الـ«كروشيه».. تقليعة جديدة في السوق النسائية السعودية

يتم استخدامه في تزيين الأحذية والعباءات والحقائب والديكورات

TT

في كل مرة تشهد السوق النسائية السعودية دخول تقليعات غريبة على كافة أصعدتها، ولا سيما أدوات الزينة. فبعد أن سجلت صناعات الكريستال حضورا لافتا في عدد من المهرجانات النسائية بالسعودية، بدأ الـ«كروشيه» في لفت أنظار النساء أيضا في ظل استخدامه لتصنيع إكسسوارات مختلفة عوضا عن الفضيات والخامات الأخرى.

«تقاليع الكروشيه» هو الاسم الذي أطلقته فتاة سعودية وشقيقتها على مشروعهما الذي لم يتعد جدران منزلهما، باستثناء المشاركات البسيطة في بعض البازارات النسائية من ضمنها مهرجان «أعراسنا» الذي شهدته عروس البحر منذ نحو أسبوعين.

وتطمح ابتسام الجابري، وهي متخصصة في مجال المحاسبة، إلى إنشاء مصنع نسائي يدوي كامل، بعد أن تركت وظيفتها لتتفرغ وشقيقتها هند لتجارة الـ«كروشيه». وكانت قد بدأت هذا المشروع في عام 2009 برأس مال تراوح ما بين 7 و10 آلاف ريال، غير أنها استطاعت تحقيق أرباح فاقت أضعاف رأس المال.

تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أحاول دائما ابتكار أشكال مبتكرة من شأنها أن تروق لمعظم السعوديات، من ضمنها تعليقات تستخدم للنظارات وغيرها، عدا عن ابتكار أشكال بالكروشيه للحلويات والمواليد والعيديات التي تقدم للأطفال في الأعياد».

فالمعروف عن السعوديات تفضيلهن الابتعاد عن الأشكال النمطية للإكسسوارات ورغبتهن في كل ما هو جديد ومبتكر، وهذا ما جعل ابتسام وشقيقتها تسعيان دائما إلى ابتكار تصميمات غريبة، علما أن أعلى سعر لمنتجاتهما لا يتجاوز 100 ريال للقطعة الواحدة، ويعود السبب إلى أن خيوط الـ«كروشيه» تستورد من تركيا ومصر أو من أميركا. وتشير إلى أن أكثر الأشكال انتشارا بين الفتيات السعوديات ما توضع لتزيين الأظافر والمتمثلة في فصوص صغيرة مغطاة بالكروشيه، والتي وصفت صناعتها بـ«الصعبة» كونها تأتي بأحجام صغيرة جدا، لافتة إلى أن معظم النساء يطلبن هذا الشكل بكميات كبيرة لنثره على الجسم أيضا.

وتتابع: «من الممكن أيضا صنع عقود كاملة بالكروشيه تزين بها الذراع أو الساق أو الرقبة بشكل جديد، إلى جانب أشكال أخرى تستخدم لتزيين الأكتاف عن طريق تبطينها من الأسفل ومن ثم إلصاقها بالكتف، وأيضا لتزيين الأحذية والعباءات والحقائب بناء على طلب العميلة نفسها». بل وتشير إلى إمكانية تزيين باقات الورود الطبيعية أيضا بها. وأكدت وجود إقبال كبير على أطقم الإكسسوارات الكاملة المصنوعة من الكروشيه، إضافة إلى أنواع أخرى يتم تطعيمها بالفضيات أو الكريستال أو حبات اللؤلؤ، بما في ذلك السبح التي تأخذ شكل أساور المعصم، مبينة أن هذه الخامات تلقى رواجا كبيرا بين كافة الفئات العمرية.

وفيما يتعلق بالوقت الذي تستغرقه ابتسام وشقيقتها في صنع هذه القطع، تفيد بأن صنع قطعة واحدة يمكن أن يستغرق يومين كاملين. ولأنها باتت تتلقى أكثر من 15 طلبية في الشهر الواحد، فإنها تسعى لإيجاد أياد نسائية سعودية عاملة لمساعدتها في توسيع المشروع، خصوصا أنها تنوي إنشاء مصنع نسائي خاص لـ«الكروشيه» بشكل جدي، مؤكدة أنها على استعداد كامل للمشاركة بمنتجاتها في محافل دولية أيضا في ظل وجود زبائن لها من لبنان ودول الخليج الأخرى. وكانت مدينة جدة قد شهدت منذ نحو أسبوعين فعاليات المعرض السعودي الثاني عشر للأعراس «أعراسنا» برعاية الأميرة العنود بنت عبد الله بن محمد حرم أمير منطقة مكة المكرمة، وبمشاركة الغرفة التجارية الصناعية في جدة، شهد ما يزيد عن 50 مشاركة من الأسرة المنتجة والجمعيات الخيرية، كانت ابتسام الجابري منها.

وتضمن المعرض الذي استمر مدة 3 أيام في فندق هيلتون جدة مشاركة 160 شركة سعودية ووكالات عالمية قدمت آخر مبتكراتها في عالم الأعراس والأفراح من أزياء وذهب ومجوهرات وزهور وتحف وحلويات وبطاقات دعوة وأعمال مساندة، في ظل تأكيدات من قبل الغرفة التجارية الصناعية بجدة على أن حجم سوق الأعراس بالسعودية بات يسجل نموا بمعدل يتجاوز 25% سنويا، حيث يقدر إنفاقه بأكثر من ملياري ريال.