هدية العروسين لا حدود لها

هداياهما للضيوف تتراوح أسعارها بين الدولار والألف

TT

تندرج هدية الشكر أو الـ«Return gift» كما هي معروفة بالإنجليزية، وcadeau de retour بالفرنسية، في مقدمة البنود التي تتضمنها لائحة تنظيم حفلات الزفاف في لبنان، والعديد من البلدان العربية. فالعروسان يخصصان لها مساحة مهمة ضمن أولوياتهما، بحيث يبدأون في البحث عن الأفكار الجديدة التي تتعلق بها منذ اليوم الأول لاتخاذهما قرار الارتباط.

وتتفاوت نوعية هذه الهدية إن من حيث قيمتها المادية أو المعنوية حسب الميزانية المرصودة لها من قبل العروسين وذوقهما. أما موضوعها فيرتبط ارتباطا مباشرا بمهنتهما أو يستوحى من زينة الزفاف التي عادة ما تحمل في طياتها معنى معينا يختاره العروسان كعنوان عريض لها. فقد تظهر من خلال الفراشات الملونة المصنوعة من القماش مثلا، لكي ترمز إلى فرحة العروسين أو من خلال أقفاص العصافير الفضية أو الذهبية التي توحي بدخولهما القفص الزوجي، أو من رموز أخرى تنتشر هنا وهناك في صالة العرس وتكون ضمن الزينة كالنوتات الموسيقية إذا كان أحدهما يعمل في مجال الموسيقى أو علب الأدوية الملونة إذا كان العريس مثلا يعمل في المجال الطبي.

تجدر الإشارة إلى أن هذه العادة لم تكن موجودة قبلا في حفلات الزفاف إذ كان العروسان يكتفيان بتقديم ذكرى (souvenir) لهذه المناسبة يرفقانها ببطاقة الدعوة الموجهة للأقرباء والأصدقاء والتي يسلمانها لهم شخصيا. وتتمثل عادة في عبوة صغيرة مصنوعة من البورسلين أو الزجاج وأحيانا من الكريستال تأخذ شكل منفضة مزركشة أو مزهرية أو إناء وغيرها من الأشياء ذات الحجم الصغير لا يتجاوز كف اليد والمزودة ببضع حبات من الملبس الأبيض دليل مناسبة الفرح. لكنها أصبحت اليوم وبعد استقدامها من عادات الغرب أساسية في حفلات الزفاف الحديثة.

وتوضع هذه الهدايا عادة على طاولات المدعوين المزينة بالورود وتوزع حسب العدد وتختلف أحيانا بالشكل لتناسب المرأة أو الرجل الحاضرين.

وتعتبر الشموع أكثر هذه الهدايا رواجا في لبنان فتقدم للمدعوين ليحملوها معهم إلى المنزل وتكون مغلفة بقطعة جلد أو قماش منتقاة من اللون الطاغي في حفلة العروسين وتكون من أحجام مختلفة حسب ميزانية المحتفى بهما.

ومن الهدايا المخصصة للذكور في هذه المناسبة علاقة المفاتيح أو المسبحة أو حاملة ربطات عنق، وجميعها تكون في الغالب مصنوعة من الفضة، كذلك غلاف جلدي لسيجار يوضع في الجيب أو علبة عيدان كبريت ملونة وقد طبعت عليها الأحرف الأولى من اسمي العروسين.

أما المرآة المرسوم عليها يدويا والفضية في غالب الأحيان والمسبحة الكريستال والبروش المرصع بأحجار ملونة أو سوار فضي أو مكحلة أو إناء البخور، من الفضة أو الذهب، وصندوق المجوهرات أو كف اليد المصنوعة من البورسيلين الأبيض وغيرها، فتعتبر من هدايا الشكر المخصصة للإناث.

تقول آدال منسي المسؤولة عن تنظيم الأعراس وتملك شركة «A.M.wedding» إن أسعار هذا النوع من الهدايا تتراوح ما بين الدولار والألف دولار، وإن بعض اللبنانيين من الطبقات الثرية يقدمون هدايا شكر لمدعويهم غير مألوفة، مثل قطعة بورسيلين Limoge أو صحن من الفضة أو الذهب الخالص يستعمل كتحفة للصمد، أو تشكيلة صحون صغيرة تستعمل لتقديم المكسرات وقد طبع عليها حرفان نافران يمثلان الأحرف الأولى من اسمي العروسين وهكذا. وتشير إلى أن الفضة والكريستال هما الأكثر استعمالا في هدايا هذه المناسبات، وأن الحرفين الأولين من اسمي العروسين والمحفورين على القطعة تتصدران دائما هدايا الشكر لدى اللبنانيين، فيما تغيب عن تلك التي تقدم في دول الخليج العربي. وغالبا ما تحمل تلك الهدايا في البلدان المذكورة قيمة أكبر نظرا للمستوى المعيشي الأعلى لدى أهلها وتتألف من شلحات من الحرير الخالص أو من علاقات المفاتيح الذهبية أو طاقم سكاكين وشوك ذهبية مرصعة بأحجار كريمة.

وتوضح آدال منسي أن الورود المصطنعة المرصعة أحيانا بحجر من الزيركون وأكياس الموسلين لتحتوي على قطعة شوكولا أو زهور يابسة معطرة إضافة إلى المرايا البلاستيكية الملونة تعتبر من الهدايا التي لا تزيد كلفتها على الدولارين أو الثلاثة.

أما بالنسبة إلى الهدايا المتبادلة بين العروسين، فيرى ميشال عكاوي أحد أصحاب المجوهرات في منطقة الأشرفية، أن بعض العرسان لا يتبادلانها خصوصا إذا ما كانا قد صرفا الكثير على حفلة الزفاف نفسها. ويضيف أن خاتم السوليتير يبقى الهدية الأنسب التي يقدمها العريس لعروسه إذا كانت إمكانياته تسمح له بذلك، أما العروس فتهديه علاقة مفاتيح ذهبية نقش عليها اسمه بالخط الكوفي مثلا.

وكانت هدايا محددة تندرج في تقاليد الزفاف في الماضي تقدمها العروس لعريسها وهي كناية عن ثوب الحمام (البرنص) ولباس النوم (البيجاما) وماكينة الخياطة كهدية لمنزلهما الزوجي فيما يتحمل العريس كلفة ثوب العروس الأبيض ليكون هديته لها في هذه المناسبة المميزة.