هاني البحيري.. قلبه في روما وعينه على باريس

درس القانون ودخل عالم الأزياء مصادفة بفستان زفاف

TT

على الرغم من موهبته التي جعلته واحداً من أشهر الأسماء العربية في عالم تصميم فساتين السهرة والمناسبات، إلا أنه وكما يقول، لم يكن يفكر في هذه المهنة منذ نعومة أظفاره، كما هو الحال بالنسبة لبعض المصممين. ويعترف ان سنوات عمره الأولى كانت خالية من أي ميل يشير إلى أنه سيمتهن تصميم الأزياء في المستقبل باستثناء بعض الاهتمام بمزج الألوان والرسم. فقد درس الحقوق في إحدى الجامعات المصرية ليخرج منها حاملاً شهادة لم يفكر بالعمل بها. أما كيف بدأ مشواره في عالم تصميم الأزياء الذي يمتد لنحو 17 عاماً، فكان بمحض المصادفة عندما طلب منه أحد أفراد أسرته مساعدته في تصميم فستان زفاف وهو ما فعله بإتقان، عبر عن موهبة دفينة في هذا المجال. وكان هذا الفستان، الذي حاز على إعجاب الجميع، خطوة البداية التي فتحت شهيته وشجعته على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة قسم الدراسات الحرة لدراسة هذا الفن الذي استهواه. في نفس الوقت التحق بالمركز الثقافي البريطاني لدراسة اللغة الإنجليزية، فقد كان يشعر انها وسيلة جيدة لكي يفهم هذا العالم ويتوغل في اسراره. منذ البداية ايضا عرف ما يجذبه، فملابس النهار لم تستهوه وملابس «الكاجوال» لم تستفزه، لكن تصميم أزياء المناسبات والسهرة كان له طعم آخر، فقد سيطر على تفكيره طوال فترة الدراسة وهذا ما جعله يقرر التخصص فيه.

هذه، بتلخيص، نبذة عن المصمم المصري هاني البحيري الذي شارك أخيراً في عدد من عروض الأزياء بروما باهراً المشاركين فيها بتصميماته، مع العلم انه شارك عقب عودته من روما، في عرض للأزياء أقيم على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير، حضره لفيف من نجوم الفن والمجتمع. تصميم ملابس السهرة من وجهة نظر هاني البحيري يعني الإبداع والتميز والتعرف دائما على كل ما هو جديد في مجال الموضة العالمية وخطوط كبار المصممين العالميين وفي مقدمتهم بالنسبة له، المصمم العالمي «فالنتينو» الذي يعتبره البحيري قدوته في هذا المجال. وهو ما يشرحه بقوله: «في اعتقادي أن فالنتينو من أفضل مصممي الأزياء على مستوى العالم فهو يجمع بين الكلاسيكية الجميلة والأناقة الرائعة، وينجح في التعبير عن المرأة وأحاسيسها من خلال تصميماته. ويشبهه في عالمنا العربي المصمم اللبناني إيلي صعب الذي أرى في تصميماته الكثير من الذكاء والموهبة كما يتمتع بدعم من المجتمع اللبناني ككل، ولعل هذا ما أهله لأن يحتل المرتبة الخامسة بين مصممي الأزياء على مستوى العالم. أما بالنسبة لي، فأنا أعتمد في تصميم الأزياء على الابتكار المدعوم بالموهبة والتواصل المستمر مع بيوت الأزياء العالمية، إلى جانب متابعة تفاصيل الاجتماع الذي يعقده خبراء الموضة العالميون في فرنسا كل ستة أشهر، ويقدمون من خلاله أطوال وأقمشة وأحجار وألوان الموسم، وهو ما يساعدني على وضع تصميماتي التي أراعي فيها الجمع بين خطوط الموضة العالمية وخصوصية جسد المرأة العربية وأسلوب ارتدائها لأزيائها». ويرى البحيري أن كل عاصمة من عواصم الموضة العالمية تتمتع بسمة لا تتوفر في غيرها، فإيطاليا، بالنسبة له، هي عاصمة الموضة، حيث ينجح مصمموها دائماً في تقديم كل ما هو جديد، مشيرا إلى انه يفخر بكونه المصري الوحيد الذي عرض بها. أما فرنسا، فهي قلب الموضة، حيث تتوجه لها عيون كبار مصممي الأزياء في العالم، هذا عدا عن تميزها بأنها مركز أسبوع «الأزياء الراقية» (الهوت كوتير) وهو الأسبوع الذي تتفرد به عن باقي عواصم الموضة العالمية. ويقول انه يحلم بأن يعرض بها في المستقبل، معلقا أن الوضع في مصر يختلف عن هذه العواصم بكثير، إذا انه في الوقت الذي يتزايد الاهتمام بالموضة في الغرب، يتراجع بشكل لافت في مصر، وهو الأمر الذي يختلف عما كان عليه الوضع في الماضي. يقول: «تنحصر الموضة في مصر في بعض الشخصيات العامة وبعض الفنانات، والسبب في رأيي هو تراجع الإعلام المهتم بالموضة، فلا نجد متابعة لعروض الأزياء ولا اهتماما بتقديم خطوط الموضة الخاصة بكل موسم، على الرغم من أن مصر كانت لسنوات عاصمة الموضة العربية». ويشير البحيري إلى ان دور المصمم العربي يرتكز على احترام البيئة الشرقية والأسلوب الذي تحتّمه الظروف الاجتماعية. ويتابع: «في رأيي، يجب على المصمم ان يأخذ من العالمية ويطورها بالشكل والأسلوب الذي يتناسب مع مجتمعه. وهذا هو السبب في اعتمادي في أسبوع الموضة الايطالي، الذي أشارك به منذ نحو 5 سنوات، فأنا أعرف كيف أرسم وكيف أترجم ما أرسم من خلال التطريز، والأقمشة التي أقوم باستيرادها من الخارج وهو ما يميزني عن غيري من المصممين». تصميمات البحيري في فساتين السهرة تميزها بالفعل أقمشتها التي تتنوع بين خامات الحرير الطبيعي، والساتان، والتول والدانتيل الفرنسي، الذي يضاف إليه عنصر التطريز المناسب للون القماش وتصميم الموديل. ويؤكد هاني البحيري أنه من عشاق التطريز في فساتين السهرة والزفاف.