حمية «دوكان» انطلقت من باريس لتغزو العالم

نساء عائلة «ميدلتون» كن أكبر دعاية لها

بيبا، البنت الصغرى في العائلة، تتمتع برشاقة تجعل البعض لا يستبعد أن تكون من أتباعها
TT

من فترة إلى أخرى نسمع عن نظام حمية سحري، يزعم قدرته على تخليصنا من كيلوغرامات زائدة خلال أسابيع قليلة. ما إن يتناهى هذا الخبر حتى يجري الكل لمعرفة أسرار هذا النظام، وفي الكثير من الحالات اتباعه، على أمل تحقيق حلم الرشاقة، الذي راوغنا طويلا. لكن عندما يولد هذا النظام في باريس، عاصمة الجمال والأناقة، فإن الاهتمام يكون أكثر، بالنظر إلى رشاقة الفرنسيات رغم كل المغريات المحيطة بهن من «كرواسون» وخبر فرنسي وأجبان وصلصات.. وما شابه. لهذا ليس غريبا أن لا يكون هناك حديث في أوساط الموضة وعالم الرشاقة حاليا سوى حمية «دوكان»، التي يقال إن نسبة لا يستهان بها من الفرنسيات يمارسنها، إلى حد أن المطاعم أصبحت تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار وتخصص أكلات بروتينية لهذا الغرض.

الدكتور بيير دوكان، مخترع هذه الحمية أصبح نجما عالميا حققت كتبه مبيعات عالية وترجمت إلى 9 لغات في 20 بلدا، من كوريا إلى بريطانيا. وعلى الرغم من أن هذه الحمية معروفة في فرنسا منذ فترة طويلة، فإن الفضل في انتشارها في العالم عموما وبريطانيا خصوصا، يعود إلى نساء عائلة ميدلتون التي صاهرت العائلة المالكة في بريطانيا مؤخرا. فالشائع أن كارول، أم دوقة كمبريدج، والبالغة من العمر 56 عاما، تدين برشاقتها لهذه الحمية. بل ويقال إن ابنتيها، بيبا وكايت، اتبعتاها قبيل العرس للحصول على قوام ممشوق. الدكتور دوكان لا ينكر ذلك، فعندما سئل عن سبب الشعبية التي قوبل بها كتابه في بريطانيا مؤخرا، رد من دون تردد: «لأنها حمية فعالة.. وبفضل كارول ميدلتون». وبالفعل فإن مبيعات الكتاب ارتفعت بنسبة 100 في المائة منذ كشفت كارول في العام الماضي أنها من المعجبات بهذه الحمية وأنها فقدت كيلوغرامين خلال 4 أيام من ممارستها أول مرة. كما قالت ابنتها بيبا مازحة، في هذا الصدد، إن أمها لا تأكل سوى القريدس والجبن الرائب. لكن لائحة النجمات اللاتي يتبعن حمية دوكان طويلة، وتضم على سبيل المثال: العارضة جيزيل باندشن، وجنيفر لوبيز، والمغنية الأوبرالية كاثرين جانكينز.. وغيرهن.

للوهلة الأولى لا تبدو حمية «دوكان» مختلفة كثيرا عن حمية «أيتكنز» التي اجتاحت العالم في العقد الماضي، باعتمادها على البروتينات فقط، لكن بعد دراستها والتمعن فيها، تتبين اختلافات بسيطة، تجعلها أسهل على المدى البعيد. يقول بيير دوكان إن الفكرة في ريجيم يعتمد على اللحوم والأسماك فقط جاءته عندما كان يتحدث مع صديق بدين، قال له مازحا إنه يمكن أن يقوم بأي حمية يقترحها عليه ما دام فيها لحوم. قبل التحدي وعكف على البحث في هذا الأمر لسنوات قبل أن يتوصل إلى أنه بإمكان محبي اللحوم أن يتخلصوا من الكيلوغرامات الزائدة من دون شعورهم بأي حرمان، الأمر الذي سيكون أصعب على محبي الكربوهيدرات، أي الخبز والأرز والمعجنات.

تعد هذه الحمية بالتخلص بنحو 4 كيلوغرامات في الأسبوع الأول حسب حجم الشخص وقدرته على التحمل، بشرط أن يتعرف على شخصيته الجسمانية لكي يصل إلى حل متوازن في ما بعد يضمن بقاء شبح الكيلوغرامات الزائدة بعيدا. وتنقسم الحمية إلى عدة مراحل تزيد سهولة مع الوقت، في حال تم التقيد بها تماما، لأنها لمدى العمر. فبعد الوصول إلى الوزن المثالي، يخصص يوم في الأسبوع للبروتين، لا يجب الحياد عنه، مهما كانت الظروف مدى الحياة.

تبدأ المرحلة الأولى بتناول البروتينات فقط، لمدة تتراوح بين 5 أيام وأسبوع، حسب طاقة الشخص وحجمه، وتشمل اللحوم الخالية من الدهون والبيض واللبن الرائب المنزوع الدسم تماما، وبالمقادير التي يريدها الشخص، كذلك السماح بتناول القهوة مع الحليب المنزوع الدسم. وتكون نتيجة هذه الأيام فقدان نحو 4 كيلوغرامات، حسب جسم كل شخص. بعد أسبوع، يسمح بإضافة الخضراوات ذات اللون الأخضر، بين يوم ويوم، أو يوم بين كل 3 أيام من البروتينات، حسب قدرة الشخص على التحمل ونسبة الوزن الذي يريد التخلص منه. في أحسن الحالات، فإن الشخص يمكن أن يعود إلى تناول كل شيء، بشكل معقول، بعد 3 أسابيع، مع تخصيص يوم في الأسبوع للبروتينات فقط. وتسمى هذه المرحلة بمرحلة التثبيت، يقول الدكتور دوكان، إنها تضمن عدم تسلل الوزن الزائد إلى جسم كما هو الحال بالنسبة لباقي الحميات. المهم أيضا في هذه الحمية شرب الكثير من الماء، ما لا يقل عن لترين في اليوم، ولا بأس من تعويض الفيتامينات والمعادن، التي لا يحصل عليها الجسم من الفواكه والخضراوات خلال فترة الريجيم، بتناولها على شكل أقراص، مع ممارسة رياضات خفيفة مثل المشي، نحو نصف الساعة في اليوم على الأقل، رغم الإحساس بالتعب والخمول الذي قد يشعر به الشخص بسبب عدم حصوله على الكربوهيدرات المزود للطاقة.

مما لا شك فيه أن الاستمرار في هذه الحمية لفترات طويلة له مضاعفات على الجسم، أكبر من مجرد الإمساك. مضاعفات يقول المتحاملون إنها تشمل ارتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب بسبب ارتفاع نسبة الملح في البروتينات، لكن دوكان يرد قائلا إنه يشدد أساسا على التخفيف من الملح في الطعام قدر الإمكان، وتناول الألياف الموجودة في النخالة وفي الخضار المسموح بها بعد الأسبوع الأول، وهو الأمر المقدور عليها بما أن الاقتصار على البروتينات الخالصة لا يستمر سوى لفترة قصيرة.

- اللحوم التي ينصح بها في هذه الحمية هي تلك اللحوم الخالية من الشحوم مثل الدجاج المنزوع الجلد ولحم البقر وليس لحم الغنم إلى جانب الأسماك المشوية.

- في المرحلة الثانية من الحمية، يفضل تناول الخضراوات أكثر من الفواكه لأنها تحتوي على نفس الفيتامينات التي تحتويها الفواكه، لكن بنسبة سكر أقل.