مصممة لبنانية تطلق مجموعتها الأولى في مطعم بشارع الحمرا

سهى جرمكاني: الملابس مرآة تعكس شخصية صاحبها فلا تخضعي للموضة بل اختاري ما يلائمك

TT

تشكل الفرادة والتميز جزءاً لا يتجزأ من شخصية المصممة اللبنانية الشابة سهى جرمكاني خريجة «لندن فاشون سكول». وتنعكس اناقة وحيوية على تصاميمها المميزة بألوانها الجريئة وأنوثتها المفرطة. لهذا السبب اختارت المصممة الشابة احد المطاعم الراقية في شارع الحمرا لاطلاق مجموعتها الاولى في لبنان لصيف 2001، بدلاً من الصالات أو الفنادق التقليدية المتعارف عليها بين المصممين اللبنانيين. والسبب، كما اوضحت جرمكاني، رغبتها في مفاجأة المدعوين بمجموعتها عوضاً عن مجيئهم الى صالات العرض بأفكار مسبقة عما سيشاهدونه استناداً الى تجربتهم السابقة في هذه الاماكن. وتوضح قائلة «عندما يأتي الناس الى فندق او صالة فإن عناصر الابهار الكثيرة الموجودة تلفت انظارهم مما يفقد الازياء المقدمة وهجها ورونقها. اما في المطعم الذي اخترته فقد حولت المكان الى شيء يناسب رؤيتي وحمَّلته الهوية الخاصة بتصاميمي ودار ساكروسانكت «Sacrosanct» للازياء التابعة لي. كما ان الاماكن الضيقة تحفز على التواصل الانساني المباشر وبناء علاقات مباشرة مع الزبائن وهذا ما يجب ان يطمح اليه المصمم».

وتكاملاً مع الرغبة في التفرد يأتي اسم ساكروسانكت الذي وسم مجموعة جرمكاني وهو الجذر اللاتيني لكل الكلمات الانجليزية التي تعني «كل ما هو مقدس». الا ان اختيار الكلمة لم يأت بسبب المعنى الحرفي للكلمة بل لأنه «يعني كل ما هو مميز نتيجة حقه الطبيعي». وهكذا اختارت جرمكاني ساكروسانكت وهدفها بناء هوية لاسم جديد وتطوير صورة كاملة ومميزة لتصاميمها، اذ «في النهاية نحن من نضفي المعنى على الاسم وليس العكس».

ورحلة سهى جرمكاني مع الازياء تنساب تفاصيلها كقصة كاملة تبدأ باختيار الفكرة الرئيسية وهي انوثة المرأة، يليها اختيار الالوان الملائمة اضافة الى التصميم او الموديل المناسب. هكذا خرجت الى النور اول مجموعة للملابس الجاهزة والمصنفة ضمن «الخياطة الراقية» الخاصة بالمرأة الدينامكية التي تهدف جرمكاني الى ارضائها. لذلك تضحك جرمكاني عندما تُسأل عن سبب عدم تخصصها في الخياطة الراقية فقط لأن التطبيق الصحيح للكلمة غير موجود في لبنان. وتشرح قائلة «في لبنان يطلق الجميع على انفسهم لقب مصممي خياطة راقية رغم انهم يصنعون اكثر من قطعة واحدة لكل تصميم وهذا خطأ، اذ ان الاساس في هذا النوع من التصميم أن تؤخذ مقاسات الزبونة ثم نتحاور معها لمعرفة ذوقها لنصل الى تصميم قطعة تعكس شخصيتها ولا تليق بغيرها وهذا يعني اننا لا يمكن ان ندع شخصاً آخر يراها». واكمالاً للاتقان تصنع كل الملابس التي تصممها جرمكاني يدوياً سواء كانت جاهزة ام خياطة راقية «لأن التفاصيل هي كل شيء». اما ما يزيد في تميز جرمكاني انها لا تمانع في ان تنصح زبونتها في التوجه الى مكان آخر اذا لم تلائمها تصميماتها لأن «الهدف ليس البيع بل كسب رضى الزبون». وتؤمن المصممة الشابة بأن الملابس هي مرآة تعكس شخصية صاحبها، لذلك تدعو النساء العربيات الى معرفة ما يرغبن فيه لا ان يركضن وراء الموضة بشكل اعمى ويلهثن وراء الفساتين الطويلة المطرزة والمشغولة بالخرز او الاحجار الكريمة خصوصاً في الحفلات والاعراس.

ويجب الا ان يتبادر الى الاذهان ان سهى جرمكاني مجرد مصممة ازياء فهي سيدة اعمال تدير شؤون مؤسستها بنفسها خاصة بعد ان درست كل التفاصيل المتعلقة بالمهنة من الألف الى الياء، وهذا جعلها تقتني متجرين احدهما في لندن والآخر في بيروت، ويبقى عليها لتحقيق حلمها في التوسع ان تفتح متجراً في نيويورك، لتجمع احب ثلاث مدن الى قلبها.

=