مفارش مخملية، شموع معطرة أنوار متلألئة، هكذا تستقبلكم المصممة نيكول فارحي في ركنها الخاص في محلات «هارودز» اللندنية هذا الشهر، لهذا إذا كنت تنوين التسوق في هذه المحلات، فاحرصي على ألا تفوتك فرصة دخول عالم المصممة الدافئ، ولو من باب الفضول. فبمناسبة مرور عشر سنوات على إطلاق مجموعتها الخاصة بالإكسسوارات والأدوات المنزلية، قررت هذه المخضرمة، ولأول مرة، أن تخرج من حدود محلاتها الخاصة، وتعرض في ركن بارز صمم خصيصا لها في الطابق الثاني من المحل. طبعا الزيارة لن تشبع جوعك، لكنها على الأقل ستعطيك فكرة عما يمكنك الحصول عليه من هذه المبدعة، كون القطع المعروضة جزءا بسيطا مما يوجد في محلاتها الكبيرة. لكن ما يجعل ركن «هارودز» مميزا، أن كل قطعة فيه منتقاة بعناية، من بين أفضل ما أبدعته هذه المصممة على مدى عشر سنوات، بما في ذلك القطع المحدودة التي استلهمتها من تشكيلتها لخريف وشتاء 2010 في مجال الأزياء، وهو الأمر الواضح في تشابه الخامات والألوان. أما إذا كنت تريدين أن تحملي معك إلى البيت قطعة تحمل بصماتها القوية فعليك بوسادات أو مفارش من المخمل بألوان هادئة وخامات مترفة أو أي أباجورة بتصميم راق لا يعترف بالزمن. وتجدر الإشارة إلى أن المصممة تعتمد على فلسفة دمج الأسلوبين الكلاسيكي والعصري، منذ بدايتها، وأثبتت أنها على حق في ذلك. فسهولة ودفء تصميماتها، سواء الصوفية الواسعة، أو المفصلة على طريقة خياطي «سافيل رو» أو القطع المنفصلة الراقية، أنقذتها من الوقوع في مطب الصرعات السهلة وبالتالي ساعدتها على تجاوز كل الأزمات السابقة التي تعرضت لها الموضة عموما، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن اسم نيكول فارحي ظهر في الساحة في بداية السبعينات من القرن الماضي. وهي الآن من المصممين القلائل في بريطانيا، إلى جانب السير بول سميث، الذين استطاعوا أن يخلقوا إمبراطورية تخاطب جميع مناحي الحياة من دون أن ينضووا تحت راية أي مالك أو داعم مالي يمكن أن يتحكم فيهم. إمبراطورية تشمل أزياء رجالية ونسائية، وأحذية، ومجوهرات، وعطورا وإكسسوارات منزلية ومقاهي ومطاعم في كل من لندن وميلانو ونيويورك. ويبدو أن هذه السنة كانت سنة جيدة بالنسبة لنيكول التي احتفلت فيها أيضا بمرور عشرين عاما على إطلاق خطها الرجالي.