لقطة تسجل لحظات لا تنسى

صور الزفاف في عيون المصورين وخبراء التجميل

صورة ليلة العمر لا بد أن تتوفر فيها بعض الاعتبارات لتبقى جميلة على الدوام
TT

تظل صورة الزفاف تميمة تحرص كل عروس على أن تخرج بشكلها الأمثل، فعلاوة على أن هذه الصورة توثق للحظة جميلة، هي لحظة الزواج، فهي أيضا شاهد حي على جمال خاص تكتسبه العروس في تلك اللحظة، قبل أن يمارس الزمن هوايته المفضلة في السطو على الملامح وتغييرها. بهذا المعنى، فإن صورة الزفاف هي خزينة السعادة التي تلجأ إليها المرأة لتستدعي ذكريات جميلة، بدأت بها حياتها مع شريك العمر، تضعها على الحائط أو تبرزها فوق طاولة تنظر إليها بحنين، وتريها لزوجها وأصدقائها وأقاربها حينما تشتاق إلى كلمة ثناء. يقول المصور عادل مبارز: «قد ينسى العروسان بعد مرور سنوات على حفلهما أسماء المدعوين ونوعية الأكل الذي قُدم للضيوف وكلمات المديح التي أُمطرا بها، لتبقى صورة الزفاف هي الشاهد الأمين على ليلة العمر وما بذل فيها من مجهود كي تخرج في أبهى شكل».

لا ينكر مبارز أن البعض وجه اهتمامه في الآونة الأخيرة نحو الفيديو على حساب الفوتوغرافيا، إلا أن ذلك بحسب تأكيده رهان خاطئ «لأنه من غير المنطقي أن كل زائر للعروسين، ستتوفر له فرصة مشاهدة شريط الفيديو أو «السي دي» الخاص بالحفل، خاصة أن مدته تتراوح من ساعتين إلى ثلاث ساعات، بينما صورة الزفاف تثبت على حائط المنزل، أو في ألبوم للصور ونظرة واحدة لها لا تستغرق ثواني معدودة كفيلة بتذكر كل تفاصيل الحفل».

أشار مبارز إلى وظيفة أخرى ذات أهمية قصوى تؤديها الصورة وهي إصلاح الأخطاء «فقد يقع الكوافير أو الماكيير في خطأ ما من دون قصد يؤثر في شكل العروس سلبيا، وهنا يأتي دور المصور المحترف الذي يتمكن بمساعدة بعض الكاميرات الحديثة من تخفيف هذه الآثار السلبية، فيتحكم في درجة الماكياج ويزيل علامات التوتر والإرهاق من الوجه لتظهر العروس جميلة وذات وجه نضر».

ويشير مبارز إلى أبرز العيوب الأخرى التي يمكن تلافيها، ومن أبرزها تفاوت الطول بين العروسين ولتجنب ذلك من الممكن أن توضع «تاكو» (درجة سلم صغيرة) أسفل العريس أو العروس الأقصر قامة. وينصح مبارز بتجنب تصغير الأنف وتغيير لون العينين قبل التصوير، لأن الصورة ـ بحسب رؤيته ـ يجب أن تمثل شخصية الفرد الحقيقية. وعما إذا كان ملاحظات المصور على عمل خبير الماكياج أو مصفف الشعر، تعد تدخلا غير مقبول من جانبه قال مبارز: إن «مصفف الشعر وخبير الماكياج والمصور، يشكلون فريق عمل واحداً، وعلى كل منهم أن يقدم أفضل ما عنده، ولا بأس الواحد منهم إذا نظر الآخر إلى خطأ ما، بالإضافة إلى ضرورة التنسيق بينهم. فمثلا قد يخبرني مصفف الشعر أنه سيسرح شعر العروس على الجانب الأيسر فأنبهه أن العروس تقف دائما على يمين العريس ولهذا لن تظهر التسريحة بالشكل المناسب، كما أطلب منه أحيانا أن يتجنب وضع ذرات براقة «الجليتر» ضمن الماكياج لأنه يعطي نتيجة سيئة في الصور، أو أطلب منه توسيع عين العروس لأنها تغلقها عند الابتسامة، وهكذا».

يشدد مبارز على أن تلك الملاحظات المتبادلة بين هذا الفريق الثلاثي، لا بد أن تكون قبل أن يبدأ كل منهم عمله، حتى لا تؤثر هذه الملاحظات سلبا في نفسية العروس، خاصة أن أغلب البنات في هذه الليلة يكن عرضة للتوتر لأبسط سبب.

ويحكي مبارز عن موقف صعب تعرض له مرة، عندما حضرت له عروس متأخرة عن موعدها بساعتين ومع استعداده لتصويرها، بكت بشده وأخبرته أنها لا تريد التصوير وقالت: «أنا غير مقتنعة بمظهري وإكليل الورد الذي أحمله في يدي أسوأ ما رأت عيناي».

وتابع: «حدث ذلك وأعضاء الفرقة الموسيقية يقفون على الباب انتظارا للعروس، وللعلم كانت جميلة جدا حتى أنني لم اعرفها بعد أن اختلف شكلها كثيرا عن وقت حضورها إليّ لتحديد موعد التصوير. أخبرتها بحقيقة جمال شكلها ثم غيرت أماكن وضع الورود، فهدأت نسبيا واقتنعت في النهاية ومرت الليلة على خير». وبشكل عام، يشير مبارز إلى أن التوتر هو السمة المشتركة لكل عروس حتى لو كانت فنانة تقف أمام كاميرات السينما لمئات المرات: «منى زكى، مثلا، كان جسمها يرتجف بشدة قبيل تصويرها ليلة زفافها إلى الفنان أحمد حلمي».

والملاحظ أن أذواق الناس في اختيار طبيعة صورة الزفاف تختلف وتعكس شخصية أصحابها «فهناك من يحب صور الفانتازيا، والبعض يفضلها كلاسيكية وإن كنت أميل للنوع الثاني إذا كانت ستعلق على الحائط ».

صورة ليلة العمر لا بد أن تتوافر فيها بعض الاعتبارات لتبقى جميلة على الدوام ومن بينها إدراك أن مكانها الذي ستبقى فيه للأبد شقة الزوجية، وبالتالي يجب أن يتجنب العروسان التصوير بجانب أشياء لا تتماشى مع طبيعة شقة الزوجية وديكوراتها كسلالم القصور مثلا أو الساعات الأثرية إلى غير ذلك. وطبقا لرؤية مبارز يجب أن يفطن العروسان إلى أن الموضات تتغير، لذلك فملابسهما من الأفضل أن تتسم بالبساطة حتى لا يخجلا منها بعد سنوات. من واقع خبرته يقدم مبارز مجموعة من النصائح للعروس كي تظهر صورة زفافها بشكل ترضى عنه، ومن بينها ألا تقبل أن يكون المصور ضمن ميزانية متكاملة مقدمة من الفندق أو الجهة المنظمة للزفاف، لأنها تعتمد على تقليل التكلفة على حساب الجودة «فالمصور المحترف لا يقبل أن يكون ضمن مجموعة فقرات».

كما يشدد مبارز على عدم تدخل العروس أو الأقارب والأصدقاء في عمل المصور أثناء تأدية عمله «فالأجدى أن ترى نفسها بعينيه هو».

ولا يوصي مبارز بإجراء بروفة للماكياج لأن «خبير الماكياج لا يملك أن يخرج وجه العروس كنسخة كربونية يكررها كل مرة» ويجب كذلك أن تحافظ العروس على ابتسامتها طوال الوقت وألا تطلب من المصور أن يلتقط لها صورة شبيهة بما التقطه لعروس أخرى.

المصور محمد شيكو ـ له وجهة نظر مختلفة حول الموضوع، فهو يرى أن «كل عروس تكون في صورة جميلة في يوم زفافها. فالسعادة التي تعيشها مع أهلها وأصدقائها وشريك حياتها في تلك اللحظات تنعكس على وجهها على الفور، فأجمل صورة زفاف تبهر العيون ليست للعروس ذات الجمال الصارخ والعريس مكتمل الأناقة، بل من تظهر على ملامحهم علامات الحب» وتبعا لذلك يوصي شيكو ألا تخجل أي عروس من إظهار حبها لعريسها في صورة الزفاف.

ويرى شيكو أن الإضاءة المناسبة لبشرة العروسين لها علاقة مباشرة بجمال صورة الزفاف. وعلى عكس مبارز يرى أيضا أن اللقطات غير التقليدية هي الأفضل، كذلك تلك التي تتماشى مع شخصية العروسين. من الأشياء التي تضفي جمالا على صورة الزفاف بحسب شيكو الإضاءة الناتجة عن ضوء الشمس، كذلك المناظر الطبيعية من بحر وخضرة، لذلك يفضل صور الزفاف الأوروبية لأن حفلات الزواج هناك تقام نهارا وتتحرر من قيود الفنادق والقاعات إلى فضاء الطبيعة الرحب «فما أجمل أن يلتقط صورة للعروس بفستانها والعريس بكامل أناقته على شاطئ البحر وقت الغروب». ويحكي شيكو عن ذكرياته مع صور الزفاف فيقول إن أغرب صورة التقطها كانت لعروس ارتدت فستانا أسود بينما ارتدى العريس بذلة بيضاء، أما أكثرها إحراجا فكانت لعروس بدينة للغاية أراد عريسها أن يحملها فسقط على الأرض وانكسرت بعض أسنانه. المحجبات لهن طابع خاص في صور الزفاف هذا ما أكدته خبيرة التجميل جيلان عاطف «فالعروس المحجبة غالبا ما تكون أكثر قلقا لأنها تظن أن الحجاب سيخفي بعض جمالها»، ولإذابة هذا التوتر وحتى تظهر صورة الزفاف أكثر جمالا تقدم جيلان بعض النصائح للعروس، منها ضرورة أن تكون البشرة نظيفة ونقية ليتمكن خبير الماكياج من وضع لمساته كما يجب، مع استخدام واق مناسب مضاد لأشعة الشمس الضارة.

شخصية العروس يجب أيضا وضعها في الاعتبار عند اختيار الماكياج المناسب لها في صورة الزفاف، فإذا كانت كلاسيكية الطباع، فإن الماكياج البسيط هو الذي يناسبها اكثر، أما إذا كانت جريئة ومنطلقة، فبالإمكان اختيار الألوان على اختلاف درجاتها بحرية.

بحسب جيلان أيضا يجب أن تلجأ العروس المحجبة إلى من له خبرة في الطرحات وتجرب أكثر من شكل قبل موعد الزفاف قبل أن تستقر على الأنسب. كما يجب أن تنتبه إلى أن بعض مستحضرات التجميل عند تفاعلها مع إضاءة التصوير تسبب احمرارا للبشرة ويجب الانتباه إلى ذلك قبل وضع الماكياج.