قَصَّة «البوب» تحتفل بعامها المائة

ولدت بباريس.. واشتهرت في أميركا

TT

تحتفل قَصَّة «البوب» القصيرة التي تتميز بغُرَّة طويلة، بعامها المائة هذا العام، لتؤكد أنها إطلالة لا يمكن أن تغيب مهما حوربت من قِبل الرجال، أو حتى من قبل الشركات المتخصصة في تأمين السيارات للسيدات، التي أفادت أنها، والمقصود هنا الغُرة، عندما يزيد طولها عن الحاجب، وتغطي العين، تزيد من نسبة ارتكاب المرأة مخالفات في الطريق، لأنها تحجب الرؤية عنها، مما يضطرها إلى ترك المِقْوَد لسحب الشعر إلى الوراء أو إزاحته عن عينيها، والنتيجة هي فقدها السيطرة على السيارة. وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها «القَصَّة» للمحاربة، ذلك أنها في العشرينات من العام الماضي ارتبطت في أذهان الرجال والأوساط المحافظة، بالنساء الخارجات عن الأعراف، والمُقْبِلات على الحياة والسهر بِنَهَم، وتم بالفعل تسجيل حالات طلاق بسببها، وبقيت الغُرة متواجدة بشكل أو بآخر. فقد تبنتها أوساط المثقفات في فترة العشرينات، كما تبنتها الراقصات. وفي الستينات شهدت أوْج قوتها عندما ظهرت بها العارضة البريطانية «تويغي» بشكل جِدّ مبتكر يغطي عيناً بكاملها. وبين ليلة وضحاها تبنتها معظم نساء العالم، واتخذت أشكالا هندسية عجيبة على يد مصففين عالميين، تارة قصيرة، تغطي نصف الجبين فقط، وتارة طويلة، تغطي الحواجب. ولحسن حظها هذه المرة، لم تَلْقَ الغُرَّة مقاومة من أي جهة، لأن الزمن تغير، والستينات كانت الفترة التي تحررت فيها المرأة من كثير من القيود الاجتماعية وغيرها. في السبعينات والثمانينات توارت قَصَّة «البوب» والغُرة بعض الشيء، لصالح الشعر المنفوخ والمنمّق أحياناً، والمتماوج أو الأجعد أحياناً، ولم نتذكرها إلا بعدما ظهرت بها النجمة أوما ثيرمان في فيلم «بالب فيكشن» لتستعر حماها من جديد. وفي السنوات الأخيرة رأينا نخبة من النجمات الشابات بها، نذكر منهن كايتي هولمز، زوجة النجم توم كروز، التي بدت فيها أكثر من رائعة. ويذكر أن مصفف الشعر الباريسي، أنطوان دو باريه، كان أول من ابتكر هذه التسريحة عام 1909، حين استلهمها من صورة لجان دارك. ومن مزاياها أنها تموِّه على الوجه الطويل، كما يمكن أن تُخفي التجاعيد التي قد تظهر على الجبين قبل الأوان.