«أوفيشيني بانيراي».. تلعب على «الكبير»

أنجليو بوناتي: الأزمة لن تؤثر علينا لأن منتجاتنا موجهة للنخبة والذواقة

TT

بدا أنجيلو بوناتي، الرئيس التنفيذي لشركة «أوفيشيني بانيراي» في حالة مزاجية عالية، وهو يجلس مرتخيا في مكتب نصب من أجله بشكل مؤقت في صالون جنيف للساعات الفاخرة، الذي أقيم في شهر يناير الماضي. الأجواء في الصالون كانت تتباين بين التفاؤل والتشاؤم بسبب الأزمة المالية العالمية، التي نشرت ظلالها على سوق المنتجات المرفهة بشكل عام، ومن ثم، كانت النقاشات تتمحور حول البحث عن استراتيجيات جديدة تساعد على العوم واجتياز العاصفة بسلام. بوناتي، بدوره كانت له استراتيجية تتلخص في معانقة التقاليد بأخلاقياتها الجميلة ودمجها مع التقنيات المتطورة، سواء كانت بتطوير ساعات فخمة وضخمة، أو بترميم مراكب وزوارق بحرية، أيضا تقليدية بحكم عشقه لها من جهة وبحكم ارتباط البحار والمحيطات التاريخي بـ«بانيراي». لكنه اعتراف بوجود الأزمة، إلا انه لم يكن خائفا من تبعاتها على مبيعات الشركة، مبررا الأمر بتخصصها والمكانة التي حفرتها لنفسها في السوق. بمجرد طرح السؤال، بادر بالقول مسرعا وكأنه كان يتوقعه: «نعم هناك أزمة، لكنها لن تؤثر على بانيراي كثيراً، لأن منتجاتنا موجهة إلى شريحة معينة وخاصة من الناس». تفاؤل بوناتي ليس مرجعه انه يعيش في برج عاجي، بل العكس تماما، فهو رجل أعمال فذ يدرك أن الأزمة المالية العالمية ستؤثر على المبيعات عموما، لكن «بدرجة أقل» بالنسبة لشركته كما يقول: «بلا شك سنرى في نهاية العام انتقال تأثيرات الأزمة، من الولايات المتحدة وأوروبا إلى آسيا والصين، لكن ما يقينا من لسعها أننا ننضوي تحت راية المنتجات العالية الترف، أي أن نسبة عالية من زبائننا لا يزال بإمكانهم اقتناء ساعات متميزة، ويرغبون فيها، لأنهم من النخبة الذواقة التي تتمتع بذوق كلاسيكي، عدا أنهم مقتدرون مادياً. ثم أننا كدار صانعة، نحترم القيم القديمة، ولا نجري لاهثين وراء آخر صيحات الموضة، مما يجنبنا ـ إلى حد كبير ـ تبعات هذه الأزمة، والوقوع في أي مطبات». العنصر الآخر الذي قد يجنب شركة «أوفيتشيني بانيراي» أي أضرار كبيرة، هو أنها كغيرها من الشركات المتخصصة، تعتمد على تطوير دائم لحركات ومنظومات وتعقيدات جديدة حتى تبقى في الواجهة. وهذا ما برهنت عليه في المعرض العالمي للساعات الفاخرة بجنيف في بداية عام 2009، بطرح مجموعة حركات P 9000، التي تشمل كلا من P 9000، وP 9001، وP 9002، وتتوفر بكاملها على معايير بثلاثة أشكال تستخدم لوظائف مختلفة، القاسم المشترك بينها ميزة التدوير الأوتوماتيكي بتخزين للطاقة يصل إلى 3 أيام، وتصميم تقني خاص يقوم بإظهار هذه الحركات فوراً. فما تجدر الإشارة إليه أنها من صناع الساعات القلائل في العالم، الذين يقومون بتصنيع معظم مكونات حركات ساعاتهم في مصانعهم بالكامل. وهذا ما يبدو أن بوناتي يعتمد عليه، ويطمئنه على العوم ليس بسلام فحسب بل أيضا بتميز: «ما يساعدنا على تجاوز هذه الفترة وأي أزمة مماثلة، إننا نصنع معظم الميكانيكيات بأنفسنا ولا نعتمد على مشاغل خارجية».

وهو بهذا القول يشير إلى تقليد نشأت عليه الشركة وبنت سمعتها عليه. فعندما انطلق المؤسس جيوفاني بانيراي في هذه المهنة، وكان يومذاك أول صانع ساعات في فلورنسا، أنشأ مع الصانعين السويسريين علاقات سهّلت له تجميع مكونات الساعات والآلات الدقيقة، كذلك إتقان أعمال الصيانة والتصليح. لكن حفيده غويدو، هو الذي وسّع دائرة اهتمامات المؤسسة لتشمل تصنيع الآلات والمعدات الميكانيكية والبصرية الدقيقة مثل البوصلات وآلات القياس والنواظير والفوانيس العميقة وما إليها. ومن هنا جاء الاحتكار الفعلي لعملية تزويد سلاح البحرية الملكية الإيطالية بها في العقد الأخير من القرن التاسع عشر إلى اليوم. وعلى الرغم من تطور تعقيداتها وحركاتها إلا أنها ظلت دائما تؤمن بالبساطة والعملية من حيث الشكل، وهو ما يفتخر به انجيلو بوناتي بسرده جمالياتها ونجاحها: مجموعة «مانيفالتورا»، مثلا، تحظى بإقبال كبير، في الشرق الأوسط بالذات، وهي مقسمة إلى مجموعتين. الأولى رياضية ورزينة والثانية رياضية وجريئة. ولاحظي أني لا استعمل كلمة «كلاسيكية» إطلاقا، لأننا لا نرى أنفسنا كشركة كلاسيكية بالمفهوم التقليدي، بل كشركة تهتم بالتصميمات المتميزة والفريدة من نوعها. والأجمل من كل هذا، أنه لا أحد يمكن أن يضعنا في خانة معينة أو يخضعنا للتنميط، لكن يمكن لأي عارف أن يقول بسهولة بأن هذه المجموعة أو تلك تحمل بصمات بانيراي. المثير للإعجاب أيضا أن تصميماتها تتميز بحجم كبير، بحكم منظوماتها وحركاتها وتعقيداتها، التي لا تتحمل الحجم الصغير والناعم، ومع ذلك نجحت في استقطاب جمهور النساء، اللواتي وقعن أسيرات تميزها، النابع من بساطتها قبل تعقيداتها، فضلا عن شكلها الرياضي. فنحن هنا أمام ساعات صممت خصيصا للرياضيين، وبالذات لعشاق الهوايات المائية، إذ يمكن استعمالها على عمق 300 متر، باستثناء بعض التصميمات المصنوعة من الذهب، التي يمكن أن تصل إلى عمق 100 متر فقط، مما يجعل الشركة تفضل مادتي السيراميك والتيتانيوم لصلابتهما وقوة تحملهما، الأمر الضروري بالنسبة لرجل رياضي ومغامر يركب الصعاب. وربما هذا أيضا ما يجعل «أوفيشيني بانيراي» أكثر من يرتبط اسمها بالبحار واليخوت وسباق الأشرعة، لا سيما أنها تمول الكثير من هذه النشاطات. لكن اللافت أن هذا العشق لا يقتصر على التمويل من بعيد فحسب، بل يصل إلى حد المشاركة والانصهار، بدليل أن رئيسها التنفيذي، بوناتي، يمتلك بدوره مركبا تقليديا أسماه «أيلين» وصفه بحماس: «هو بمثابة طفلتي المدللة، فهو يأخذ كل أوقات فراغي، كما انه جد مكلف». ويضيف مبتسما بشقاوة «لكنه يستحق كل الاهتمام والتكاليف، فبالنسبة لي «بانيراي» جزء من البحر ومرتبطة به، وبما أننا نحب أن نبقى مخلصين للتقاليد القديمة، فإننا نميل إلى المراكب التقليدية، كونها متميزة مثلنا، وبالتالي لا نفوت أية فرصة للاحتفال بها وإعادتها إلى الواجهة. فعلى العكس من المراكب الحديثة، تجعلك هذه المراكب والزوارق التقليدية تحلم وتطير بخيالك إلى عالم فانتازي، كما تجعلك تشعر بأحاسيس لم تكن تعرف أنها موجودة بداخلك، ربما هذا هو نفس الإحساس الذي يشعر به كل من يقتني ساعة من ساعاتنا». مجموعة حركات P 9000 تتصف حركة P 9000 بقطر يبلغ 13 ¾ وحدة قياس قطرية، وهي مزودة بأسطوانتين تعملان على توفير مخزون طاقة يصل إلى 72 ساعة، وتدور الأداة الدوارة المكونة من قطعة واحدة في اتجاهين، ويرجع ذلك لجهاز المزلاج الآلي، وتدور عجلة الاتزان بمسامير ضبط بتردد يبلغ 4 هرتز، كما يسمح جهاز عجلة اتزان الإيقاف بجعل التوقيت في تزامن مع إشارة توقيت مرجعية.

ولتغليف هذه الحركات، تم تصميم نسخة من العلبة الحافظة لساعة Luminor 1950، المصنعة بشكل خاص من تشكيلة «مانيفاتورا»، محتفظة بأبعاد العلبة الأصلية إلا أنها مغطاة بكريستال ياقوتي أزرق أقل تحدباً لا يكاد يبرز من الحلقة الخارجية.

> تمتلك كلتا ساعتي Luminor 1950 Marina – PAM00320 و PAM00329، علبة حافظة مصنوعة من الفولاذ بقطر يبلغ 44 ملم، وتتميز الساعتان بمينا سوداء ثنائية الطبقات، ومينا مصغرة للثواني في موضع الساعة 9 كما هو الوضع في موديلات المجموعة الـ«تاريخية»، وبمقاومة للماء في عمق يصل إلى 300 متر. تم تصميم أول طرازين بسوار من جلد التمساح، أو بالسوار المعدني الجديد، الذي تترابط أجزاؤه بروابط دائرية غير متناظرة على طوله وعرضه، ولكن بنقاط ربط موضحة بالطلاء.

> تنضم أحدث نسخة من ساعة Luminor Submersible (PAM00305)، بفضل الحركة الجديدة، إلى تشكيلة «مانيفاتورا» لأول مرة على الإطلاق. بعلبة حافظة قطرها 47 ملم مصنوعة من التيتانيوم، تعد هذه الساعة موديلا عالي التخصص للعمل تحت سطح الماء، بمقاومة للماء تحت عمق يصل إلى 300 متر. كما تتضمن مواصفات هذه الساعة المتميزة، بالإضافة إلى حجمها، إطاراً خارجياً كبيراً بمسننات تثبيت وإطلاق، ومينا تظهر عليها العقارب الكبيرة، وهو تصميم مستوحى من تفاصيل الساعات التاريخية. وتتوفر بسوار مصنوع من المطاط الطبيعي.