. وربما تؤدي صورة فوتوغرافية سيئة إلى إسقاط شريك محتمل من قائمة الاختيارات. وبينما يميل الذكور للتعرف على الصفات الجسدية لشريكات الحياة المحتملات، فإن النساء يركزن أكثر على تعليم ووظيفة الرجل. وبحسب البحث فان الاشخاص ذوي الاهتمامات الخاصة تكون لديهم فرصة اكبر في العثور على الشخص المناسب من غيرهم.

ويقول أحد المواقع الالكترونية المعنية "إن عشاق الموسيقى غالبا ما يجدون أنفسهم على نفس الموجة مع آخرين، لكن بالنسبة لمن لا يحبون الحيوانات الأليفة أو الموسيقى فقد يكون الدم هو البديل، فتوافق فصيلة الدم يكون له باع في تحقيق التآلف" وهو ما يعرضه أحد مواقع التواعد الأخرى.

وتروي حكمة يابانية "ان الطباع الشخصية تختلف تبعا لاختلاف فصائل الدم".

ويؤكد ذلك الكسندر هوتز العضو في أحد نوادى خدمة العزاب، ويضيف "إن أصحاب الفصيلة "O" يتميزون بالطموح وقوة الإرادة وهم أيضا لا يلتزمون بالمواعيد، فيما يمتاز أصحاب الفصيلة "B" بالقدرة على التواصل مع الآخرين فى حين يتسم أصحاب الفصيلة "A" بالحساسية ويملكون شعورا قويا بالمسؤولية.

وفيما يشبه إعادة اكتشاف للكلاب - وبعد نجاحه في دور الخاطبة - جاء الدور على "شعره" الذي اصبح أحدث موضة لتصنيع قفازات اليد والشال بشرط ألا يقل طول الشعرة عن أربعة سنتيمترات ليسهل تجميعها وتحويها لخيط متين.

وتشير بتينا مينكهوف خبيرة الخيوط الالمانية إنها تستفيد في ذلك من سقوط شعر الكلاب أو بجمعه من الكوافيرات الخاصة بحلاقة الكلاب، وتؤكد أن شعر الكلاب أكثر دفئا من الصوف ويتميز أيضا بالقوة والنعومة. وتضيف الخبيرة أن بعض الاشخاص يأتون إليها ويطلبون عمل "شال" من شعر الكلاب ليصبح ذكرى في حال وفاة الكلب وأشارت إلى أن الكيلوجرام من خيوط شعر الكلب يتكلف 100 يورو. وتمر خطوات غزل شعر الكلاب وتحويلها إلى خيوط بمراحل مختلفة تبدأ بعمل تسريحة للكلب وتمشيط شعره بفرشاة معينة وتجميع الشعر الساقط وغسله وتنظيفه وربطه عبر ماكينة غزل بسيطة.

وجدير بالذكر، أن تصنيع خيوط شعر الكلاب واستخدامها في المنتجات اليدوية من الامور المعتادة في الصين لتوفر شعر الكلاب بكثرة بعد أكل لحومها.