تغيرت الألوان وخفت التطريزات وبقي الأساس

أسبوع فساتين وإكسسوارات الزفاف الهندي تتألق فيه النجوم والعرائس

TT

في الماضي كانت العروس في الهند ترتدي فستانا تقليديا أحمر اللون من المفترض أن يكون مطرزا بسخاء، لكن شتان بين الماضي والحاضر. فقد أصبح بإمكانها أن ترتدي ما يحلو لها من ألوان، مثل الأخضر البحري والفيروزي والوردي الباهت والوردي الغامق والبرتقالي والأرجواني الغامق المطعم بكثير من الذهب المؤكسد والأحمر المائل إلى الأرجواني. على الأقل هذه هي الألوان التي حضرت بقوة في أسبوع الزفاف الهندي الذي اختتم مؤخرا.

وكانت الدورة الثانية من أسبوع الزفاف الهندي في مدينة أمبي فالي الهندية لعام 2011 تتطلع لأن تكون حدثا مهما في صناعة الموضة الهندية، وخاصة مع اقتراب موسم الزفاف الهندي المرتقب هذا الشتاء.

وبغض النظر عن مدى التأثر بالثقافة الغربية، فإن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بالزفاف، إذ إن كل هندي يحلم بأن يكون حفل زفافه هنديا خالصا مليئا بالألوان والاحتفالات الكبيرة والديكورات الرائعة بكل ما فيها من مبالغات. وتعد ملابس الزفاف الهندية واحدة من أكثر الملابس التي تعتمد على الألوان المبهجة، ويكون الاهتمام فيها بالتفاصيل أكبر مقارنة بباقي أنحاء العالم. ومن الجدير بالذكر أن التقليدية منها كانت دائما بالأحمر لأنه اللون الذي يعبر عن الفرح والعاطفة الجياشة، ولكن مع تغيير الموضة وتأثير أزياء بوليوود، لوحظ توجه جديد يبحث خيارات جديدة ومختلفة إلى حد ما.

موجة التغيير لم تلمس خطوط الموضة فحسب، بل أيضا بعض التقاليد القديمة، وإن كانت في أزياء الزفاف تبدو أوضح، حيث تجاوزت مجرد التنورة والبلوزة الهندية التقليدية التي يطلق عليها الهنود اسم «ليهانجا كولي» والساري المطرز بكثافة إلى تصاميم جديدة وأكثر ابتكارا من دون أن تتخطى الكثير من الحدود التي تفرضها عليها التقاليد.

المصمم الهندي الشهير فيكرام فادنيز، مثلا، مزج اللمسات التراثية مع التأثيرات الحضرية على تشكيلته هذا الموسم. ومن خلال إضفاء قدر قليل من الزخارف التقليدية الفنية نجح في التوصل إلى معادلة ناجحة بين القديم والجديد، حيث قدم تنورات هندية تصل إلى الكاحل وبلوزات مخملية، جد متناسقة، تتراقص فيها الأقمشة الفاخرة مع الألوان الزاهية مثل الأرجواني والأصفر والفوشيا. وكانت فساتين الزفاف التي قدمها فضفاضة بطيات متعددة، كما تحتوي على أحجار الكريستال لتضفي عليها المزيد من الفخامة. ومحلقا بخياله بعيدا عن الأشياء التقليدية، استعان فيكرام بنجم بوليوود نيل نيتين موكيش للترويج لتصميماته لفساتين الزفاف الرجالية، إذ ظهر نيل وهو يرتدي «شرواني» بلون بني وأسود (معطف يصل إلى الركبة وهو من التصميمات المشهورة في شبه القارة الهندية) حظي بإعجاب الحاضرين.

من جهتها، قامت شركة «أنجالي آند أرجون كابور» لتصميم الملابس النسائية بتقديم مجموعة بعنوان «كوتور فانتوم»، استوحيت من العصر الفيكتوري وإمبراطورية المغول، وقدم مصممو الدار فيها مزيجا من الأناقة والسحر والبريق والألوان الرائعة. وكعادة الكثير من عروض الأزياء الهندية حاليا، التي أصبح فيها النجوم وجوها مألوفة ليس كضيوف فحسب، بل أيضا كعارضين وعارضات، استعانت الدار في آخر العرض بنجمة بوليوود ماليكا شيرويت التي ارتدت واحدة من أجمل التصميمات.

وقدم المصمم الشهير روكي إس إبداعات لا تقل أناقة شملت مجموعة من الفساتين المصنوعة يدويا و«ليهانجا كولي» والقرطق و«جوري دار» (بنطلون ضيق) بالنسبة للعروس، أما بالنسبة للعريس، فقدم روكي إس مجموعة تجمع بين الثقافة الهندية والغربية على حد سواء. وخلال هذا العرض تلألأت الممثلة الهندية الشهيرة أميشا باتيل التي ارتدت «ليهانجا» مثيرا من الحرير ذي أطراف واسعة مرصعة بالذهب ومتصل به «كولي» يتكون من مترين ونصف المتر من القماش الهندي التقليدي.

وفي كل مرة كانت الألوان تتباين بين الأبيض والأسود والألوان الفاتحة والأقمشة بين حرير جورجيت والساتان وأخرى مطرزة، مثل تشكيلة المصمم روكي سينغ، الذي استعمل الكثير من الكريستال والترتر والكثير من أنواع التطريز، وهو ما أعطى تشكيلته نوعا من الفخامة، في حين أضفت التفاصيل الدقيقة والطيات الناعمة مسحة من الرومانسية عليها.

ولا يمكن الحديث عن مهرجان مهم مثل هذا من دون الإشارة إلى أزياء المصمم الشهير تارون تاهيلياني. ضمت تشكيلته أفضل أنواع المنسوجات والمجوهرات والتقنيات الحرفية، تجلت في تصميمات للساري الهندي والعباءات الشفافة والـ«ليهانجا» وكذلك العباءات الطويلة والمطرزة. وبعد ذلك، تم عرض الساري المطرز بلون الصوف الطبيعي، والساري يحتوي على تنورة قرنفلية اللون. وكانت الأثواب البيضاء مقرونة بظلال اللون الوردي والبنفسجي لـ«قرطق» مرصع بالكامل يصل إلى الركبة ووشاح مربوط ومغطى بالفضة والكريستال.

وبصرف النظر عن الأزياء التقليدية، شد الانتباه فستان أرجواني اللون من الساتان و«ليهانجا» أحمر اللون ومزخرف وصدرية رائعة ومنمقة من الفضة تحتوي على زر واحد تم ارتداؤها فوق الساري.

أما فيما يتعلق بالأزياء الرجالية التي قدمها تارون تاهيلياني فكانت تضم «شرواني» مطرزا بكثافة وسترات وشالات. وقال فيغاي سينغ: «إن هذه العروض هي التي تضع ملابس الزفاف في مكانها الطبيعي. إن مشاركة كبار المصممين تعد بمثابة شهادة على حقيقة أن قطاع ملابس الزفاف يسهم بشكل كبير في صناعة الأزياء الهندية التي تنمو بوتيرة هائلة».

وتوافقه مصممة الأزياء مانديرا ويرك، الرأي بقولها إن ملابس الزفاف اليوم تبدو أكثر أناقة، إلى جانب أنها في المتناول. وأضافت وهي تبتسم: «لا تحب الكثير من العرائس أن تعاني في يوم زفافها بارتداء ملابس غير مناسبة أو ضيقة. يجب أن تكون العروس قادرة على التمتع بيوم زفافها، خصوصا أنه بات يتحتم عليها الوقوف في مكان واحد لاستقبال الضيوف، لمدة لساعات متواصلة. تخيل لو قامت العروس بذلك وهي ترتدي فستانا ضيقا لا يصلح إلا لفتاة يبلغ وزنها 30 كيلو؟».

وتقول مصممة الأزياء بالافي جايكيشان، إنه على الرغم من أن العرائس أصبحن أكثر معرفة وخبرة ويطمحن إلى تصاميم أكثر عصرية تخاطبهن، فإنه لا يزال هناك سوق ضخمة لمحبي الأزياء الكلاسيكية. لهذا يتم تطويرها بإضافة أشياء جديدة لكن بجرعات خفيفة تراعي أذواق هؤلاء ولا تزعزع ما تعودوا عليه. وتقول بالافي: «دائما ما تكون الأشياء الكلاسيكية جزءا من عالم الأزياء ولا يمكن أن تخرج منه. في الواقع، إنها تبدو أكثر جمالا في كل مرة».

ويتفق كل من مانديرا وفايرافي على أن الاستخدام الصحيح للأزياء والإكسسوارات يمكن العروس من التحرك بسهولة لدرجة أنه يمكنها الجري لمسافة كبيرة وهي ترتدي ملابس الزفاف. وليس أدل على هذا من عرض المصممة نيتا لولا، التي تشتهر بتصميم ملابس كبار الشخصيات في بوليوود مثل إيشواريا راي، الذي ضم مجموعة رائعة من الألوان والتصميمات التي تعكس البهجة والسعادة وتحتوي على جميع العناصر التي تتمناها العروس في ليلة زفافها.