تذكارات السفر.. سيف ذو حدين

زينة أو ضيفة ثقيلة الظل

TT

يعود الواحد منا من الرحلات والعطلات في أغلب الأحوال محملا بالتذكارات، بعضها عبارة عن هدايا صغيرة مثل زهرية من المكسيك أو عروس خشبية من روسيا أو تمثال لراقصة فلامنكو من الأندلس، وغيرها من الأشياء التي تمثل البلد الذي قضينا فيه اياما ولحظات سعيدة، نفرح بها ونضعها في مكان بارز لتطيل ذلك الإحساس بالسعادة والارتخاء. وتوضح «انتي فلاد» الاختصاصية النفسية في هامبورج أن هذه القطع تساعد على إحياء الذكريات، كما تشير إلى إحساس مقتنيها وفهمه للعالم في الوقت ذاته.

لكن سام بور، وهو مصمم ديكورات داخلية يعمل في برلين، يقول: إننا لا يجب ان نتحمس كثيرا ونضع هذه التذكارات في أماكن قد لا تكون مناسبة. صحيح أنها تضيف شذرات من الثقافات الأجنبية إلى بيوتنا، لكن من الواجب توخي الحذر في الجمع بين ثقافات مختلفة في مكان واحد، مشيرا إلى أنه من المناسب أن توضع الحافلة بالألوان إلى جانب قطعة بسيطة، لكن وضعها إلى جانب تمثال لراقصة الفلامنكو قد يبدو مضحكا. وتوافقه جينيا بورنر هوفمان، من مجلة «ليفنج ات هوم» التي تصدر من هامبورج، الرأي بقولها: «إن الناس جميعا مغرمون بالحديث عن أسفارهم وعطلاتهم وهم يضعون قطعهم المحببة في دولاب أو مخزن». وتضيف: «إن كل منزل به متسع للتذكارات، سواء فوق سطح دولاب للملابس أو على مائدة الطعام أو مرتبة في صناديق خاصة، لكن هامش المناورة يضيق، عندما يتعلق الأمر بعرض قطع تذكارية من ثقافات مختلفة ومتباينة». وتشير إلى أنه من المهم المحافظة على التباين، فلا تخلط التذكارات الهندية مع الصينية، مثلا، لأن المنظر لن يكون مريحا للعين ومربكا لها. لكنها تؤكد «أنك إذا نجحت في ترتيب التذكارات على نحو جيد، فإنك تكون قد رتبت نوعا من الرحلة حول العالم في منزلك».

ويقول بور: إن هناك تقليدا قديما لعرض التذكارات، كان يتبعه أجدادنا في عرض التذكارات في خزانات من الزجاج، حيث كانوا يحفظون فيها القطع من الكؤوس والصيني المزين بمناظر طبيعية وتحف الكريستال.

وترى بورنر هوفمان ان استخدام مثل هذه الخزانات الزجاجية لم يعد يناسب العصر الحديث رغم ان الفكرة جيدة.