جاستن تيمبرلايك.. مهووس بالغولف وعاشق للنجاح

اعترف في حوار مع الـ «الشرق الأوسط» أنه قبل «بلاي» لم يستعمل أي عطر في حياته

TT

إذا لم تكن صورة جاستن راندل تيمبرلايك مألوفة بالنسبة لك، لأنك لست من متابعي قناة «إم. تي.في»، فإنك حتما ستألفها أكثر بعد أن أصبح الوجه الترويجي لعطر الدار الفرنسية «جيفنشي» الجديد «بلاي»، لأنه إذا لم يطالعك على صفحات مجلة من المجلات البراقة، فقد يطالعك على شاشة التلفزيون أو في أي مكان تباع فيه العطور الفرنسية. أما بالنسبة لعشاقه من الشباب على الأخص، فهو أشهر من نار على علم. فرغم أنه لم يتعد الـ28 عاما من العمر، إلا انه حقق ما لم يحققه الكثيرون خلال أكثر من ستين عاما. فمن الغناء والتأليف إلى الرقص والتمثيل وتصميم الأزياء والتجارة من خلال إنشاء مطاعم وأخيرا وليس آخرا الترويج لعطر دار «جيفنشي»، استطاع هذا الشاب أن يقفز من مجرد مغن مراهق إلى مغني «سولو» ومؤلف أغان حائز على العديد من الجوائز العالمية.

انطلقت شهرته كمغن في فريق «إين. سينك»، قبل أن يطلق ألبوما خاصا في عام 2002 بعنوان «جاستيفايد» بيعت منه أكثر من سبعة ملايين نسخة في العالم. وتوالت النجاحات، ليبيع أكثر من تسعة ملايين نسخة من ألبومه «فيوتشر سيكس/لوف ساوندس» في بداية هذا العام، والبقية تأتي، كما يقول، فهو لا يزال في عز الشباب والمستقبل لا يزال فاتحا له ذراعيه. ولد جاستن في مامفيس، تينيسي، في عام 1981، وجاءته ضربة الحظ عندما شارك في عام 1993 في البرنامج التلفزيوني «دي ميكي ماوس كلاب» الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط الصغار والمراهقين، وهو نفس البرنامج الذي انطلقت منه كل من النجمتين بريتني سبيرز وكريستينا أليغيرا. ومنذ ذلك الحين وهو يتنقل من نجاح إلى آخر مؤكدا أن البقاء للأقوى، وأن الحياة لا تقتصر على الغناء والمجال الإبداعي، بل من الممكن أن يدخل فيها الجانب التجاري بدليل إنشائه مطعمين في أميركا وإشرافه على تصميم خط أزياء «ويليام راست». لم يكن اللقاء معه مدبرا، بل جاءت الدعوة بمحض الصدفة إلى باريس، حيث كان موجودا للترويج لعطر «جيفنشي» الجديد «بلاي». كان اللقاء ممتعا، أكد فيه هذا الشاب الوسيم، أنه يتمتع بديبلوماسية عالية لا تضاهيها سوى أناقته الشبابية وابتسامته الدافئة التي لم تفارق شفتيه رغم علامات التعب البادية على وجهه. بعد خمس دقائق معه، ستفكر أنه من المستحيل لأحد أن يتهم جاستين تيمبرلايك بالثرثار، فالأجوبة كانت تقفز من فمه مقتضبة لكن مركزة. فالجميل فيه أنه يعرف تماما ما يريد أن يقوله، وله قدرة عجيبة أن يلخص في جملة واحدة ما يمكن لآخرين أن يدوروا حوله لساعات ويعبرون عنه في فقرات:

* أنت الآن في الـ28 من العمر، وحققت الكثير في مجالات عدة من تمثيل وغناء ورقص وتصميم أزياء والآن أنت وجه لعطر، كيف كانت الرحلة إلى «جيفنشي»؟ -إنها مغامرة طريفة ورائعة، لكني ما كنت سأخوضها أو اقبلها لو لم تقبل «جيفنشي» أن أكون جزءا من تصنيع وابتكار العطر. كان هذا شرطي وكان هذا هو الاتفاق منذ البداية. فقد كان مهما بالنسبة لي أن لا أكون مجرد وجه فحسب، لهذا كان شرطي أن أكون جزءا من صناعة العطر ككل بحيث يحمل جزءا من بصماتي وشخصيتي، أو لا اتفاق. كان قرارا مهما وصعبا، ولحسن الحظ قبلوا، وها أنا اليوم وجه عطر رائع بكل المقاييس.

* لكن ألا تخاف أن يتهمك البعض بالتدخل فيما لا يعنيك، لأنه من الأفضل أن تترك هذا الأمر لمن يتقنه، بمعنى أن هناك خبراء ومتخصصين هذه هي مهمتهم؟

-نعم اتفق معك في ذلك، لكني أيضا أعرف بحسي الفرق بين عطر رائع وعطر عادي، وما يمكن أن يروق لرجل مثلي. كان من المهم أن أقتنع بالعطر قبل أن أروج له.

* هل بهذا نعتبر أن عطر «بلاي» لجيفنشي يحمل بصماتك الخاصة؟

-بلا شك، فهو يتضمن بصمة جاستن تيمبرلايك كما يحمل بصمات من «جيفنشي» وهذا ما يجعل تركيبة متكاملة واسمحي لي أن أقول رائعة.

* ما الذي يعجبك فيه أكثر؟

-أنه منعش وخفيف وليس قوي أو نفاذ بحيث يطغى على كل شيء. أنا أتكلم عن عطر «بلاي» أما عطر «بلاي أنتونس» الجديد فهو أقوى ويناسب الرجل الذي يحب الروائح الثمينة والقوية.

* قبل «بلاي» ماذا كان عطرك المفضل؟

-لم أكن أستعمل أي عطر من قبل، وهذا هو أول عطر استعمله في حياتي. لست من النوع الذي يستعمل لوسيون برائحة لما بعد الحلاقة ولا حتى كولونيا. وعندما عرضت علي «جيفنشي» العمل معها والترويج للعطر، اعترفت لهم بهذه الحقيقة، فسألوني عن السبب، وكان جوابي أني لا أرحب باستعمال أي عطر يغطي على رائحة الجسد الطبيعية. يمكنك القول إن عطر جاستن تمبرلايك قبل «بلاي» كان هو الفيرومونز التي يفرزها الجسم.

ولهذا وعندما بدأت العمل معهم على ابتكار عطر «بلاي» كان لا بد أن يكون منعشا وخفيفا حتى أتقبله وأضعه. وعلى فكرة هذا ينطبق على المرأة أيضا، فأنا أحبها من دون عطر أو بعطر خفيف جدا. وحتى الآن لا تثيرني المرأة التي تضع عطرا نفاذا.

* قد يكون تدخلك في اختيار خلاصات العطر والنسبة المستعملة جديدا، لكن ما يمكن أن يوحي بتدخلك أكثر هو تصميم القارورة المبتكرة بإيحاءاتها الموسيقية؟

-بالفعل هي جد مبتكرة. فهي رشيقة، عصرية بإيحاءاتها الموسيقية، كونها مستوحاة من جهاز عرض الموسيقى «إم بي 3» وحتى كلمة «بلاي» في الوسط تعزز ذلك. أما عن سؤالك، فرغم أني أتمنى أن أرجع الفضل في تصميمها لي، إلا أن الفكرة كانت لألان لورونز، المدير التنفيذي لعطور «جيفنشي» أولا وأخيرا. تدخلي اقتصر على بعض الأفكار وإضافة لمسات خفيفة.

* هل استمتعت بتصوير الحملة الترويجية له؟

-أكثر مما كنت أتصور، فقد عملت مع توم مونرو في السابق، كما أني وضعت الكثير من الأفكار في السيناريو، وهذا ساعدني كثيرا خلال التصوير

* الموضة الآن هي الاستعانة بمخرجين سينمائيين لتصوير الحملات الترويجية، مثل باز ليهرمان وجون جونيه وغيره، ما رأيك في هذه الموضة؟

-بودي أن أقوم بشيء مماثل يستغرق خمس أو ست دقائق، فهي فكرة رائعة خصوصا إذا كانت جديدة ومبتكرة. قمنا بشيء مماثل فيما يخص الترويج لماركة «ويليام راست» حيث ظهرت في تصميماتي وتم التصوير على شكل فيلم قصير طرحناه على الانترنت.

* نجاحك في هذه السن، مع أن أعمالك جد متنوعة، إلى ماذا تعزوها؟

-فلسفتي في الحياة عموما هي أن أقوم بالأشياء بشكل منظم، بحيث أركز على شيء واحد كل مرة وأنجزه بابتكار وحب قبل أن أبدأ مشروعا أو عملا جديدا. فأنا لا استطيع أن أقوم بأشياء كثيرة في وقت واحد.

* تم ترشيحك من قبل «جي كيو» كأكثر الرجال أناقة، كيف تشعر عندما تتلقى مثل هذه الإطراءات والترشيحات؟

-أعتز بها دائما، وعندما تأتي من مجلة أقرأها دائما وأقدرها فإن الترشيح والفوز يكون لهما قيمة أكبر. وقد كان الترشيح لجرأة أسلوبي، واستعمالي للقبعات والبذلات المكونة من ثلاث قطع وربطات العنق الرفيعة وغيرها، وليس لشيء آخر.

* الأناقة، أو بالأحرى الموضة، مهمة بالنسبة لك، والدليل انك مصمم أزياء، أو لك خط أزياء خاص بك، من أين ولدت الفكرة؟

- بالفعل فأنا وصديق طفولتي، ترايس أيالا، بدأنا هذه المغامرة منذ أربع سنوات، ومن لا شيء. لكننا نجحنا في تأسيسها وتطويرها بالتدريج، وأصبحت من الماركات الرائجة في الولايات المتحدة، وهناك تفكير جدي بتوسيع رقعتها بافتتاح محلات في أنحاء أخرى من العالم.

* هناك العديد من الماركات في السوق، ومع ذلك حفرت لك مكانا في السوق الأميركي، كيف نجحت في ذلك؟

- الفضل يعود إلى أننا أعطيناها كل ما في طاقتنا من جهد وحب، فنحن نشرف على كل صغيرة وكبيرة بدءا من التصميم إلى التسويق والترويج. فهذه هي الطريقة الوحيدة التي أعرفها، أن ابذل كل جهدي وأعطي كل ما في طاقتي لأي عمل أو مشروع أقوم به، فأنا أحب أن أكون ملما بكل تفاصيل العمل وجزءا منه.

* بالنسبة لخط الرجالي، قد تكون الفكرة أن هناك ثغرة في السوق وإرضاء للمعجبين الذين يريدون الاقتداء بأسلوبك، لكن ماذا عن خطك الخاص بالمرأة ؟

- يمكنك أن تقولي أني أصمم للمرأة كما أراها. ثم إن المرأة جزء من الماركة ككل، وعندما يكون لك خط أزياء أو إكسسوارات، فالمفروض أن تبقى وفيا وصادقا له بغض النظر إذا كان موجها للمرأة أو للرجل. نحن نرى أن ماركة «ويليام راست» هي أسلوب حياة للكل، ويجب أن تلبي كل الاحتياجات اليومية.

* «ويليام راست» اسم غريب نوعا ما ومبهم، هل يعني لك شيئا معينا؟ -راست هو الاسم الأخير لجد صديقي، وويليام هو اسم جدي، ولأنهما رجلان رائعان ونحبهما جيدا، فقد قررنا أن نستعمل اسميهما كتحية وكعربون حب لهما، مع العلم أن جدي كان أنيقا للغاية، وربما يكون هو الذي أوحى لي بالفكرة. أنا بطبعي اقدر الحياة العائلية، وكبرت في أجواء عائلية حميمة واستمتعت بطفولة رائعة، وهذا هو السبب أني قريب جدا منهم، واقدر كل فرد في هذه العائلة.

* ليست هذه هي الصورة المطبوعة في الأذهان عن غالبية الموسيقيين الشباب؟

-بالعكس فأنا بيتوتي.

* كيف تتعامل مع الشهرة والإشاعات؟

-لا أتعامل معها ولا أفكر فيها، كما لا أضيع وقتي في الرد على الإشاعات، وما يساعدني على هذا أيضا ارتباطي القوي بالعائلة. فأنا أتمتع بحياة خاصة بعيدا عن الشهرة، وهذه الحياة تشبعني وتعطيني قوة وشحنات طاقة، كما تجنبني الوقوع تحت أي ضغط أو تدخلات خارجية. لا أنكر أن الإشاعات تضايق أحيانا، وتشعر بإحساس من الغضب يتملكك لأنك تشعر بأن حياتك الخاصة يجب أن تكون ملكك لوحدك وليس لأحد الحق في اقتحامها، لكن سرعان ما أرمي الإشاعات ورائي وأنساها. في النهاية هي جزء من الشهرة، ولا يمكنني أن أفكر بأن أغير حياتي بأي شكل من الأشكال.

* تحدثت عن الأناقة، ما هي الأناقة برأيك وكيف تحددها؟

-من الصعب تحديدها في كلمة واحدة أو في شيء واحد، فهي طريقة المشي، هي شخصية، طريقة تفكير، هي أيضا الجانب المتمرد بداخل كل واحد منا، (مبتسما) أنا متمرد رغم أني أقدس العائلة وبيتوتي على فكرة.

* هل تعتبر نفسك رجل أعمال؟

-أحب أن أكون كذلك.

* هل زرت الشرق الأوسط؟

-نعم فقد زرت الإمارات العربية، وعشقت أبو ظبي، حيث أقمت في قصر مثل الحلم. لقد كان مكانا رائعا. أما في دبي استمتعت كثيرا بممارسة الغولف. فقد كان الملعب مبهرا.

* هل حقا ما يشاع عنك انك مهووس بالغولف؟

-هذا صحيح، فأنا بالفعل مهووس به، وأعشقه وأتعامل معه بجدية كبيرة. فهو يعطيني متعة كبيرة لا تقدر بثمن. فهو الوقت الذي أفكر فيه وأخلد فيه لنفسي وأتأمل.

* ما هو أجمل مكان في العالم بنظرك لقضاء إجازة ممتعة؟

-هناك أماكن كثيرة، قد تكون أبو ظبي من بينها فهي رائعة. لكن قلبي دائما يأخذني إلى بيت العائلة بلوس أنجلوس أو تينيسي. فأنا بيتوتي وأجمل الأوقات هي تلك التي اقضيها مع من أحب؟

* آخر فيلم شاهدته؟

-فيلم «هانغوفر» فهو كوميديا رائعة.

* أي طموحات أخرى؟

-قد أفكر في أن أقوم بأعمال سينمائية خاصة، لكنها لا تزال مجرد أفكار ولم تخرج للتنفيذ بعد. الآن طموحي هو أن آخذ إجازة هذا الصيف؟

* كونك تمتلك أكثر من مطعم، هل هذا يعني انك عاشق للأكل، وما هو طبقك المفضل أو مطبخك المفضل؟

-بالفعل أعشق الأكل وأعتبره من متع الدنيا، لكن لا أفضل مطبخا بعينه، فأنا أتذوق كل شيء وأحب كل شيء ما دام مميزا، بدءا من المطبخ الياباني إلى الإيطالي مثلا. لكن أجمل طبق تذوقته في حياتي فكان من إثيوبيا، وطبخته لي أم صديق لي وأنا صغير. نسيت اسمه لكني لم أنس مذاقه لحد الآن.