هنا لندن.. هنا تولد الصرعات والاتجاهات

TT

للأمانة فإن لندن لا تفرخ المصممين المبدعين فحسب، فهنا أيضا تولد التقليعات والكثير من الاتجاهات، ولم يخرج هذا الموسم عن العادة، حتى وإن لم يقدم جديدا بمعنى «ثوري»، كما كان عليه الأمر في العقود السابقة، عندما ولدت موضة البانكس مع فيفيان ويستوود، والفستان القصير جدا مع ماري كوانت وغيرها من الاتجاهات التي أثرت على أذواقنا. الاتجاهات التي شدت الانتباه كثيرة منها طول «الميدي» والبليسيهات، والتركيز على الظهر، بالإضافة إلى التالي:

نقوشات وورود

* حضرت في عدة عروض، من جوناثان سوندرز إلى بيتر بيلوتو، نيكول فارحي، كريستوفر كاين، ماريا كاترانزو، مرورا بـ«بيربيري» التي اتجهت هذه المرة إلى أفريقيا وأخذت من نقوشاتها وألوانها الشيء الكثير. وبينما اختار قلة منهم الأشكال الهندسية اختار معظمهم حدائق غناء ومتفتحة بالورود لتصاميمهم. ورغم أنها ليست موضة جديدة حيث ظهرت في مواسم سابقة، فإنها هذه المرة انتقلت إلى مرحلة جديدة من الرقي والجمال. فأزهار الخشخاش والأقحوان والقرنفل تفتحت فيها وهي تصرخ بألوان الأصفر والأزرق والأخضر والأحمر، لكن في قطع ناعمة تبتعد عن رومانسية الستينات. في عرض ماريا كاترانزو، مثلا، اكتسبت حيوية غير مسبوقة إلى حد أن كل رسمة تبدو فيها وكأنها ستقفز من القماش إلى الخارج. وفي عرض إيريدم كانت ناعمة لعب فيها على الأحجام ليخلق خدعا بصرية جذابة، كذلك الأمر بالنسبة لكريستوفر كاين، الذي عمد إلى تغطيتها بستار خفيف جدا من التول أو ما يشبه البلاستيك. ولم تقتصر على الفساتين، بل انتقلت إلى البنطلونات المستقيمة والقمصان والتنورات بكل أشكالها وأطوالها. إلى جانب نقوشات الورود كانت هناك أيضا أخرى جسدت طيورا أو أسماكا.

الألوان المعدنية

* كانت حاضرة بقوة في العديد من العروض، نذكر منها عرضي كريستوفر كاين، وجايلز ديكون. الأول قدمها من خلال فساتين أو تنورات مغلفة أحيانا بالأورغنزا أو التول أو مطرزة بالورود، والثاني من دون أن يعتذر عن بريقها الماسي الصادم، الذي قد يروق لمغنية روك آند رول أو باحثة عن لفت الانتباه، لكن في حال تم التخفيف منها باختيار قطعة واحدة يمكن أن تناسب كل أنيقة بغض النظر عن المناسبة والأسلوب.

نقوشات الديجيتال

*هذا الموسم أكدت لندن أنها عاصمة النقوشات والتكنولوجيا بلا منازع، حيث برهن مصمموها على براعة لا مثيل لها فيما يخص الرسم على الأقمشة والتقطيع باللايزر بالكمبيوتر، بدءا من كريستوفر كاين، الذي قدم تشكيلة مفصلة وجادة لكن بطريقة «سبور»، إلى الثنائي بيتر بيلوتو وكريستوف دي فوز، وراء ماركة «بيتر بيلوتو»، اللذين غرفا من طبيعة إندونيسيا وجسداها في تصاميم تكاد تتماوج بألوانها وأشكالها مع كل حركة. كان الجو العام في عرضهما احتفالية بالطبيعة بكل تفاصيلها، حيث غطت أوراق الشجر وألوان البحر والشمس كل تصميم، بل حتى الأحذية التي صممها لهما نيكولاس كيركوود حفلت بنفس الصور. إيرديم موراغليوغلو، المعروف بميله إلى نقشات الورد والعصافير، استعمل بدوره الكمبيوتر لخلق أشكال أكثر نعومة تخاطب امرأة الألفية.

الفساتين المتنوعة

* لم يتخلف أي مصمم عن استعراض عضلاته فيها، حتى بول سميث الذي قدم مجموعة مفصلة تستوحي خطوطها من الأزياء الرجالية، لم ينس المرأة التي تعودت على هذه القطعة واقترح مجموعة من الفساتين المريحة والمنسابة بلا مبالاة لتتجاهل الخصر أحيانا. أما المصمم ماريوش شواب، فقام بالعكس، إذ ركز على الخصر، واعتمد كليا على فساتين تستحضر أناقة هوليوود في الخمسينات والستينات بنعومتها ورقيها. رغم تشابه تصاميمها، فإنها كانت تجسيدا للتفصيل الأنثوي والحرفية التي أصبح يتميز بها المصمم الشاب، ويبدو أنه صب فيها كل جهده، خصوصا أن عقده مع دار «هالستون» انتهى مؤخرا. أنطونيو بيراردي أيضا قدم مجموعة فساتين تخاطب النجمات، بعضها بدون أكتاف والبعض الآخر مطرز بالترتر والخرز. أما إيرديم فاقترحه مفصلا على الجسم بتطريزات تحمل بصمته من دون أن ينسى الدانتيل، مما يشير إلى أن هذا القماش سيظل معنا أيضا في الموسم المقبل.

التلاعب بين الذكورة والأنوثة

* استحواذ المرأة على أزياء رجالية ليس جديدا، وظهر منذ عشرينات القرن الماضي، إلا أن الراحل إيف سان لوران، وعندما قدم للمرأة التوكسيدو، حقق ثورة لا يزال العديد من المصممين يرقصون على نغماتها. المصمم أنطونيو بيراردي قدم مجموعة لا بد أن العديد من المشترين قدموا طلبات للحصول عليها مباشرة. أما المصمم بول سميث، فأعطى درسا في طريقة تأنيث التايور والتوكسيدو في الوقت الحالي، خصوصا أن التفصيل الرجالي هو مكمن قوته منذ البداية. لم تكن هناك قطعة لم تثر الحلم والرغبة فيها، سواء كانت قميصا من الحرير أو القطن أو بنطلونا مفصلا بشكل مستقيم أو واسع، أو جاكيت «توكسيدو».«من أنطونيو بيراردي».