أزياء وأحجار

ألوان الطبيعة بين يديك

TT

معادن مثل البلاتين والذهب بألوانه، وأحجار مثل الماس والسفير والياقوت، لم تعد قصرا على مناسبات المساء والسهرة فحسب، بعد أن دخلت مناسبات النهار من أعرض الأبواب: الأسورة؛ فهذه الأخيرة باتت تتماوج بألوان الطبيعة وتحرص على الأناقة التي تستمدها من خاماتها.

وهكذا أصبحت الساعات العصرية حاليا تداعب المرأة، مرة بالأحمر ومرة بالأخضر الفستقي ومرة بالأصفر، لكن في كل الأحوال تتوجه إلى امرأة تمتلك ما يكفيها من الساعات الرسمية، وتريد أن تستمتع بالترف في كل الأوقات والمناسبات، حتى إن كانت مجرد جولة تسوق عادية. هذا التحول بدأ مع الموضة، التي لم تعد تفرق بين ألوان الصيف والشتاء، ولا تطريزات النهار والمساء، فكل شيء فيها أصبح جائزا ومقبولا حسب ذوق الشخص وأسلوب حياته، بل يمكن القول إن الألوان الزاهية كانت بمثابة نسمة صيف عليلة بعد سنوات من الألوان الداكنة التي أصابت المرأة بشبه إدمان على الأسود منذ الثمانينات.

ولم يتأخر عالم المجوهرات عن الركب، فقد التقط سريعا أن الطريق إلى الانتشار والحصول على ود زبائن جدد هو الموضة. والترجمة جاءت عبارة عن مجوهرات وساعات فاخرة تجمع الأناقة والفخامة. وجاء هذا التوجه بعد أن تأكدت من اشتداد عودها وتمكنها من تقنياتها وتعقيداتها، وبعد دراسة واعية ومحسوبة، تم فيها جس نبض السوق، والتعرف على أن الخامات والألوان هما الخطوة التالية في رحلة التطور، وبالفعل نجحت في ذلك إلى حد كبير، خصوصا أن التوقيت كان في صالحها. فالعالم بات يحتاج إلى ما يدخل عليه التفاؤل، عوض الألوان الداكنة التي سادت ساحة الموضة في المواسم الأخيرة مترافقة مع تصميمات صارمة ترفع شعار «القليل كثير»، الأمر الذي شجع بعض مصممين الأزياء والمجوهرات، على توجيه أنظارهم نحو الطبيعة المتفتحة والنابضة بالألوان ليقطفوا منها بنفسجا ووردا وقرنفلا وسوسنا وهلم جرا من باقات الورود المتنوعة.

وبالنظر إلى الكثير مما طرحته شركات الساعات السويسرية العريقة، نلاحظ أنها راعت مجاراة الموضة، على الأقل فيما يخص ألوان أحزمتها وعلبها، مثل مجموعة «سيرينا» من «برتولوتشي» Bertolluci، التي تأتي بأحزمة مختلفة، فيما قدمت شركة «إيبل» مجموعة New EBEL Classic Sport collection وهي رياضية بميناء باللون الأحمر القاني، يتناقض مع السوار المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ في تصميم حيوي يجمع الأناقة باللارسمية.

كذلك دار «ديور» التي قدمت بدورها مجموعة من الذهب مرصعة بالماس مما يجعلها تليق بأفخم المناسبات، لكن ألوان أسورتها الجلدية المثيرة من أحمر وبنفسجي وأخضر تضفي عليها حيوية تواكب الموضة وتجعلها مقبولة في مناسبات النهار أيضا، خصوصا إذا كانت الأزياء بسيطة وبألوان حيادية.

من جهتهما، لم تتخلف «كارتييه» ولا «هاري وينستون» عن الركب. الأولى عانقت الألوان في مجموعتها الناجحة «لوبالون بلو»، والثانية عانقته في مجموعتها «توك تو مي» التي جاءت بأسورة متنوعة منها ما هو مصنوع من الحرير الأزرق، لتتناغم مع الأزياء والإكسسوارات هذا الموسم.