قدم المصمم اللبناني الشاب فيكان (Viken) مؤخراً تشكيلة من فساتين السهرة والاعراس حصدت اصداء ايجابية، واتت تحت اسم «الانسجام والتناقض». وفيكان انطلق منذ حوالي خمس سنوات في عالم الاناقة والاقمشة ليختار تصميم الازياء كهوية لمهنته. وخياره هذا لم يأت من فراغ فالفن بمختلف اتجاهاته منثور في محيطه العائلي... بدءاً من والده مصمم الديكور ووالدته عازفة البيانو، فضلاً عن ان فيكان ذو أصول ارمنية، والأرمن، عموماً، معروفون باتقانهم لمختلف الأعمال الفنية والحرفية. ولا يجد فيكان ما يدعو للسؤال عن سبب اختياره تصميم الازياء كمهنة، عازياً السبب لبيئته العائلية، لا سيما انه يعتبر تصميم الازياء فرعا من فروع الفن.
فيكان (الذي لم يبلغ بعد الثلاثين سنة)، كانت اتجاهاته الدراسية والمهنية واضحة منذ البداية، فلذلك اختار المعهد اللبناني Couture Artistique de la mode moderne ليصقل موهبته، وليتدرج بعدها لدى المصمم اللبناني ايلي صعب.
وعن سبب اختياره لإيلي صعب يشرح فيكان قائلاً: «فضلاً عن ان ايلي يعتبر اليوم من ابرع المصممين في لبنان والعالم العربي على حد سواء، واصداؤه وصلت الى العالم اجمع، فقد اخترته لأتعلم منه «تقنيته» في التصميم، وألتقط حرفيته، ولأدرك كيف يفكر ايلي صعب قبيل الشروع في التصميم، وما هي الاسس التي يضعها نصب عينيه لتقديم موديل. فقطعة تحمل توقيع ايلي صعب فضلاً عن انها انيقة... هي مشغولة بدقة وحرفية».
وبعد خمس سنوات من العمل في دار ايلي صعب شعر فيكان بأن موهبته نضجت، وبات بإمكانه افتتاح مشغل خاص به. وهو اليوم يعتبر ان معالم سكته بدأت تتضح. فمؤخراً قدم تشكيلة حصدت اصداء ولفتت الأنظار اليه، وأتت تحت اسم «الانسجام والتناقض».. اختياره لهذه التسمية جاء نتيجة جمعه عوامل متناقضة لكن يتخللها وجه شبه مما ادى الى الانسجام، فمثلاً جمع لوني الاحمر والفوشيا في فستان واحد، ومن المعروف ان هذين اللونين متناقضان، لكن فيكان استطاع اكتشاف قاسم مشترك بينهما مما أمكن جمعهما. وهذا الأمر لم يتوقف على الألوان فقط انما رأينا فستاناً يجمع بين قماش التويد (الجفر) وقماش الدانتيل الناعم والمنساب، ليشكلا زياً في غاية الاناقة والأنوثة. ولفت الانتباه ايضاً فستان جينز «مشكوك» بألوان الاخضر والليلكي والكحلي. وبالرغم من ان قماش الجينز يعتبر من الأقمشة العملية للارتداء اليومي التي قلما نراها في فساتين السهرة، فإن فيكان، بإضافات معينة استطاع ان يجعل قماش الجينز صالحاً للارتداء في أضخم الحفلات والاعراس. ولا ينكر فيكان ميله نحو قماش الجينز، ولذلك نراه متداخلاً مع معظم تصاميمه. كما يحب مزج الجينز مع الجلد. واليوم، فإن اكثر ما يلفتنا في تصاميم هذا المصمم، ذلك الاختلاف الذي يبصمها. فهو يقدم شيئاً مميزاً عن السائد والرائج، ولا نستغرب ذلك عندما نسمع فيكان يقول: «اهم العناصر التي يجب ان تتوفر في ازيائي وأضعها نصب عيني قبيل الشروع في التصميم هي: الاختلاف والتميز، فما النفع من تقديم زي يشبه ما هو سائد؟ ما الذي سيجذب سيدة لارتدائه؟ ثم يجب ان تحمل تصاميمي حكاية معينة». والتميز يطبع ايضاً «القصة» التي يعتمدها فيكان في «تفصيل» ازيائه، والدليل على ذلك زي نحسبه تايوراً من قطعتين... لنكتشف انه فستان.
وفيكان معجب بالمصممين فالنتينو وجون غاليانو. ويتعامل فيكان مع العارضتين اللبنانيتين رين سبتي ولميتا فرنجية وسبب ذلك ان لهما طابعا مميزا يفرض نفسه.
=