لوحات الحائط.. لمسة جمالية تبهج بيتك وتغذي روحك

لكل غرفة لونها

TT

اللوحات الفنية، هل هي مجرد شكل وزينة وحشو فراغ على الحائط، أم لها معان أخرى؟ وإذا كان الجمال علاقة كما يقول العلم، فعلى أي أسس يتم اختيارنا لهذه اللوحات، خاصة بعد أن أعادت كل طرازات الديكور الحديثة الاعتبار إلى لوحة الحائط المنزلية المنزل، ووضعت لها أنساقا فنية؟ مما لا شك فيه أن اللوحة أصبحت مفردة أساسية تتمتع بحساسية جمالية فارقة في منظومة أثاث المنزل. وأصبح لكل غرفة ما يناسبها من لوحات حسب المضمون والشكل، كما أن طريقة التعليق أصبحت تتم بنسب فراغ معينة، حتى لا تفقد اللوحة جمالها وبريقها. مروة علي، الفنانة التشكيلية ومصممة الديكور، تؤكد على ذلك، مشيرة إلى أن بداية نجاح عملية الاختيار تأتي بالتعرف على ذوق صاحب المنزل وميوله، بالإضافة إلى ما يحبه من ألوان، حتى تكون الغالبة في اللوحة. فصاحب المنزل هو المهم في هذه العملية، بعده يأتي توظيف ذوقه ورؤيته بما يناسب المكان. عند دراسة الغرفة، نضع في الاعتبار وظيفتها في المنزل، مساحتها، مثلا، الاتجاه العام لتصميمها، هل هو كلاسيكي، عربي، ريفي، أم عصري. كما تجب مراعاة ما فيها من ديكورات، وألوان حوائط، وأسقف، وأرضية، بالإضافة إلى كمية الأثاث وألوانه والخامات المستخدمة في باقي المفروشات والستائر. وتوضح مروة أن الغرفة المليئة بالديكورات والإكسسوارات على الحوائط والأركان، لا ضرورة لجعلها أكثر ازدحاما بلوحات تشكيلية فخمة، بل من الممكن في هذه الحالة الاستغناء عن اللوحات المحددة بإطار، ووضع أخرى مكانها من غير إطار، ويكون هناك وحدة إضاءة مباشرة عليها.

أما الغرف التي تكون فيها نسبة الأثاث متوازنة مع نسبة مساحة الغرفة، أو حتى أقل، فهذه الغرف أرض خصبة للوحات فنية بمساحات متنوعة، وتعطي شعورا رائعا بالجمال لكل فرد يجلس فيها.

بالنسبة لاختيار إطار، أو «برواز» اللوحة، تقدم مروة عدة اختيارات مهمة: - هناك لوحات يجب استخدام زجاج عليها وبرواز مثل «اللوحات المرسومة بالألوان المائية»، ذلك أن الزجاج يمثل حماية لها من التعرض للماء والرطوبة أو أية عوامل أخرى.

- هناك لوحات لا يفضل استخدام زجاج فوقها، والاعتماد فقط على «إطار خارجي، وهي اللوحات المرسومة بالألوان الزيتية، أو الخامات الوسيطة المستخدم فيها الزيوت، كونها تدوم طويلا، بل إن بعضها تزداد قيمته مع القدم. كما يمكن في هذه اللوحات الاستغناء عن البرواز حسب التصميم وطراز اللوحة، فلكل طراز من اللوحات ما يناسبها من إطار.

- اللوحات العتيقة والكلاسيكية مثل «البورتريهات» الشخصية، والمناظر الطبيعية، واللوحات الأصلية لفنانين عالميين وغيرها، تناسبها البراويز الخشبية السميكة، المطلية بورق الذهب أو البرونز، كونه يضفي عليها الإحساس بالقدم. ويراعى في مثل هذه البراويز الطلاء بألوان توحي بطابع التعتيق مثل البني المحمر، أو الزيتي المعجون بالبرونز، ويفضل الأخير حين يكون تصميم اللوحة غنيا بالزخرفة .

- بالنسبة للوحات التقليدية، فمن الممكن أن يستعمل فيها برواز خشبي بسيط السمك والتصميم، ويمكن هنا اختيار ألوان مستوحاة من الطبيعة كالألوان الترابية، أو ألوان الخشب الطبيعية، الفاتح أو الغامق البني المحروق.

- اللوحات الحديثة، وغالبا ما تكون عبارة عن مساحات لونية متنوعة أو أحادية اللون إلى جانب الرسومات التجريدية، أو السريالية، تحتمل براويز إبداعية التصميم واللون، وحبذا لو كانت من نسيج الخامة المصنوعة منها. كما يفضل البعض أن تكون من دون برواز، حتى تنفتح اللوحة على الفضاء الخارجي، بحيوية وتلقائية من دون تصنع وافتعال.

- هناك نوع من البراويز أيضا يوضع حول سمك اللوحة من الجوانب فقط، خامته من المعدن كالكروم، ويكون توظيف هذا النوع من البراويز مفيدا في حالة اللوحات المقسمة على أجزاء، وتكمل بعضها بعضا في وحدة واحدة عند النظر إليها. ويعتبر استخدام هذا البرواز أفضل لأن الأشكال التقليدية تخلق تشتتا في رؤية اللوحة في كليتها.

أما غرف الأطفال، ولكونها تحتمل رسومات أكثر من غيرها من الغرف، فتنصح مصممة الديكور بمراعاة أن يكون محتوى اللوحات فيها مفعما بالبهجة والمرح. ويمكن الاستفادة أيضا من هذه اللوحات بأن تكون تعليمية، بشكل يخلق محيطا تفاعليا مع وحول الأطفال. وممكن أيضا أن يقوم الوالدان أو الإخوة الأكبر سنا مع الأطفال بعمل رسومات من الإستنسل، بطريقة تفريغ مساحة محددة على شكل معين مثل الورود، مع المحافظة على الحدود الداخلية من دون تفريغ لكل عنصر في الشكل. ثم يقومون جميعا بمشروع جماعي ممتع ينتج عنه عمل فني من إنتاجهم الشخصي. لكن لا يفضل وضع لوحات ذات قيمة عالية فنيا أو ماديا، نظرا لإمكانية وصول الطفل إليها والرسم عليها، وبالتالي إتلافها.

وتضيف مروة أن للوحات الفنية والألوان دورا فعالا في الإرشاد والعلاج النفسي إذا وجهنا وظيفة الفن في هذا الاتجاه. وتشير إلى أن هناك الكثير من النظريات الأجنبية التي تعتنق هذا الفكر، وباتت اليوم الكثير من المستشفيات في مصر والوطن العربي، مثلا، تستعين ببعض المصممين والفنانين التشكيليين لإنتاج لوحات تشكيلية لهم. ويوظف الفنانون في هذه اللوحات متغيرات عديدة كالألوان والرسومات لتناسب أجواء المستشفى، وتعكس في الوقت نفسه شعورا مريحا، يساعد على رفع الحالة النفسية للمرضي المقيمين في الغرف، بتقديم بيئات وثقافات مختلفة لهم، فعندما ينظر المريض لهذه اللوحات ويتأملها، يسرح بخياله وكأنه يدخل إلى هذا التكوين ويصبح جزءا منه. فالتخيل والوصول لحالة نفسية ومزاجية حسنة جزء لا يتجزأ من العلاج. وتلفت مروة إلى إنه يجب عدم إغفال أن هناك كثيرين منا تتعلق ذاكرتهم بلوحة معينة، لما تحمل من ذكريات الطفولة مثلا، أو ذكري مكان جميل في بيت العائلة، فيقرر اقتناء مثلها في منزله، حتى لو كانت غير ملائمة. والسبب أنها تكون قد لمست جانبا معينا بداخله، سواء كان بوعي أو من دون وعي، وحركت مشاعره، أو أنعشت ذكرياته. والنتيجة أنها تعطيه حافزا وراحة هو في أمس حاجة إليها. وتذكر مروة أن العديد من الأشخاص قد يطلبون منها رسم لوحة معينة، هي موجودة فقط في مخيلتهم، لكنها تلبي لهم هذه الرغبة لما لها من أثر جميل عليهم.

وتنصح الفنانة مروة بتجنب بعض الأخطاء الشائعة في اختيار وتعليق اللوحات منها:

- أن تكون اللوحة أكبر أو أصغر في نسبة حجمها مقارنة بنسبة الحائط، لذا يجب التأكد من مقاس ومساحة الحائط قبل الإقدام على شراء اللوحة.

- كل الأماكن في المنزل تصلح لتعليق اللوحات، مع مراعاة المتغيرات لقطع الأثاث والتوظيف السليم لوضع اللوحة.

- عدم وضع لوحة فنية في مكان لا يوجد فيه منفذ إضاءة، لأن وجودها في مكان مظلم يفقدها قيمتها.

- لا توضع لوحة غير معالجة بخامات تحتمل الرطوبة في الحمام أو المطبخ.

- عند وضع لوحات بجوار باب المنزل أو السلم الداخلي يراعى أن يكون البرواز من الزجاج المعالج ضد الكسر، لأنها أكثر عرضة للسقوط في هذه الأماكن من غيرها.