غدا.. تطرح محلات «إتش أند إم» مجموعة مصمم «لانفان» ألبير ألبيز

العد التنازلي بدأ منذ أسابيع وتوقعات باندلاع معارك للحصول عليها

TT

إذا كنت من محبات دار «لانفان» وإبداعات مصممها ألبير ألبيز، لكن لم تسمح لك إمكانياتك المادية من قبل باقتناء قطع من توقيعه، فأبشري، لأنك غدا ستحصلين على فرصتك للحصول على مجموعة كاملة وليس قطعة واحدة بأسعار تتراوح بين 99 و150 جنيها إسترلينيا للفستان على أكثر تقدير. إذا صدمتك أرقام الأسعار الزهيدة بالنظر إلى اسم مصممها الذي تقدر قطعة بتوقعيه بآلاف الجنيهات، فأنت حتما من القلة القليلة التي لم تسمع بخبر تعاقده مع محلات «إتش أند إم» التجارية منذ فترة لطرح تشكيلة ستتاح غدا صباحا في 200 فرع من فروعها.

لكن يجب أن نحذرك أنه في الوقت الذي لن تكون فيه الميزانية المشكلة الرئيسية التي ستواجهك، فإن طوابير الانتظار، وما سينتج عنها من تدافع قد يصل إلى معارك ينسى فيها المرء كل أبجديات الإتيكيت، ستحتاج منك الكثير من القوة والصلابة. توقعي أن كل من سيكون في الطابور لم يأخذ قسطا كافيا من النوم أو من الكافيين، وأن أغلبهم سيرفع شعار «أنا وبعدي الطوفان». توقعي أيضا أن المجموعة ستنفد من الأسواق بسرعة جنونية، وهذا يستدعي منك أنت أيضا أن تتسلحي بكل ما لديك من قوة ومرونة لخطف كل ما تقع عليه يداك من دون تفكير أو تردد، لا سيما أن عددا كبيرا من النساء والرجال يحضرون أنفسهم منذ أسابيع لهذا اليوم بمن في ذلك شرائح بمقدورها شراء قطع من «لانفان» لكنها لم تستطع مقاومة إغراء الحصول على قطع فريدة بأسعار زهيدة. التجارب السابقة تؤكد هذا الأمر بدليل أن نفس الشيء حصل عندما طرحت المحلات التجارية السويدية تشكيلات من توقيع كل من كارل لاغرفيلد، ستيلا ماكارتني، روبرتو كافالي، ماثيو ويليامسون، «كوم دي غارسون» الثنائي «فيكتور أند رولف»، سونيا ريكييل ومؤخرا جيمي شو. وبالطبع لن يختلف الأمر غدا، فألبير ألبيز من أهم المصممين على الساحة حاليا، فضلا عن أن تشكيلته، كما توضح هذه الصور، تحمل كل مواصفات الأناقة العصرية وكل بصمات مصممها المبدعة. صحيح أن الأقمشة لن تكون بنفس النوعية المترفة الذي تعودنا عليها من الدار الفرنسية العريقة، إلا أن التصميم والتفاصيل والأسعار ستغطي على كل شيء. الجدير بالذكر أنه سيكون للرجل نصيب منها، إذ أن مصمم الدار للخط الرجالي، لوكاس أوسندريفجر، أيضا ساعد في تصميم مجموعة خاصة تتكون من بدلات مفصلة وقطع منفصلة وإكسسوارات متنوعة. بعبارة أخرى، إن كل ما ستقدمه «إتش أند إم» غدا هو عبارة عن وليمة دسمة تشمل جاكتات الـ«توكسيدو» مفصلة وفساتين «الباليرينا» وأخرى بكتف واحدة وكشاكش أو بثنيات وطيات «درابيه»، عدا عن الإكسسوارات الضخمة على شكل قلائد أو حقائب يد أو أحذية مزينة بأشرطة وغيرها. وإذا كانت هذه الخطوة بمثابة وليمة للمستهلك، فإنها بالنسبة لألبير ألبيز، كانت بمثابة تمرين أو درس لفهم العلاقة بين الموضة الراقية والموضة السريعة، بحسب قوله، موضحا أن «الدراسات تشير إلى أن نحو 95% من النساء لا يستطعن اقتناء قطع من «لانفان» لهذا فكر في إدخالهن هذا النادي الأنيق والمرفه من أبواب «إتش أند إم». في مقابلة أجرتها معه مجلة «ويمنز وير ديلي» قال: «لم لا تتذوق هؤلاء نكهة الموضة الراقية؟». وتابع: «إن الأمر كمن يسكن في قصر فسيح، ويفتح أبوابه للجميع يدعوهم لتناول الشاي معه أو تذوق الأكل، فالمسألة ليست تبرعا بشيء يحتكره شخص معين، وهذا ما يعجبني في هذه المهنة، أن نقوم بأشياء ثم نقوم مباشرة بأشياء أخرى في تحول يتتبع نبض الشارع وإيقاع العصر».

لم يخف ألبير أن الكثير من المداولات والنقاشات دارت وراء الكواليس قبل أن يقبل خوض هذه التجربة: «عندما طلبت مني محلات (إتش أند إم) التعاون معها، طلبوا مني إن كان بإمكاني أن أترجم الحلم الذي نقدمه في (لانفان) لشرائح أكبر من الزبائن. ما جذبني أن الفكرة لم تكن أن تطرح (لانفان) أزياء بأسعار رخيصة، بل أن تقدم المحلات أزياء مترفة وهذا ما شجعني على القبول».

استعانة المحلات السويدية بمصممين كبار كان ضربة معلم منذ البداية، وتوقيتها الحالي أيضا ضربة محسوبة وكأنها تريد أن تنهي عام 2010 بضجة مدوية، وهو الأمر الذي تحقق لها بالفعل، إذ لا حديث لأوساط الموضة هذه الأسابيع سوى كيفية الحصول على قطعة بتوقيع ألبير ألبيز بأقل الأضرار الجسدية. بداية تعاونها كان عام 2004 مع كارل لاغرفيلد مصمم دار «شانيل» الذي كان أول من رحب بالفكرة ومهد الطريق لما تلاه من تعاونات. حينها تصور البعض أن ترحيبه كان نابعا من رغبته في دمقرطة الموضة فقط، لكن مع الأيام تبين أن الأمر أكبر من هذا المفهوم الضيق. فقد أدرك هذا المخضرم أن سوق الأزياء الراقية محدود جدا، وأن هناك من الناس من لا يعرف اسم «شانيل» ولم يسمع به قط، سواء كن فتيات صغيرات أو سيدات ناضجات من أوساط لا علاقة لها بالموضة العالمية، وتتعامل مع الأزياء من منطلق عملي محض. فكر أن تعريف هذه الشرائح باسم الدار من خلال محلات يعرفنها جيدا، قد يأتي بثماره على المدى البعيد. وهذا ما كان، فإن الحمى التي أثيرت آنذاك في وسائل الإعلام وأوساط الأنيقات العارفات، جعلت من لا يعرف أو يسمع بالاسم من قبل يتوقف ويتساءل عن سبب الضجة، ثم يتعلم، ليبدأ الحلم وتشتعل الرغبة في الحصول على الأصلي، ولو كان مجرد أحمر شفاه أو عطر. المجموعة نفدت من السوق في ساعات، طبعا، وحقق كارل لاغرفيلد من خلالها سبقا ومحلات «إتش أند إم» أرباحا فتحت شهيتها على المزيد. فقد كان من الواضح آنذاك أن الحشود التي تجمعت في طوابير طويلة على أبوابها، لم تقتصر على متسوقات من ذوات الإمكانيات المحدودة أو الطالبات والتلميذات، بل شملت أيضا ذوات الإمكانيات العالية ممن كانت التجربة جديدة بالنسبة لهن، وفي الوقت ذاته مثيرة تغذي شعورهن بنشوة الحصول على قطع متميزة بسعر التراب.

أعيدت الكرة عام 2005 مع المصممة الشابة ستيلا ماكارتني، وتكرر معها النجاح، لتنتشر إشاعات بأن المحلات السويدية تفكر في التعاقد مع ميوتشا برادا لتكون الثالثة على اللائحة، إلا أن المفاوضات لم تنجح على ما يبدو أو أنها كانت مجرد إشاعات، لأن الثنائي فيكتور أند رولف، هما اللذان وقع عليهما الاختيار. الثنائي، الذي ارتبط اسمه بالخياطة الرفيعة «هوت كوتير» أساسا، تبنيا نفس فكرة لاغرفيلد وألبير ألبيز، وصرحا أنه «إذا كانت الخياطة الرفيعة تمثل الموضة في أرقى حالاتها، فإن محلات (إتش أند إم) تمثل الموضة في أكثر حالاتها الديمقراطية». وهذا ما حاول كل من شاركوا في التجربة تحقيقه ونجحوا فيه بنسب مختلفة. فالترف اليوم أصبح يعني التفرد الديمقراطي، سواء تعلق الأمر بتقديم أزياء وإكسسوارات تحمل مصمما معروفا للعامة، أو مزج الموضة الراقية بأزياء من محلات «زارا» أو «مانغو» أو «إتش أند إم».

* ستتوفر التشكيلة في 200 فرع من فروع «إتش أند إم» في العالم، وبالنسبة لمن لا طاقة لهم بالاستيقاظ باكرا والوقوف في طوابير طويلة ومملة لساعات، يمكن التسوق من موقع محلات «إتش أند إم» بدءا من الساعة 7.30 صباحا.

* ولد ألبير ألبيز في مدينة الدار البيضاء بالمغرب عام 1961.

* كانت والدته رسامة ووالده مصفف شعر متخصص في الصبغات.

* إعجابه بوالدته شجعه على أن يجعل الرسم أو بالأحرى التلاعب بالألوان هوايته: «عندما كنت في السابعة من عمري كنت أرسم معلمتي والأزياء التي كانت تلبسها بشكل يومي، وفي آخر السنة كنت أقدم لها كل ما رسمت كهدية».

* بعد أن أمضى سنوات في العسكرية وأنهى دراسته في مجال فنون التصميم والأقمشة، انتقل عام 1987 إلى نيويورك حيث بدأ العمل مع جيوفري بين، ومنه تعلم فن «الدرابيه».

* في عام 1996، عين مصمما فنيا في دار «غي لاروش» حيث قدم رؤية عصرية من دون أن يصدم الزبونات القديمات.

* في عام 1998، عين مصمما لدار «إف سان لوران». لم يكن الأمر بالنسبة له مجرد وظيفة كما قال، بل حلما. للأسف لم يدم الحلم طويلا، بعدما اشتريت الدار من قبل مجموعة «غوتشي»، وعين توم فورد بدلا منه كمصمم فني لخط «ريف غوش».

* انتقل بعدها للعمل مع دار «كريتزيا» بإيطاليا لكنه غادرها بعد 3 أشهر فقط. وكان السبب كما تداولته الأوساط عدم توافقه مع المؤسسة ماريوتشيا مانديلي.

* في عام 2001، حصل على وظيفة مصمم فني لدار «لانفان»، ومنذ ذلك العهد وهو ينتقل بها من نجاح إلى آخر، حيث نقلها إلى مرحلة جديدة من الرقي والأنوثة العصرية يحرص أن يخاطب فيها دائما الأم وابنتها على حد سواء.