فشل زواج ديمي مور يعيد جدلية فارق العمر بين الأزواج إلى الواجهة

علاقة تضع المرأة تحت ضغوط نفسية واجتماعية كثيرة

TT

انتهت قصة الحب التي جمعت بين نجمي هوليوود ديمي مور وأشتون كوتشر، والتي استمرت طوال ست سنوات. فقد أعلنا نيتهما الطلاق مؤخرا، الأمر الذي كان يتوقعه الكثيرون منذ انتشار أخبار خيانة كوتشر لمور مع فتاة تصغرها سنا. بين ليلة وضحاها تحول الخبر إلى مادة دسمة لتحليل العلاقات التي تخرج عن المألوف والمتعارف عليه، بسبب فارق السن الكبير بينهما. وهو نفس الفارق الذي وضع علاقتهما تحت المجهر منذ ارتباطهما ببعض، كما وضع ديمي مور تحت ضغط نفسي كبير لكي تظهر دائما بشكل شاب وجذاب، حتى تفند الآراء وتبرهن أن علاقتهما ناجحة وقوية. الفرق بينهما ليس سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة، بل ستة عشر عاما، مما كان يجعل الصور العائلية التي كانت تجمعهما مع أولاد مور من زوجها السابق النجم بروس ويلز، تبدو غريبة، وغير رحيمة بها رغم جمالها ورشاقتها. فقد كان يبدو كوتشر فيها وكأنه أحد أبنائها وليس زوجها.

المهم أن هذا النوع من الزيجات أعاد للأذهان المشاكل التي تحيط به ولا تساعد على نجاحه. فهو إن كان غير مألوف في الدول الشرقية فهو أيضا غير شائع في الدول الغربية، وإن كانت نسبة تقبله أكثر. فهو قد يقابل بالإعجاب لشجاعة المرأة أن تتحدى المتعارف عليه وتكسر التابوهات، كما قد يقابل بالنقد على أساس أنها متصابية ولا تريد أن تعترف بأن للعمر أحكاما، وأن علاقات من هذا النوع تبوء غالبا بالفشل، على عكس ارتباط الفتيات برجال يكبرهن بالسن. اجتماعيا، على الأقل، يبدو الأمر مقبولا للاعتقاد السائد بأن الفتيات ينضجن في سن مبكرة مقارنة بالرجل وبذلك يحدث توافق بينهما، إلى جانب البعد المادي. فعندما يكون الرجل كبيرا في السن يفترض أن تكون إمكانياته المادية أيضا كبيرة. في مجتمعاتنا الشرقية، بدأت الفجوة تضيق في المجتمعات الميسورة، مع انتشار حالات يرتبط فيها زميلان بالجامعة وتكون الفتاة هي الأكبر بأعوام قليلة، ولكن بالنسبة للزيجات التي تكون فيها أكبر بفارق كبير فلا تزال تلاقي هجوما شرسا وينظر لها المجتمع كحالات شاذة.

تقول الدكتورة إنشاد عمران، أستاذة علم الاجتماع العائلي بجامعة حلوان، إن نموذج زواج المرأة من رجل يصغرها في السن يعتبر من الحالات الشاذة في المجتمع، وفي حديثها لـ«الشرق الأوسط» أوضحت أنه غالبا ما يكون هذا النوع من الزيجات بهدف المصلحة، مما يضع المرأة في وضع لا تحسد عليه، لأن الضغوط الاجتماعية والنفسية تثقلها، وليس أدل على ذلك من حالة ديمي مور، التي قامت بإجراء عدة عمليات تجميل لتحارب الزمن وعلاماته، وليس ببعيد أنها تقوم بمجهود أكبر للحفاظ على اهتمام زوجها.

وفي هذا السياق تعلل عمران: «بالنسبة لاستخدام التقنيات الحديثة في فن التجميل لاكتساب الشباب لكي تبقى المرأة دائما يافعة وشابة في عيون زوجها، فهي أساليب مؤقتة لأن التغيرات الفسيولوجية الناتجة عن التقدم في السن لا يمكن تجنبها مهما تقدمت التقنيات الحديثة». من جهته، لا ينكر الدكتور أنور الأتربي أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة عين شمس أن «العديد من الفتيات يشعرن بالإعجاب تجاه رجال يكبروهن سنا، في مرحلة من مراحل حياتهن، ويكون السبب عادة الحرمان من الأب في سن صغيرة مما يمثل مشاكل متعلقة بالحاجة العاطفية. وهذا يكون شائعا جدا عند الفتيات، ويحدث لدى الفتيان أيضا عندما يكون لديهم احتياج لحنان الأم». ويضيف أن العالم النفسي سيغموند فرويد، تناول هذه الحالات النفسية وحللها في عدة نظريات أشهرها عقدة إلكترا. وفيها تعاني الفتيات من عقدة التعلق الشديد بالأب والمقابل لهذه الحالة هي عقدة أوديب حيث يميل الطفل إلى الاستئثار بأمه. وأوضح فرويد أن خسارة أحد الأبوين في سن صغيرة قد يؤثر على مراحل نمو الطفل فيحتاج في مرحلة ما أن يعوض فقدانه.

وفي هذا الشأن يقول الدكتور أنور الأتربي «إن الحياة العاطفية عند الفتيات تبدأ في سن مبكرة جدا من سن التاسعة، تبدأ بالحلم بالزواج، وبذلك تكون في كامل النضج في سن الثامنة عشرة، بينما ينضج الذكور في سن الخامسة والعشرين. لكن في دول الشرق الأوسط، يفتقد الرجال في سن الخامسة والعشرين الكثير من الخبرة، وهذا ما يجعل الفتاة تتجه للزواج من رجل يكبرها في السن ليكون هناك توافق». ويعلق الأتربي: «إن الرجال غالبا ما يمرون بفترة ثانية من المراهقة في سن الخمسين وذلك لتأخر الوعي العاطفي لديهم في سن صغيرة على عكس الإناث، ولكن غير المألوف أن بعض السيدات عندما يقتربن من سن اليأس يردن أن يدخلن في علاقات مع رجال يصغروهن سنا. فالأمر هنا يعتبر نشازا وخروجا عن القاعدة».