مصممة لبنانية: التقليد مشكلة المهنة والعروض بطاقة إعلان للمصمم

بابو لحود ترى ان التصميم لا ينظر إليه باحتراف.. فكل من يفشل في الدراسة يتوجه لتعلم تصميم الأزياء

TT

أكدت مصممة الازياء اللبنانية بابو لحود التي اختيرت «امرأة العام 2001» لانجازاتها الفنية لـ«الشرق الأوسط» ان مهنة تصميم الازياء بدأت تأخذ حقها في لبنان لا سيما بعد ان اختارتها اللجنة الوطنية اللبنانية كمهنة تستحق التكريم بعد ان ثبتت فنياً وتجارياً. وقالت: «اليوم انطلق المصممون اللبنانيون الى الغرب واصبحت اعمالهم تنافس اعمال المصممين الهنود والاتراك والمغاربة الذين سبقوهم في هذا المجال».

الا ان ما يحز في نفس لحود التقليد الحاصل في هذا المجال، «اذ ما ان يجد مصمم ما اسلوباً خاصاً به يلفت النظر، حتى يبادر الجميع الى تقليده، لذا غابت اللمسة الخاصة والابداع وتشابهت التصاميم». واضافت: «ان تصميم الازياء لا ينظر له باحتراف فكل ولد يفشل في الدراسة يرسله والده لتعلم تصميم الازياء». وعند سؤالها عن مدى وجود الخياطة الراقية في لبنان، تجيب لحود «الخياطة الراقية موجودة قبل تصميم الازياء. فقد كان هناك خياطون بارعون يتفقون مع بيوت الازياء العالمية وينفذون تصاميمهم ولا يحصرونها بسيدة واحدة الا بناء على طلبها. اما بالنسبة اليها فتعتمد لحود اسلوب القطعة الواحدة اذ تصمم الملابس للمرأة التي تقصدها ولا تعيد الرسم الواحد اكثر من مرة لأنها تشعر بالملل، اضافة الى انها ترى ضرورة احترام ثقة الزبونة التي تدفع ثمن الحصرية.

وتفضل لحود البساطة في التصاميم والبعد عن المغالاة في التفاصيل لأنها تعتبر المبالغة نوعاً من استعراض الثروات. وعن سبب اعتماد مصممي الازياء اللبنانيين على التطريز والترصيع في عروض الازياء التي يقيمونها شرحت بابو لحود: «يفترض في عروض الازياء ان تضم «صرعات» مختلفة لأنها اعلان عن عمل الفنان هدفها لفت النظر، ولكن اذا قصدت النساء دور الازياء الخاصة لهن يجدن تصاميم اكثر بساطة تناسب كل الاذواق». واضافت: «كما ان السوق العربية التي يستهدفها المصممون تفضل هذا النوع من الازياء لكثرة السهرات وارتفاع مستوى المعيشة فيها». فالسيدات العربيات يشكلن الزبون الاول للمصممين اللبنانيين ولو كانوا يبيعون في باريس وأميركا اضافة الى الاثرياء في الغرب، بينما السوق الاجنبية تجنح نحو البساطة من دون تكلف.

ولم تكتف بابو لحود بالخياطة الراقية فقط، بل كانت بدايتها الفعلية عن عمر 15 سنة في تصميم الازياء المسرحية مع شقيقها المخرج المؤلف والموسيقي روميو لحود وبقيت هذه الصيغة ملتصقة بها رغم توجهها لدراسة تصميم الديكور اذ ظل المخرجون يلجأون اليها لرسم ملابس مسرحياتهم. ورغم انها تحب المسرح «لانه يترك العنان للخيال» الا انها توقفت حالياً عن التصميم المسرحي لأن ما يطلب منها «دون المستوى»، وهي تعلم أن «الفنان اذا قدم عملاً واحداً عادياً يسقط».

وتتعامل المصممة اللبنانية مع كافة الاقمشة وفقاً لمتطلبات الموضة وان كانت تحب الاقمشة الناعمة الرقيقة التي تطير مثل الموسلين والجورجيت والكريب. كما تحب الالوان الزاهية اضافة الى الاسود والابيض ومشتقاته والفيروزي. لكنها في النهاية تبحث عما يناسب شخصية المرأة التي تصمم لها. ورغم شهرتها لا تقوم بابو لحود بعروض ازياء لتصاميمها «لانها مكلفة جداً، اضافة الى انني كسولة ولا احب الجهد الذي تتطلبه العروض، ثم ان العمل جيد ولا اريد اكثر لانني زوجة وأم افضل التركيز على عائلتي، فأنا لا ابحث عن الانطلاقة، كغيري من المصممين لكنني في نفس الوقت ارفض التوقف لانني امل من دون عمل».

اما تعرفها الى الملابس الجاهزة فكان مع شركة عالية للخطوط الجوية الاردنية تلتها الشركة العراقية اضافة الى شركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية اذ صممت ملابس مضيفات الطيران، فهذه الملابس يجب ان تكون عملية وكلاسيكية وغير مكلفة اضافة الى انها تنفذ بكميات كبيرة. كذلك اتجهت لحود الى تصميم فساتين الاعراس كنوع من التحدي لقدرتها، خصوصاً ان هذا النوع يشبه العمل المسرحي لأنه يتيح المجال امام الحلم والخيال.

=