الربيع العربي يفتح شهية النساء للسعي نحو جمال أكثر

جراح التجميل إبراهيم كامل : إقبال المصريات على تجميل الوجه ازداد بنسبة 60% بعد الثورة

الدكتور إبراهيم كامل يجري إحدى عمليات التجميل
TT

امتدت عدوى الثورة المصرية إلى عالم الجمال النسوي، ففي مفاجأة غير متوقعة لكنها ستكون سعيدة للرجال، كشف جراح التجميل الشهير الدكتور إبراهيم كامل، ورئيس مركز دار الجمال العالمية في مصر عن أن إقبال المصريات على عمليات التجميل بعد ثورة 25 يناير زاد بنسبة قاربت 60 في المائة مقارنة بعام 2010.

وحول هذا المفاجأة يقول كامل في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هي فعلا مفاجأة سارة أن نجد المصريات أصبحن أكثر قدرة على البحث عن السعادة والجمال بعد الثورة». ويوضح أن المركز أجرى إحصائية متخصصة عن ميول وأعداد المصريات ما بعد الثورة في مجال التجميل، وأظهرت النتائج أن نسبة إقبالهن عليها زادت بنسبة 60 في المائة في العام الحالي خلال أشهر يونيو (حزيران)، يوليو (تموز)، أغسطس(آب) مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي.

ويضيف قائلا: «كما تشير باقي أرقام الإحصائية إلى أن نسبة الإقبال على هذه العمليات، في الفترة من 25 يناير (كانون الثاني) إلى 1 فبراير (شباط) تحديدا (بعد 5 أيام على قيام الثورة) من عام 2011 زادت بنسبة 15 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2010.. بينما زادت في أشهر مارس (آذار)، أبريل (نيسان)، مايو (أيار) بنسبة 25 في المائة مقارنة بعام 2010، بينما جاءت الزيادة في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) بنسبة 5 في المائة، أما نوفمبر (تشرين الثاني) فجاءت بنسبة 10 في المائة».

ويتابع قائلا: «هذه الزيادة المطردة لم تكن عشوائية، فالسيدات والفتيات اللاتي شملتهن الإحصائية وتراوحت أعمارهن بين (24 - 65 عاما) أشرن إلى أن هذا الإقبال له علاقة وثيقة بربيع الثورات العربية بشكل عام، والثورة المصرية بشكل خاص، وقلن لي شخصيا إن الثورة أثرت في حالتهن النفسية وتركيبتهن المزاجية من منظور إيجابي للغاية. فالثورة جعلتهن ينظرن للحياة بشكل جديد ومتفائل وهو ما انعكس عليهن شخصيا.. فأردن أن يظهرن هن الأخريات جديدات، مزهرات وأكثر جمالا مثلما جاءت الثورة لتغير وجه مصر للأفضل».

وحول ما لمسه في حديثهن يقول: «سيدات مصر أصبحن يتحدثن بكل سلاسة اليوم عن مبادئ التغيير السياسي التي تطمح إليها مصر ومستقبلها ما بعد الثورة، وربطن بين هذا التغيير وبين أنفسهن. فالتي كانت تعاني من إحباط ما قبل الثورة أصبحت بعد الثورة أكثر حبا للحياة».

ويضيف كامل بابتسامة: «نعم الإحصائية تتحدث عن المصريات، لكن تجدر الإشارة كذلك إلى وجود زيادة مطردة أيضا في نسبة إقبال العربيات والخليجيات على ذات العمليات ما بعد الثورة وتحديدا من بلدان الربيع العربي (تونس، ليبيا) أثناء زيارتهن لمصر».

ويلفت إلى أن سعي المصريات إلى الجمال ما بعد الثورة، عاقل، فرغم أنها تحب الجمال وتطلبه فإنها تتعامل مع الأمر بأسلوب متعقل، خاصة في ظل سعي البعض إلى شكل النجمات السينمائيات والمطربات حول العالم. المصرية في المقابل، تريد أن تحصل على نتيجة معقولة وواقعية. والمفاجأة الأخرى التي يكشفها الدكتور كامل أن «نسبة لا يستهان بها من المنتقبات والمحجبات يجرين هذه العمليات. كما يشير إلى أن الإقبال عليها أصبح يشمل كل الطبقات في مصر ولم تعد تقتصر على سيدات الطبقة الميسورة. ويعلق الدكتور: «نحن في النهاية نقدم طبا وليس سلعة للبيع.. والطب مهنة للعامة على اختلاف الطبقات والشرائح العمرية، بل رصدنا كذلك أن الفتيات من الصعيد ومن الأقاليم الريفية أصبحن يقبلن على عمليات التجميل شأنهن شأن القاهريات».

والمفارقة التي رصدها الدكتور إبراهيم كامل أن نسبة كبيرة من عمليات التجميل تركز على تجميل الوجه والبشرة تحديدا، بفضل تقدم التقنيات الحديثة المستخدمة حاليا، خاصة استخدام الخلايا الجذعية في حقن الوجه وإعادة النضارة إليه. وتسمى هذه التقنية بـstem cells، وتستخدم في حقن أماكن التجاعيد في الوجه ومعالجة مشاكل البشرة وجفافها. وتعتمد فيها عملية الحقن على تحضير خليط ما بين (خلايا دهنية وخلايا جذعية) في حقنة واحدة ويتم الحقن تحت الجلد دون أي تدخل جراحي من خلال التخدير الموضعي.

وميزة هذه التقنية أيضا - بحسب كامل - أنها تشكل مقاومة مبكرة لعوامل الشيخوخة وبدأت تنتشر في العالم بشكل كبير وسريع جدا، حيث يمكن للشابات الصغيرات استخدامها بداية من عمر العشرينات لمقاومة مظاهر الشيخوخة. ومن المهم هنا أن نذكر أن مظاهر الشيخوخة لا علاقة لها بتقدم العمر، بل يمكن أن تظهر التجاعيد مبكرا نتيجة للعديد من الممارسات الحياتية الخاطئة مثل التدخين، واتباع أسلوب خاطئ في الحمية (الرجيم) مما ينتج عنه زيادة في الوزن ونقصانه بشكل عشوائي، خاصة بعد الحمل والإنجاب المتكرر، وكذلك التعرض لحمامات الشمس بإفراط.

ويشرح قائلا: «كما تستخدم تقنية حديثة للتجميل باستخدام الليزر اسمها Fractional Layser (الليزر المتجزئ)، وتنفرد بأنها تؤخر اللجوء إلى عمليات شد الوجه إلى عمر السبعين».