لقاء الجواهر بالـ«هوت كوتير»

ورود مرصعة جمعت نعومة الأقمشة وفخامة الأزياء الراقية

TT

«ديور» أشهر من نار على علم.. فهي ليست دار أزياء عادية؛ بل مؤسسة تفخر بها فرنسا لما تمثله من أناقة وتاريخ يجمع بين التصاميم الثورية والتطور الذي يواكب إيقاع العصر دائما. أما فكتوار دي كاستيلان، لمن لم يسمع بهذا الاسم بعد، فهي القوة المحركة لقسم المجوهرات الراقية في دار «ديور» ومنذ أكثر من 13 سنة.. هي أيضا المصممة التي روجت للأحجام الكبيرة والورود والمتفتحة والحيوانات النائمة بين ثنايا الأساطير والرومانسية. فكل موسم تفاجئ العالم بمجموعة جديدة تنسي ما قبلها، وكلما زادت فنيتها وفانتازيتها، نفدت من السوق وتلقفتها أيادي هواة اقتناء المتميز والفريد بغض النظر عن أسعارها الصاروخية. فالشرائح التي تقبل على تصاميمها لها عين ثاقبة لا تقل فنية عن هواة اقتناء اللوحات في المزادات العالمية. ومع كل هذا، يبقى أجمل ما سوقته لنا هذه الفرنسية الأرستقراطية المتمردة على المتعارف عليه والجامحة الخيال، إلى جانب الأحجام الكبيرة، أنها جعلت هذه القطع بوظائف متنوعة مع إمكانية الاستمتاع بها في كل الأوقات وليس فقط المناسبات المهمة. فالعقد يمكن أن يفكك ليستعمل جزء منه كدبوس أو بروش أو كأقراط وهكذا. المهم أنها في كل مجموعة تحرص أن تحكي قصة أو تأخذك في مغامرة إلى عوالم تشبه عالم «أليس في أرض العجائب» بكل ما فيها من غرابة وشقاوة وجمال. بيد أنها، وعلى الرغم من كل هذا الجموح، فإنها لا تنسى انتماءها إلى مؤسسة فرنسية عريقة؛ ألا وهي دار «ديور»، فهي وفية لمبادئها وثقافتها في إعطاء المرأة كل ما هو متميز. في تشكيلتها الأخيرة التي تم عرضها في حدائق متحف «لو رودان»، كان المشهد سرياليا، إن صح القول؛ فقد اختلطت الورود المصنوعة من الأحجار الكريمة وشبه كريمة بالورود الطبيعية المتناثرة في كل الجوانب، لتصيب الحضور بحيرة: أيهما أجمل؟ وربما تكون المرة الوحيدة التي لم تكن فيها المقارنة لصالح الطبيعة. اثنتا عشرة قطعة فقط، لكنها كانت تغني عن أي كلام أو شرح، لأن عنوان المجموعة كان يكفي: «حفلة الورد الراقصة» Le Bal des Roses. تيمة الورد ليست هي الجديدة هنا، فدار «ديور» مهووسة بالورود، التي تستوحيها في معظم الأحيان، إن لم نقل كلها، من حديقة بيت المؤسس كريستيان ديور بغرانفيل. فالورود دائما حاضرة في عروض الأزياء أو تفوح من العطور، لكنها بترجمة فكتوار دي كاستيلان، وفي المجوهرات تأتي فائحة برائحة مختلفة. رائحة الترف والفنية التي لا يمكن أن تولد وتنمو وتتبلور إلا على يدها، خصوصا أنها برهنت عبر السنوات أنها أكثر من يتقن مزج الأحجار وصياغتها بشكل يجعل خاتما أو قلادة أو سوارا ينتفخ ويتلوى ويتحرك وكأنه يتنفس. حركة لم تضاهيها هذه المرة سوى جرأة المصممة في التعامل مع الأحجار الكريمة وكأنها أقمشة، لم ترَ أي غضاضة في استعمالها بسخاء يفوق الخيال، أو تطويعها بالشكل الذي تريد وليس الشكل الذي جاءت عليه، مهما كان جمالها. فقد كان على كل المواد أن تنحني أمام الصورة التي رسمتها لها فكتوار في خيالها.

تشرح المصممة أن كل وردة من الورود الـ12 تتأهب لحضور حفلة راقصة، وبالتالي، فإن لكل منها شخصية وأسلوبا وروحا، وكأنها امرأة في عز الشباب تلبس فستانا فخما من تصميم السيد ديور نفسه، وتمني نفسها بحضور حفلة لا مثيل لها. هذه كانت نقطة اللقاء بين الورد وفساتين الـ«هوت كوتير» وكأنها تريد أن تؤكد ذلك التلاحم الواضح الآن في دار «ديور» في كل أقسام منتجاتها المترفة، سواء كانت مجوهرات أو ساعات أو أزياء.