سينتيا رفول: لا أحبذ تشبيه المرأة العربية نفسها بالغربيات.. فلكل منا هويته

الحلزونة تخرج من قوقعتها وتدخل عالم المجوهرات

TT

«الحلزونة» تلك المخلوقة الضعيفة، لم تعد اليوم مجرد حشرة صغيرة مسالمة ومتقوقعة على نفسها، بعد أن دخلت عالم الموضة كمصدر إلهام للكثير من المصممين والمبتكرين، ومن بينهن سينتيا رفول. فقد شكلت تيمة مجموعة الحلزونة، موضوعا بارزا في آخر تشكيلة لهذه المصممة. وترجع رفول الأمر إلى شكل الحلزونة الناعم والبسيط من جهة، والمرن من جهة ثانية، بحيث يعكس أناقة وجمالية لا متناهية على التصاميم.

تركز هذه المجموعة الأخيرة على الخواتم، التي جاءت مزيجا بين الذهب والأحجار الكريمة بأحجام وأشكال مختلفة جمعت بين الموضة والفن. وتقول رفول إنها صممتها ونصب عينيها أن تكون عصرية تتناسب وكل المناسبات، لأن الهدف منها أن تشعر فيها صاحبتها بالراحة، خصوصا أن بإمكانها تكبير وتصغير الخاتم حسب رغبتها، موضحة أيضا أن طبيعة البشرة تتغير تبعا لعوامل عدة، وهذا ما أخذته بعين الاعتبار. فمهما تغيرت الموضة وتوجهاتها، ستبقى هذه الخواتم مناسبة تتحدى الزمن ومتغيراته، لا سيما أن الماس والأحجار الكريمة وشبه الكريمة لعبت دورا مهما فيها. فخاتم «les trois eclats» (لي تروا اكلا) مثلا رصع بالماس وثلاثة أنواع من الأحجار الملونة، بينما رصع خاتم «Feuille» (فوي) بثمانية أحجار أتت على شكل أوراق الشجر باللون الأخضر الداكن. أما «Carre» (كاريه) فزين بمربعات ناعمة باللونين الأحمر الخمري والأخضر، وهكذا. وتشرح سينتيا أن المجوهرات هدية ثمينة، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، سواء عند صنعها، أو شرائها أو تلقيها.

«فهي تدوم للأبد، تاركة أثرا لا ينسى من جيل إلى جيل» حسب ما تقول. أما عن علاقتها بالمجوهرات، فتقول إنها جاءت بمحض الصدفة، حيث بدأت بتصميم الأزياء التي درستها وتعلمت أصولها، قبل أن تكتشف أن المجوهرات تترجم أفكارها وتعبر عنها أكثر. وتشرح أنها تستلهم أفكارها من كل ما يحيط بها، لكنها في الوقت ذاته تشعر بأن شخصية الإنسان تلعب دورا مهما في اختياراتها، وإن كان قد وجدت أن الخواتم تمنحها فرصة أكبر للإبداع، فهي تعشق ابتكار أشكال جديدة منها، مع دمجها مع بعض، لكي تحصل على هوية خاصة، فضلا عن أنها تعتبر هذه القطعة تحديدا، أساسا في أناقة المرأة ومحددا لشخصيتها. وانطلاقا من هذا اختارت الحلزونة، التي دمجت فيها كل أنواع الذهب والمعادن والأحجار، من ذهب أبيض وأصفر وفضة وماس، إلى جانب العقيق والفيروز والسفير واللازورد والزمرد، حتى تروق كل الأذواق والأهواء. فهي تقول إن ذوق المرأة الشرقية يختلف عن ذوق المرأة الغربية، من حيث أن الأولى تهتم بأدق التفاصيل وتسعى دائما وفي مختلف الأوقات إلى الظهور بأبهى طلة، في حين تميل الثانية إلى البساطة وعدم المبالغة. «إنها في النهاية عادات وتقاليد تختلف من مجتمع إلى آخر، فأنا لا أحبذ أن تشبه المرأة العربية نفسها بالغرب، فلكل واحد منا هويته الخاصة والمميزة».