زهير مراد يطلق «الروح الحرة» من متحف اللوفر

التحضير لمجموعته استغرق 6 أشهر ونفذها 200 خياط وطراز ورسام

TT

من متحف اللوفر، أعرق متاحف العالم قاطبة، وضمن اسبوع الخياطة الراقية الباريسي، اطلق مصمم لبناني شاب هو زهير مراد ما سماه «الروح الحرة»، وهي السمة التي رآها مناسبة لتطبع مجموعته لخريف وشتاء 2001 ـ 2002 واراد مراد ان تكون سيدته لهذا الموسم «حرة طليقة لا تقيدها ازياؤها بل على العكس تمنحها الحرية للانطلاق في الفضاء الرحب». وبمجموعته هذه يتوجه الى المرأة العصرية الجريئة والمغامرة.. الى المرأة التي لا يرضيها سوى الإبداع... الى تلك المتناقضة «أوليس التناقض دليل غنى؟»... فسيرته هي مزاجية ومثيرة ومتحررة. وأي قماش غير قماش الموسلين يفي بهذا الغرض؟ فبانسيابه وشفافيته يمنح الأنثى خفة وطلاقة لا مثيل لها. وأتت هذه المجموعة «اسماً على مسمى»، اذ غالبية الاقمشة المستعملة، كانت تلك الناعمة الهدلة. وبالاضافة الى الموسلين، كان هناك الكريب والتول والاورغنزا والزبرلين.

وتضمنت تشكيلة مراد لهذا الموسم 49 قطعة من بينها خمسة فساتين اعراس. وتنوعت التشكيلة بين التايور والانسامبل وفساتين السهرة. وفضلاً عن ذلك، تميز العرض بفستانين فرح: الاول، مستوحى من التراث العربي.. الجزء الأعلى منه عبارة عن بودي Body مثير وفوقه «مشلح» من التول المطرز ومزين ببراعم حمراء مع اكسسوار عربي على الرأس.

وبما ان مراد رغب في ان ينقل عبر هذا الفستان حضارته ليبهر بها العيون الغربية فكان لا بد ان تحتوي المجموعة فستاناً يمت بصلة الى الاسلوب الاوروبي. ولهذا أتى الفستان الآخر بقصة بارزة والوان، واختار المصمم قماشه من التول المرسوم على اليد. وعموماً، سيطرت الألوان الزاهية على مجموعات غالبية المصممين. وهذا كان الحال مع زهير مراد، ورغم ان المجموعة شتوية، فإن الازرق السماوي والفوشيا والبيج والزهري والابيض والليلكي كانت الالون البارزة بالاضافة الى الاسود الذي كان وجوده ملحوظاً على منصات هذا الموسم.

ومنذ فترة وزهير مراد يقدم عروضه في ايطاليا خلال اسبوع الموضة الايطالي. الا ان لباريس اسماً مختلفاً في عالم الاناقة. فلذلك اختار اسبوع الخياطة الراقية في عاصمة النور ليكون مسرح ابداعاته، خصوصاً لما لهذا الحدث اهمية في عالم الموضة. والجدير ذكره ان مراد انضم مؤخراً الى روزنامة المصممين العالميين المتحدرين من اصول غير فرنسية off calender. وبما ان مقاييس النقد صارمة جداً خلال هذا الاسبوع، فقد استغرق التحضير لهذه المجموعة ستة اشهر من العمل المتواصل لما يفوق 200 خياط وطراز ورسام وحرفي. ومثلاً، فإن بعض فساتين الاعراس تخطت مدة تطريزه الالفي ساعة من التطريز اليدوي.

وتألقت 25 عارضة بتصاميم مراد. وهن من اشهر الوكالات الفرنسية مثل ايليت وIMG وفورد وماريلين وماديسون. ومن ابرز العارضات ناعومي لونوار وهي من العارضات المفضلات على الخشبة الفرنسية ومقاساتها معتمدة من قبل دار كريستيان ديور بالاضافة الى مياروسينغ التي تبرز في عروض إيف سان لوران، كما رأينا جوليانا مارتينز التي تلقب اليوم بـ«عارضة العصر الجديد» وهي المفضلة لدى دار شانيل، وجسيكا ميلر وهي عارضة الحملة الاعلانية لدار انغارو لسنة .2001 وواكب العرض الصحافة العالمية المتخصصة في الموضة كمجلات «Elle» و«Officiel» و« Madam Figaro» و«Book» بالاضافة الى حضور بارز للمجتمع المخملي الاوروبي. وابرز ما قيل عن مجموعته: «عرض زهير مراد هو تحفة فنية. انه ينسج الاحلام وقد برهن انه اتى الى باريس ليبقى» والكلام لمراسل «بوك» Book الذي قال أيضاً: «سأمنح نفسي قليلاً من الوقت قبل ان اصف هذا العرض لأنني اعتقد انه فاق الوصف. تهانيّ الصادقة».

واختيار زهير مراد لمتحف اللوفر لم يأت عبثاً، ففضلاً عن انه من اعرق المتاحف في العالم وابرز معالم باريس فقد سبق لدور شانيل وكريستيان ديور وفالنتينو ان عرضت فيه.

وهكذا نرى ان اسبوع الخياطة الراقية لهذا العام ضم المزيد من المصممين اللبنانيين. وبكل تواضع ذلك ليس إلا دليلاً على موهبة المصممين في ذلك البلد.

=