في معرض بنيويورك .. الوسائد والطاولات تنورات ومجوهرات

«جي رومان».. تتلاشى فيه الحدود الفاصلة بين الملابس والأثاث

TT

المنظر في معرض الأثاث المنزلي «جي رومان» في مدينة هامبتون الشرقية، بولاية نيويورك، لافت للانتباه ومثير للدهشة. فقد وضع سوار عملاق عند دعامة السرير اليمنى، لكنه لم يوضع هناك لغرض بصري، إذ انه غطي بلحاف ذي ألوان براقة. التصميم هو للمصممة ليزا كورتي من ميلانو، وضعت فوقه أربع مخدات وخمس وسائد صغيرة للزينة ومسند. والسبب وراء السوار المطعم بالجواهر هو ـ حسب جودي رومان ـ بائعة الملابس السابقة التي فتحت محلا خاصا للأثاث في مايو (أيار) الماضي، أن ما يغطي السرير، مثل الأزياء التي يرتديها الشخص، يجب أن تعبر عن شخصيته. وأضافت موضحة: «الإكسسوارات الكمالية الملحقة تحول السرير إلى ما أنت عليه».

وقد تكون فكرة وضع مجوهرات حول السرير أمرا صادما للبعض، أو غير مألوف للبعض الآخر، لكن الفكرة وراءها هي نفس فكرة استعمال الإكسسوارات مع الأزياء، أن تتوافق مع شخصية صاحبها وتكمله. وهكذا الحال مع الأشياء الكمالية التي توضع في كل البيت بطرق تتجاوز وسائد الزينة، وأصبحت مبدأ أساسيا بالنسبة لصناعة الأثاث.

بعد عقود على بدء تلك الصناعة باستلهام أفكار من موضة الملابس، بدأت الحدود الفاصلة بين الحقلين بالتلاشي مع تقارب فلسفاتهما وقاموسيهما وموادهما، وهذا ما جعلهما شيئا فشيئا غير قابلين للفصل. تقول سلري كامبل، مصممة الأثاث والمصممة الداخلية من نيويورك «إن الموضة وتصميم البيوت قد تداخلا بشكل كبير»، مشيرة إلى طاولاتها الجديدة ذات الحواف المحنية واصفة لها بأنها «الحركة التموجية غير المبالية لحافة التنورة».

كان هذا الالتحام واضحا في الشهر الماضي خلال معرض الأثاث التجاري الذي جرى في ولاية كارولاينا الشمالية. فشركة هنردون HENREDON المعروفة بتصميم الأزياء الكلاسيكية، أكثر منها بتسويق الأدوات الصغيرة، مثل DEBONAIR قدمت أريكة مخططة قريبة من لون التبن مع شال حرير متوافق مع اللون بمبلغ 5775 دولارا. ويبلغ ثمن الشال الذي يغطي الأريكة 390 دولارا، بينما يبلغ سعر طاولات القهوة الجديدة لدى شركة جوليان شيشيستر JULAIN CHISHESTER، 2995 دولارا، وكراسي غرفة الجلوس 4995 دولارا، ملفوفة بجلد محبب بني اللون، وهي مادة تستخدم كثيرا في صنع الحقائب ذات مسكات اليد. كذلك عرضت شركة فيجيوال كومفورت آند كومباني VISUAL COMFORT & COMPANY وهي متخصصة في تصميم الإضاءة، مصابيح صممها توماس أوبرين وباربرا باري بحواف كريستالية حادة، مع لآلئ أنيقة مع تطعيم بالذهب الأبيض الذي جاء مباشرة من «تيفاني» TIFFANY.

من جانب آخر، عرضت شركة تنجيد الأرائك بالجلد «ناتوزي» NATUZZI، أنسجة معدنية وجلودا مطعمة بمواد معدنية تم تبنيها، حسبما قال تود كرافت، نائب رئيس الشركة المكلف بتطوير الماركة، وأضاف كرافت: «بدأ العمل أولا بحقائب اليد، ثم انتقل إلى الأحذية ومن ثم إلى المجوهرات». وقال إنه يتوخى نفس النتيجة التي تتوخاها المرأة عندما ترتدي حزاما سميكا ذهبيا لتزيين تنورة يعوزها البريق والحيوية. ويرى مديرو شركة ناتوزي أن على الزبائن أن ينفقوا 2995 دولارا لإضافة قطعة من الجلد المصقول بالمعدن إلى أثاث غرف الجلوس، وقال كرافت: «هناك قطع تجعل غرفة الجلوس تتلألأ حيث تعطيها شخصية ونمطا خاصا».

أما رومان فقد قالت: «مثلما هو الحال مع رغبتك بتغيير كنزتك أنت تريد تغيير بيتك». ويقول باعة التجزئة إن المشتريات الغالية، مثل الكنبات وطاولات الطعام قابلة لأن تتحول بفضل الكماليات الصغيرة الأخرى إلى أشياء جميلة جدا حتى لو كانت هذه الأشياء الصغيرة رخيصة الثمن مثل حاشية بلون أزرق غامق، وأضافت رومان: «أنا أحمل صحونا براقة تتراوح أسعارها ما بين 8 و12 دولارا، ونحن بعنا منها بالمئات. فأنت مقابل مبلغ 500 دولار تستطيع أن تغير شكل الطاولة كليا».

وكانت الرغبة في جعل تصميم البيت يحمل بصمات صاحبه وملامح شخصيته قوية في معرض الأثاث التجاري. فشركة «هيكوري تشير» HICKORY CHAIR الأميركية المتخصصة في صناعة الأثاث قدمت فيه عددا من الخيارات الشخصية، من بينها كنبات حسب المقاييس التي تشاؤها، وهذا ما يسمح للزبائن أن يطلبوا قطع أثاث بكل المقاييس والأشكال التي يشاؤونها ما بين 24 و120 بوصة. كذلك ثمة شركة أثاث أخرى هي «كستمرز أون هاردوير» CUSTOMER"S OWN HARDWARE تسمح للزبائن بإضافة الحلي المحببة لديهم للأثاث، بغض النظر عما إذا كانت من الانتيك أو متاعا متوارثا أو حليا كريستالية من شركة «شواروفسكي» SWAROVSKI، حيث إنها مركبة على أي من منتجات شركة «هيكوري تشير».

ويهدف المعرض إلى منح الزبائن خيارات متعددة لمساعدتهم على اختيار نوع واحد من قطع الأثاث وتخليصهم من القلق من احتمال أن يختار شخص آخر على التشكيلة نفسها.

كذلك فإنه ليس أمرا مثيرا للاستغراب أن الحدود الفاصلة ما بين الملابس والأثاث قد تلاشت، وهذا ما أدى إلى تغير في سلوك الزبون. فهناك بعض المستودعات مثل ABC & HOME في نيويورك، قد تعاملت مع المجالين وكأنهما ينتميان إلى إطار واحد، فهناك الشموع ومفارش الأسرّة على الرفوف نفسها مثل السترات والمجوهرات، ويبدو كأن الزبائن الآن بدأوا يستخدمون هذا المبدأ. فقد لاحظت كاثي والش من محلات «غريت بارينغتون» GREAT BARRINGTON في ولاية ماساشوسيتس، أنه منذ لحظة افتتاح محلات «هوموارد باوند» HOMEWARD BOUND في سنة 2005 بدأ الزبائن يخبرونها عن حبهم للزي الذي ترتديه، وطلبوا منها أن تبيع ملابس إلى جانب بيع طاولات الطعام.