الكسكس والحريرة أشهر أطباق المطاعم العربية في بروكسل

المصريون يطلقون أسماء فراعنتهم على مطاعمهم ويسيطرون على %80 من مطاعم الشاورما * المغاربة يختارون تسميات بلداتهم وقراهم * قلة عدد المطاعم السورية واللبنانية تعود لقلة عدد الجاليتين

TT

تنتشر المطاعم العربية في مختلف المدن البلجيكية، خاصة في المناطق التي تزدحم بابناء الجاليات العربية والاسلامية. وتحمل تلك المطاعم اسماء تختلف باختلاف جنسيات اصحابها.

* المطاعم المصرية

* عدد المطاعم المصرية التي تقدم اكلات مصرية حقيقية قليلة جدا ومعظم تلك المطاعم تقدم اكلات الشاورما التي يسيطر المصريون على %80 من مطاعمها في بلجيكا.

وقد بدأ اول ظهور للشاورما في اوائل السبعينات في هولندا وكان اليهود هم اول من عملوا في هذا المجال، لكن بعد سنوات من المنافسة مع المصريين ترك اليهود مطاعم الشاورما واصبحوا يعملون في تجارة المواد الضرورية لتلك المطاعم، ويفضل المصريون اطلاق اسماء فرعونية على مطاعم الشاورما فنجد «رمسيس» و«توت عنخ آمون» و«كليوباترا» و«سفنكس» (أبو الهول) وان كان البعض من اصحاب المطاعم المصريين يطلقون احيانا اسماء بعض المدن المصرية المعروفة مثل القاهرة والاسكندرية او مدن قديمة مثل طيبة والكرنك.

وفي لقاء مع احد اصحاب المطاعم المصرية وهو مطعم «رمسيس»، يقول صاحب المطعم «حسين المنياوي» ان سبب تسمية المطعم بهذا الاسم «يعود الى اعتزازي بتاريخ بلدي صاحب حضارة سبعة آلاف عام هذا بالاضافة الى ان الاسم معروف لدى الشعب البلجيكي الذي يعلم الكثير عن تاريخ مصر الفرعوني». وهذا الكلام يؤكده سامي سعد صاحب مطعم «توت عنخ آمون» الذي يضيف اننا نحاول باطلاق اسماء فرعونية مصرية قديمة على المطاعم المصرية ان نثبت وجودنا كمصريين يساهمون بدور كبير في الحياة البلجيكية بتقديم الاكلات المختلفة حتى ساعات متأخرة من الليل.

وعن طبيعة العمل داخل تلك المطاعم يقول مجدي الكموني وهو مدير لأحد المطاعم المصرية ان العمل يبدأ منذ الساعة الرابعة بعد الظهر وينتهي مع الرابعة فجرا واحيانا يستمر حتى السادسة صباحا. ويضيف طارق ابو الغار المسؤول عن احد المطاعم، بقوله «العمل في مجال المطاعم المصرية صعب للغاية، لكن الامر ينحصر في اننا جئنا الى بلجيكا ووجدنا من سبقونا من المصريين يعملون في هذا المجال وعملنا معهم واستمر تعاقب المصريين في هذه المطاعم في ظل سيطرة كاملة على هذا النوع من المطاعم.

* المطاعم المغربية

* تعتبر الاكلات المغربية من اشهر الاكلات العربية في بلجيكا، خاصة الكسكس والحريرة والطاجين، والبلجيكيون يعرفونها جيدا ويذهبون الى المطاعم المغربية خصيصا لتناول تلك الاكلات.

ويطلق اصحاب المطاعم المغربية اسماء المدن المعروفة على مطاعمهم فهناك مطاعم تحمل اسماء أغادير ومراكش وشرافات والدار البيضاء وكلها مدن يعرفها المواطن البلجيكي جيدا من خلال العطلات الصيفية بالمغرب او قرأ عنها في الكتب او شاهد عنها تحقيقا في التلفزيون البلجيكي، وهذا ما اكده صاحب احد هذه المطاعم.

اما السيد عبد القادر صاحب مطعم «شرافات» فيقول «ان تسمية المطعم بهذا الاسم تعود الى اسم المدينة التي ولدت فيها وهي قريبة من تطوان». ويضيف «نقدم في المطعم الاكلات المغربية التي تعجب الرواد من البلجيكيين والعرب على حد سواء ومنها اللحوم المختلفة والحوت (السمك) والطواجن بأنواعها المختلفة بالاضافة الى الكسكس والحريرة ثم الشاي بالنعناع، وهو الشاي المغربي المعروف».

* المطاعم السورية اللبنانية

* وهي ما يعرفها البعض باسم المطاعم الشامية، ومتشابهة في انواع الاكلات التي تقدم فيها. ولعل اشهرها «الكباب الحلبي»، «الكبة النية»، «اللحم المشوي» و«الحمص» و«اللبنة» و«باباغنوج» واصناف أخرى مختلفة يقبل عليها رواد تلك المطاعم من العرب والبلجيكيين.

ويقول اصحاب تلك المطاعم ان اسماء بعضها يعود الى اسماء المدن التي جاءوا منها او الى اسماء اطفال صغار من العائلة، فتجد مطاعم تحمل اسماء مثل دمشق وصيدا وسارة وندا وغيرها من الاسماء العربية المعروفة لرواد تلك المطاعم. ولعل قلة وجود تلك المطاعم في انحاء بلجيكا تعود الى قلة عدد الجالية السورية واللبنانية بالمقارنة مع جاليات اخرى مثل المغاربة على سبيل المثال الذين يمثلون اكثر الجاليات العربية من حيث العدد، وهذا ما ذكره ياسر وبلال وهما اخوان سوريان لدى كل منهما مطعم خاص به، الاول اطلق اسم «ندا» على مطعمه والاخر اطلق اسم «سارة» ويبدأ العمل في تلك المطاعم في الساعة الثانية عشرة ظهرا وينتهي بعد منتصف الليل بساعة او ساعتين.

* المطاعم الأخرى

* ثمة مطاعم أخرى معروفة في بلجيكا ولعل المطاعم التركية هي الاكثر شهرة من غيرها من الجنسيات غير العربية. ويطلق الاتراك على مطاعمهم التي تعرف بالدونركباب اسماء لمدن تركية شهيرة مثل أنقرة واسطنبول وأزمير وقسطنطينة.

والى جانب المطاعم التركية هناك ايضا المطاعم الباكستانية والاندونيسية، لكن اصحاب تلك المطاعم لا يطلقون عليها اسماء محددة ويكتفون بكتابة المطعم الباكستاني او المطعم الاندونيسي، او المطعم الهندي على واجهة المحل بلغة بلجيكا الرسمية سواء الفرنسية او الهولندية.

وعلى العكس من ذلك يفضل اصحاب المطاعم الصينية اطلاق اسماء صينية مكتوبة بالحروف الصينية على واجهات تلك المطاعم التي تشهد اقبالا كبيرا من جانب الشعب البلجيكي نظرا لرخصها وكميات الاكل المهولة مقابل اسعار خفيفة، ولهذا تجد احيانا في الشارع الواحد اكثر من خمسة او ستة مطاعم صينية، مما حدا بالعرب تبني التعليق المصري الشائع «يعني حاجة ببلاش كده» عندما يسأل قادم عن المطاعم الصينية واسعارها.