مسألة توقيت

بين «غوتشي» و«مارك جايكوبس».. كاد البريق يتبخر

TT

حتى بعد مرور أسبوع تقريبا على اختتام أسبوعها، لا تزال لندن غاضبة من فريدا جيانيني، مصممة دار «غوتشي». السبب طلبها من عارضات، كان من المفترض أن يشاركن في أسبوع لندن، السفر إلى ميلانو لكي تختار من سيناسبها منهن.

المصممون اللندنيون شعروا بالغبن والدهشة من تصرف جيانيني، التي طلبت من العارضات الحضور أيام السبت والأحد والاثنين وهي تعرف أن الأمر سيضعهم في مأزق، عدا أنه سيحرج الوكالات التي يتعاملون معها. وبالفعل وصل الغضب ببعض الوكالات إلى حد التهديد بمقاطعة أسبوع لندن، فيما لم يتدخل أحد لحل المشكلة وإيقاف كل من نيويورك وميلانو عند حدهما لمنع حدوث أمور من هذا القبيل تسبب للمصممين الكثير من البلبلة. كارول وايت، صاحبة وكالة «بروميير موديل ماناجمنت»، علقت بأنها تشعر بالإهانة لتصرف فريدا، كونها تتعامل مع أسبوع لندن كما لو أنه غير مهم. وأضافت «أين هي روح الزمالة أو الصداقة؟».

غني عن القول إن العديد من العروض اللندنية تأثرت يوم الاثنين تحديدا، مثل «تود لين»، «إيرديم»، «أكواسكوتم»، «لويز غراي»، وغيرها. وقال مصدر يعمل مع «تود لين» إن الأمر كان بمثابة كابوس، لأنهم خسروا 10 فتيات من بين 19 كن مقررات للمشاركة. وما زاد الطين بلة أنهم تفاجأوا بالأمر، عندما اتصلوا بوكالاتهن بالصدفة، وكان الرد أنهن غير موجودات نظرا لاضطرارهن للسفر إلى ميلانو.

وبينما تلقي العديد من الجهات اللوم على «غوتشي» وعدم احترامها لروح الزمالة، فإن البعض يرى أن الجهة المنظمة لأسبوع لندن يجب أن تتخذ موقفا حاسما تجاه باقي عواصم الموضة، التي لا تقدرها بالشكل المطلوب. فالمنظمون للأسبوع لم يقفوا في وجه نيويورك عندما حشرته منذ بضعة مواسم بينها وبين ميلانو، مما قلصه من سبعة أيام إلى خمسة أيام فقط. وكأن الأمر لا يكفي، فإنهما لا تزالان تتعاملان مع أريحيته بروح غير رياضية، ولا تحسب له أي حساب. أكبر دليل على هذا أن مارك جايكوبس قدم عرضه في أسبوع نيويورك في وقت متأخر من اليوم الأخير منه، وهو يوم الخميس، وهو يعرف أن الأسبوع اللندني سينطلق يوم الجمعة صباحا. حجته أن فريق عمله تأخر في تنفيذ عمله بسبب عاصفة «ايرين». ولا داعي للقول إن تأجيل عرضه دفع العديد من الشخصيات المهمة ووسائل الإعلام لتأجيل سفرهم إلى لندن، مما فوت على مصممي لندن فرصا دعائية وتسويقية مهمة في أيامه الأولى. والآن تحاول «غوتشي» أن تزعزع قوته بسحب عارضاته في وقت غير مناسب مستغلة إمكانياتها المادية، وما تتمتع به من شهرة عالمية تجعل أي عارضة لا تقاوم سحر المشاركة في عرضها، وربما الفوز بعقد معها في يوم من الأيام. إمكانيات لندن، في المقابل، ورغم ما أصبحت تتلقاه من دعم من الحكومة ومن رجال أعمال لا ترقى إلى مستوى نيويورك أو ميلانو أو باريس بعد. ففي الوقت الذي تعمل فيه العارضات في عرضين أو ثلاثة في اليوم، فإنهن في لندن يعملن أكثر، وبأسعار أقل، لأن هناك نحو 11 مصمما يعرض في اليوم ويتنافس على نفس العارضات، مما يسبب الكثير من التأخير. الخوف الآن أن المتميزات منهن لن يحضرن إلى لندن، مما قد يستدعي هجرة بعض المصممين المهمين إلى العواصم العالمية الأخرى للحصول على حضور أهم وتغطية أكبر.

كارولين راش، الرئيسة التنفيذية للأسبوع، اعترفت بأن مشكلة العارضات في لندن أزلية وليست وليدة اليوم. وتشرح أن «العديد من المصممين الصغار لا يتمتعون بالإمكانيات الكافية لمنافسة بيوت أزياء عالمية. في العام الماضي، استثمرنا الكثير من الوقت لتطوير العلاقة بيننا وبين وكالات عارضات الأزياء لكي توفر لنا عارضات عالميات معروفات، وهو ما حصل في الكثير من العروض هذا العام».

وتبقى المشكلة بالنسبة للندن، رغم أنها تجاوزتها إلى حد ما، هي توقيتها المحشور بين عاصمتين كبيرتين، مما يدفع ببعض العارضات المهمات لتجاوزها والسفر مباشرة إلى ميلانو. المصممة اليس تامبرلي علقت على الموضوع بقولها إن «لندن أفضل من نيويورك في الوقت الحالي، فهي أكثر إبداعا وابتكارا بالمقارنة، إذ يغلب على نيويورك الطابع التجاري أكثر. ومع ذلك فإن أسبوعها يحتاج إلى أيام إضافية لكي تكتمل».

أما «غوتشي» فردت على الاتهامات الموجهة إليها بإلقاء اللوم على نيويورك، مؤكدة أنها هي أصل المشكلة عندما مددت أسبوعها إلى ثمانية أيام، وهذه السنة بتأجيل عرض مارك جايكوبس وبرمجته في آخر اليوم، مما وضع العارضات في مأزق جعل بعضهن لا يرى حلا سوى تجاوزها والتوجه إلى ميلانو مباشرة. الخوف الآن أنه إذا لم تتدخل الجهة المشرفة على تنظيم الأسبوع، فإن كل ما حققته من نجاحات في المواسم الماضية يمكن أن يتبخر بسبب التوقيت على الرغم من أن لندن تبقى ولادة، والأفضل في تفريخ المواهب الصاعدة.