سعوديات يقدمن عروض أزياء بعيدا عن عيون الجنس الآخر وعدسات الكاميرات

هاويات يتلمسن الصنعة من الفضائيات

TT

الحركة الرشيقة التي تخطو بها عارضات الازياء العالميات بقدهن النحيل وهن يتخايلن على خشبات المسارح في أزياء مغزولة بالأحلام، تظل امنية تداعب الكثير من الفتيات في مختلف انحاء العالم، ولا تخرج الفتاة السعودية عن هذا الأمر. فالعديدات منهن تراودهن تلك الاحلام وإن كانت لا تتفق مع التقاليد والأعراف. وعندما تلح الرغبة، فإن منهن من يقمن بها من قبيل التجربة، لكن في اطار المجتمع النسائي فقط.

لذلك لم يعد غريبا على المجتمع النسائي في السعودية سماع أو مشاهدة فتيات سعوديات يقبلن العمل كعارضات أزياء، وهو المجال الذي كان حتى عهد قريب غير مسموع به و غير مسموح به للسعوديات.

وتذهب العارضات العاملات حاليا الى ان الامر لا يعدو من باب الهواية والتنفيس والشهرة بين الصديقات، خصوصا أن الامر يتم في جو نسائي محض. ويؤكد ذلك عدد من مصممات الأزياء السعوديات لـ «الشرق الأوسط»، وهن غير سعيدات بالأمر، إلا أن التجربة تعد جديدة، بل ومغامرة في حد ذاتها بالنسبة للواتي يمارسنها.

علا إبراهيم، طالبة تدرس الأدب الإنجليزي، قالت انها ظلت تحلم منذ صغرها بأن تسير على منصة العرض بقوامها الرشيق بينما جسدها يداعب الفستان يمينا ويسارا، إلا أنها فوجئت كما تقول بأن عرض الأزياء في أرض الواقع مختلف عما كانت تقرأ وتسمع عنه. تسكت برهة ثم تكمل حديثها «إنها هواية فقط ليس أكثر من ذلك بالرغم من أنني أطمح بالاحتراف في هذا المجال بعد موافقة والدي».

وترى ميساء أحمد 20 عاما والتي سبقت علا في هذا المجال بـ 3 سنوات أن عرض الأزياء بالسعودية هو من باب الشهرة وجذب الأنظار، وقد شجعها قوامها وطولها 177 سم بأن تخوض هذا المجال بالرغم من استيائها من عدم قدرتها على إعطاء موافقتها بالتقاط صورها، والسبب، كما تقول «أهلي يرفضون ذلك، وقد يقتلونني اذا ظهرت صوري بالمجلات والصحف».

وتعاني ميساء وصديقاتها السعوديات من مشكلة عدم تدريبهن من قبل متخصصات، فهن يعتمدن على جهودهن الخاصة. تقول ميساء «أعتمد على برامج - الفاشن شو - اللبنانية والأجنبية، ونحاول أن ندرب بعضنا بعضا على طريقة المشي على منصة العرض، وأحيانا لا تبخل علينا المصممات ببعض النصائح، نحن عارضات أزياء مبتدئات وهاويات ليس أكثر».

وقد شجعت عروض الأزياء بالسعودية الفتيات بالإقبال على هذا المجال لأنه ضمن إطار الموروثات الاجتماعية والتقليدية، ما دام يرفع شعار «لا للرجال». فعادة ما يتم عرض الأزياء ضمن نطاق ضيق يضم السيدات فقط، و يمنع فيه التصوير، وهذا ما دعا الكثير من الإعلاميات إلى عدم الحضور إلى تلك المناسبات التي عادة ما تقام تحت رعاية جمعية خيرية. ويعد هذا من الأسباب الوجيهة التي تجبر مصممات الأزياء السعوديات للعرض في دبي أو بيروت وايطاليا كحال المصممة حنان مدني، التي تعلق حول الموضوع بقولها: «لتحقيق نجاحي أبحث عن كل التفاصيل، فعارضة الأزياء الأجنبية أدفع لها أجرها، وأكون حرة التصرف معها، فمن حقي أن تعرض أزيائي على منصة العرض أمام الجمهور والإعلام وكل من يهتم بالأزياء، كما توافق على التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني، وهكذا».

وحول رأيها في عارضات الأزياء السعوديات تقول مدني «بعضهن موهوبات جدا ولا ينقصهن سوى التدريب الاحترافي». ومع ذلك، لا تشجع مدني أي فتاة سعودية على الدخول إلى عالم عرض الأزياء الاحترافي، لأنها ترى بأن العمل كعارضة أزياء بمفهومه العالمي يتنافى مع تقاليدنا وثقافاتنا، لأن العارضة مهمتها أن تعرض ما يريده المصمم وهذا ما لا تستطيع تقبله الفتاة السعودية - حسب تعبيرها.

وتتفق معها إيمان بكر يونس، صاحبة وكالة للدعاية والإعلان، والتي سبق لها العمل لفترة في مراهقتها كعارضة أزياء، بقولها بأنه لا يمكن للعارضة السعودية أن تتخطى العادات والتقاليد والقيم الإسلامية التي تربت ونشأت عليها. فالمسألة، كما تراها، تقتصر على الهواية والبحث عن الشهرة بين الوسط النسائي ليس أكثر من ذلك.

وعدم وجود عارضات سعوديات محترفات كان سببا وجيها لهروب المصممات السعوديات بأزيائهن للخارج وعرضها تحت أعين الجميع وكاميرات الإعلاميين، كما كان سببا كما تقول إيمان بكر يونس بعدم تقبل المصممين اللبنانيين والمصريين وغيرهــم بعرض أزيــائهم فــي السعودية على الرغم من أن السعوديــات يتصدرن القائمة عربيا في شراء واقتناء تلك الأزياء والسبب عدم وجود عارضات محترفات وصعوبة استضافة عارضات أجنبيات.