«هيرميس» تسجل أرباحا وتوسعات تشمل شرائح جديدة

تجدد ولاءها للحرفية والصنع باليد بشكل معاصر

TT

من منا لا تحلم بحقيبة «بيركين» أو «كيلي»، أو حتى «إيشارب» من الكشمير أو من الحرير مرسوم بنقوشات وكأنه لوحة فنية بتوقيع دار «هيرميس»؟ هذا الاسم له رنة خاصة على الأذن والقلب، بعد أن أصبح مرادفا للترف بأجمل معانيه. على الرغم من التحديات والتهديدات التي تحيط بالدار من كل جهة، والتي زادت في العام الماضي مع تزايد اهتمام السيد برنار أرنو، صاحب مجموعة «إلفي أم آش» الفرنسية، المعروف بشرائه أسهم البيوت التي تملكها عائلات فيضمها إلى مجموعته، لم تتوقف عن التحدي، وفي الوقت ذاته إدهاشنا بقدرتها على الحفاظ على الصورة الحلم التي رسختها في الأذهان. فهي من أوائل بيوت الأزياء التي ابتدعت مفهوم «لائحة الانتظار» بسبب الإقبال الكبير على منتجاتها الجلدية بالذات، والتي لم يكن من الممكن تلبيتها بحكم أن كل حقيبة تصنع باليد. وهذا يعني أنها تستغرق وقتا أطول وتحتاج إلى صبر أكبر قبل أن ترى النور. هذه السمعة بأن كل ما يخرج من معاملها مصنوع يدويا وبحرفية عالية هو ما يبرر أسعارها النارية ويؤجج الرغبة فيها، وهو أيضا ما جعلها تختار الاحتفال بهذه الجزئية بالذات، بجعل تيمتها للمواسم المقبلة بعنوان «الحرفية المعاصرة» (Contemporary Artisan)، حيث ستركز هذا العام على خبرتها الطويلة في هذا المجال، ليصبح ماضيها جزءا من حاضرها ومستقبلها؛ فبعد أن رحلت في المواسم الماضية إلى عوالم بعيدة مثل الهند وغيرها، للغرف من ثقافاتها والاستقاء من ألوانها ودفئها، قررت هذا العام أن تبقى في باريس لتسلط الضوء على الأنامل الناعمة التي تنجز كل قطعة بصبر قد يستغرق ساعات، إن لم نقل أياما وأسابيع. ولا شك أن هذه الحرفية إلى جانب الحلم الذي يدغدغ خيال كل أنيقة، فيشعل بداخلها الرغبة في اقتناء قطعة تحمل توقيع هذا الدار، هو ما أسهم في تسجيلها ارتفاعا في أرباحها يقدر بـ25.4 في المائة في عام 2010، ويتوقع أن تحقق المزيد من النجاحات في هذا العام، مع انتعاش الاقتصاد العالمي وأيضا بعد افتتاحها محلات جديدة وطرحها منتجات تخاطب كل الأعمار، ما دامت الإمكانيات تسمح. فمبيعاتها من الإكسسوارات الجلدية مثلا ارتفعت في عام 2010 إلى 2.4 مليار يورو، مقارنة بـ1.91 مليار يورو في عام 2009، علما بأن مبيعاتها من القطع المصنوعة من الحرير والكشمير وحدها حققت ارتفاعا بنسبة 19 في المائة، بعد أن جعلتها الدار أكثر إغراء لشريحة الفتيات والشابات، بينما حققت مبيعات المنتجات الجلدية ارتفاعات بنسبة 21 في المائة. أما مبيعاتها من الأزياء الجاهزة وإكسسوارات الموضة، فارتفعت بنسبة 18 في المائة، وفي مجال العطور شهدت ارتفاعا يقدر بـ16 في المائة بعد إطلاق عطريها «فواياج د يرميس» و«تير د يرميس».

وعلى الرغم من أنه لا يمكن إنكار الدور الذي لعبه ضعف وانخفاض اليورو مقارنة بعملات أخرى في تشجيع أسواق، مثل آسيا وأميركا والشرق الأوسط، على الشراء، فإنه أيضا لا يمكن إنكار جاذبية اسم «هيرميس» وما يعنيه من رقي وجودة.