الـ«ماكسي».. النسخة الجديدة

أكثر ترفا وسلاسة في تكلمها لغة العصر

TT

خلال جولاتك في بعض العواصم العالمية هذا الصيف، لا تستغربي إن انتابك شعور بأن الزمن عاد بك إلى الوراء، وتحديدا إلى الستينات والسبعينات من القرن الماضي. فالفساتين الطويلة المطبوعة بالورود والنقوشات الأخرى والشعر المسترسل بلا مبالاة، فضلا عن الإكسسوارات كلها تغمز لك بإغراء لدخول عالم الهيبيز أو الـ«بوهو» العصري، من باب الـ«ماكسي». صحيح أن هذه الموجة لا تقتصر على الطول الذي يلامس الأرض، بل تشمل أيضا القفاطين القصيرة وبنطلونات الجينز المقطعة بألوان باهتة والشعر المسترسل بلا مبالاة، إلا أن الـ«ماكسي» سواء كان على شكل فستان أو تنورة، هو السيد، بحيث استوحى خطوطه من فنانات مثل ماريان فايثفول، جانيس جوبلين وفتاة المجتمع والعارضة التي ألهمت الراحل إيف سان لوران، ثاليتا. أما أكثر من يجسد هذا المظهر في زمننا فهن نجمات مثل ماري كايت أولسن، وكايت هادسون ومصممة المجوهرات جايد جاغر، والعارضة كايت موس.

نظرة خاطفة تؤكد أن النسخة الجديدة أكثر أناقة، كونها ليست مجرد أسلوب يعبر عن ثقافة أو حالة اجتماعية، بل هي موضة أخضعها المصممون للدراسة، الأمر الذي نتج عنه طرح فساتين جد أنيقة تجعل المرأة الكلاسيكية والمحافظة تشتهي الغوص في أقمشتها المترفة والوارفة. عودتها القوية هذا الموسم يعطي الحق لأي شخص أن يعيد السبب إلى حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، إلا أن هذا الاعتقاد سيتبدد لكل من يزور لندن هذه الأيام، لأنها حضرت رغم عدم سطوع الشمس ولا ارتفاع درجات الحرارة، مما يستدعي مراجعة الأسباب. بعض الخبراء يعيدونها إلى كون المرأة أغرمت بها لا أقل ولا أكثر، فيما يعيدها البعض الآخر إلى رغبتها في أن تنطلق وتتخلص من القيود برغم أنف أحوال الطقس، فكل ما يهمها أن أشهر يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وأغسطس (آب) ترادف الصيف، وهذا يكفي لكي تعانق موضته حتى لو طال فصل الشتاء على أرض الواقع. طبعا هذا لا ينفي وجود شريحة مهمة من النساء تتبنى هذه الموضة، لأنها تتماشى مع أسلوب حياتها. أسلوب يتميز بممارستها رياضات اليوغا والتأمل وبحبها للسفر والترحال لاستكشاف ثقافات أخرى، أمر بدأ يشاركها فيه الكثير من صناع الموضة، بدليل أن الكثير من عروض الأزياء العالمية اتخذت السفر تيمة لها لربيع وصيف 2011، كل ترجمها حسب هواه، لتصب في صالح المرأة بمنحها خيارات وتنويعات تناسب أسلوبها.

لكن للأمانة، فإن هذا المظهر لا يناسب كل النساء، وما يبدو رائعا على منصات عروض الأزياء وعلى العارضات الفارهات الطول والممشوقات القوام لا يناسب المرأة ذات المقاييس العادية، التي قضت سنوات بحثا عما يناسبها وعما يخفي عيوبها من طيات وثنيات. هذا المظهر يحتاج منها إلى وقفة لدراستها قبل الغوص فيها، إلا إذا كانت تتمتع بشخصية واثقة جدا وأسلوب تحسدها عليه 70% من نساء العالم. بل حتى عروض الأزياء وجدت صعوبة في تسويقه لنا، وحاولت لعدة مواسم قبل أن تقنع به المرأة التي ليست لها أي ميول «هيبية» أو بوهيمية. وإذا كان الصيف يجعل كل شيء مقبولا ويبدو رائعا، فإن استمرار هذه الموضة إلى موسمي الخريف والشتاء المقبلين على شكل تنورات بعضها منسدل وبعضها مستقيم ومفصل، يجعل كل واحدة منا تحتاج إلى تمرين عليها ودروس خصوصية. ولن يختلف اثنان أن فصل الصيف أفضل وقت للقيام بذلك، لأن أسوار الحيطة تنهار ويصبح كل شيء مقبولا في حدود المعقول.

* همسات ذهبية:

- الثقة عنصر مهم جدا هنا، لأن الحصول على إطلالة موفقة 100% بالنسبة للمرأة ذات المقاييس العادية، أمر صعب جدا. من المؤكد أن المرأة القصيرة لم تشعر في الستينات بأن هذه الموضة موجهة إليها، ولم تعانقها سوى من لم تهتم بالموضة أساسا، وكان الظهور بشكل جميل وأنيق آخر همها. في حالة الممثلة والمصممة ماري كايت أولسون، فهي أكثر من أتقن هذه الموضة رغم حجمها الصغير. والسبب حسب الخبراء أنها تعرف كيف تلعب على الأحجام المختلفة لخلق خدع بصرية تصب في صالحها. فالفساتين التي تظهر بها تكون دائما على المقاس بشكل جيد ومحددة عند الخصر نوعا ما، بينما تختار حقائب كبيرة وإكسسوارات لافتة.

- إلى جانب أهمية الأقمشة، التي يجب أن تكون بنوعية جيدة، يجب الابتعاد عن النقوشات الكبيرة والاستعاضة عنها بأشكال صغيرة بالنسبة للمرأة الناعمة والصغيرة.

- يجب إعطاء الإيحاء باللامبالاة، وذلك بتنسيق الإكسسوارات والألوان بشكل لا يجعل الناظر يكتشف مدى الجهد الذي قمت به. الأمر ينطبق أيضا على الشعر والماكياج.

- صندل من دون كعب هو الأنسب، لكن إذا كنت تحتاجين إلى بعض الطول فصندل بكعب الـ«ويدج» مقبول.

- المظهر الهيبي بالنسبة للبعض يعني فستان «ماكسي» وهذا صحيح إلى حد ما، لكنه أيضا يشمل بنطلون الجينز والقفاطين، والتنورة الطويلة مع «تي - شيرت» وجاكت مفصل وقصير. فالمهم هو طريقة تنسيقها مع الإكسسوارات والماكياج.

- الإكسسوارات مهمة لنجاح هذه الإطلالة، استوحيها من الستينات والسبعينات، لكن فقط من حيث الألوان والأشكال، لأن الخامات تغيرت كثيرا، وبالتالي لست مطالبة للبحث في محلات الـ«فينتاج» عن القديمة.

- اختاري سوارا أو قلادة بإيحاءات اثنية، أو تصرخ بألوان الأدغال والحيوانات، أو وشاحا طويلا من القطن بألوان الصيف تلفينه حول عنقك ليحميه من أشعة الشمس. موضة الأساور حاليا أن تكون بتصميم عريض وبرص عدد منها فوق بعض بألوان مختلفة.

- الشعر الطويل والمتماوج أول ما يتبادر إلى الذهن، لكن إذا كان شعرك قصيرا، فيمكنك شده إلى الوراء وترك الغرة منسابة إلى الأمام وتزيينها بطوق ناعم. إذا ارتفعت درجات الحرارة وشعرت أن الرطوبة قد تؤثر عليه وعلى تماوجه، يمكنك رفعه إلى أعلى على شكل «شينيون». أما إذا كان شعرك غير مرتب فليس هناك أسهل من قبعة أو إيشارب تلفينه بأي شكل تريدين للتمويه والتميز في الوقت ذاته.

- بالنسبة للحقائب، كانت تلك المزينة بشراشيب متدلية تستقي خطوطها وإيحاءاتها من الهنود الحمر هي المطلوبة، لكن هذا الموسم، فإن الحجم الصغير الذي يتدلى أيضا على الأكتاف هو المفضل، علما أنها حقائب يمكن أن تتماشى مع المظهر الكلاسيكي أيضا مما يجعلها أكثر استعمالا.

- معظم الفساتين الـ«ماكسي» المطروحة حاليا من دون أكتاف، مما يجعل الحاجة إلى جاكت أو كنزة مفتوحة أمرا ضروريا بالنسبة للبعض في النهار، إما بسبب الطقس أو المجتمع. في هذه الحالة يفضل اختيار جاكت قصير من الجينز أو الكتان أو الجلد، وفي المساء يمكن استبداله بوشاح «باشمينا» خصوصا إذا كنت متوجهة إلى دعوة عشاء.