أزياء الأطفال.. الشغل الشاغل للمغاربة في العيد

يبدأون في التحضير لها قبل مدة

TT

لم تنل الأزياء العصرية من عادة المغاربة في اقتناء أزياء تقليدية لهم ولأطفالهم كلما حلت المناسبات الدينية، وعلى رأسها عيد الفطر. وتحتل ملابس الأطفال المرتبة الأولى لدى الأسر، لأنهم الأكثر فرحا وانتظارا للأعياد واحتفاء بالملابس التقليدية الجديدة، وكل ما يرافق ذلك في يوم العيد من زيارة للأقارب والأصدقاء والخروج للتنزه في الحدائق والملاهي.

صباح يوم العيد يستيقظ الأطفال مبكرا من تلقاء أنفسهم على غير العادة، بسبب فرحتهم بارتداء ملابس العيد الجديدة والخروج بعدها لإلقاء تحية العيد على الجيران والأقارب للحصول على العيدية قبل الانضمام إلى الأصدقاء للعب والتباهي بما يلبسون وما حصلوا عليه من هدايا. وتغلب على ملابس عيد الأطفال في المغرب الأزياء التقليدية، لما لها من دلالة دينية وثقافية، حيث يرتدي الأطفال جلابيب صغيرة بأشكال مختلفة ومبتكرة بالموديلات نفسها التي تستعمل في ملابس الكبار مع اختلاف الأحجام فقط.

ويشمل لباس الأولاد الجلابيب، إما عادية أو مطرزة، وتلجأ بعض الأسر إلى اقتنائها جاهزة من المتاجر المتخصصة في بيعها، في حين تفضل أسر أخرى التفصيل. فنرى الأم تختار الأقمشة والتطريزات التي تريدها، وتقترحها على الخياط الذي ما عليه إلا أن ينفذ ما تنقله إليه من أفكار.

ويتكون الجلباب المغربي عند الأولاد من أشكال مختلفة، منها الجلباب العادي المطرز (بالصم) وهو نوع من الخيوط الذهبية أو الفضية اللون، ويكون سعرها عاليا، وتشتهر مدينة فاس بصناعته. لكن هناك أنواعا غير أصلية يكون ثمنها أقل، تقبل عليها بعض الأسر ذات الإمكانيات المحدودة. ويقبل البعض الآخر على تطريزات ملونة تسمى (السفيفة) وهي عبارة عن شريط يصنعه خياط متخصص يستعمل كنوع من التطريز، ويوضع على طول حواشي الجلباب وفي الأكمام والجوانب، وعادة ما يكون سميكا، خاصة ذلك الذي يتوسط الجلباب. ويرافق الجلباب أحيانا سروال قصير يسمى (القندريسي) ويكون بتصميم فضفاض يضيق من الأسفل، ويلبس أحيانا مع رداء قصير يحمل شكل الجلباب نفسه، ويوضع فوقه «سلهام»، وهو على شكل «كاب» منسدل يعقد عند الرقبة فقط. ويتميز هذا الأخير أيضا بالتطريز نفسه، علما بأن القبعة التقليدية إكسسوار مهم يجب أن يتناسق لونه مع لون الزي، ليأتي في النهاية دور «البلغة» وهي على شكل شبشب جلدي تقليدي، يفضله معظم المغاربة باللون الأصفر المصنوع في مدينتي فاس ومراكش.

وهناك نوع آخر من الجلابيب المغربية يسمى (الجابادور)، وهو نوع أدخلت عليه الكثير من التحسينات والتطورات لمن لا يرغب في جلباب تقليدي مائة في المائة. ويتكون «الجابادور» من قطعتين: سروال ورداء مرافق، قد يصل إلى الركبة بخياطة تقليدية تعتمد التطريزات نفسها ويتوفر بألوان متنوعة ويمكن أن يرافقه «سلهام» لإضفاء شكل رسمي أو جديد على الإطلالة.

أما ملابس الفتيات، فهامش الاختيار فيها واسع جدا، وغالبا ما تهتم الأمهات أكثر. وتشمل الجلباب المغربي التقليدي والقفطان و(التكشيطة)، وهي عبارة عن قفطان ترافقه قطعة أخرى من القماش الرقيق والشفاف، بجوانب مفتوحة وواسعة، ويلبس فوق القفطان. وبعد ذلك يوضع عليه حزام يسمى (المضمة) لتشده على الخصر وتجعله أكثر مرونة. الفتيات أيضا يلبسن «الجابادور»، وإن كان مؤنثا لونا وتطريزا. وتجدر الإشارة إلى أنه المفضل حاليا لسهولته وعمليته، فالصغيرات لا يجدن أي صعوبة في التحرك به، عكس الملابس التقليدية الطويلة.

وفي مقابل «البلغة» للرجل هناك «الشربيل» بالنسبة للمرأة، وهو عبارة عن شبشب من الجلد مزين بـ«الصم» أو بالألوان نفسها التي ترتديها الفتيات فيما يخص أزياءها، وإن كان البعض يفضل الأحذية العصرية على أساس أنها لا تفسد الإطلالة التقليدية.

ولا يقتصر استعداد الفتيات على اللباس فقط، فلابد أن يرافقه النقش بالحناء، وهو أمر يكتسي أهمية كبيرة عند الفتيات بنفس أهمية اللباس، حيث تواظب الأمهات على هذا التقليد وتتبركن به.