الـ«توكسيدو».. المظهر الخاص

أناقة الرجل بين المحدود والمحدد

TT

قد تكون للمرأة خيارات كثيرة عندما يتعلق الأمر بالأزياء والإكسسوارات، عكس الرجل، الذي تبدو محتويات خزانته محدودة بالمقارنة. محدودية يراها البعض إيجابية لأنها لا تصيب بالحيرة التي تواجهها المرأة في كل موسم ومناسبة، بينما يراها البعض الآخر تحد من رغبته في التعبير عن نفسه. فرغم أن المصممين الشباب بدأوا منذ عقد تقريبا يضخون خزانته بالألوان المتوهجة التي تحتاج إلى نظارات شمسية في بعض الأحيان لاتقاء أشعتها، والخامات المتنوعة، فإن هذه المحاولات تقتصر على أزياء النهار في الغالب. أما بالنسبة لمناسبات السهرة والمساء، إن الخروج عن النص مكتوب منذ عقود، والخروج عنه ليس بوارد ويخل بأعراف الأناقة. يقول النص إن الأناقة الراقية تعني البدلة الرسمية أو الـ«توكسيدو» مع القميص الأبيض ورابطة الـ«بابيون» التي يجب أن تكون بنفس نوعية الحرير الذي صنعت منه ياقة السترة، بالإضافة إلى منديل أبيض من الحرير أو الكتان وجوارب سوداء مع حذاء أسود لماع. أما الإكسسوارات الوحيدة المتاحة أمامه للخروج عن النص فتتمثل في أزرار أكمام القميص (الكبك) وساعة اليد.

بيد أن هذا لا يعني أن أزياء الرجل للمساء، لم تخضع لبعض عمليات التجميل، فسترة البذلة والـ«توكسيدو» أصبحت أكثر نحافة عند الخصر، كما تم شدها إلى أعلى من الأكتاف، بينما تم تضييق أسفل البنطلون حتى يكتسب إطلالة عصرية. ولا شك في أن هذه العصرية هي التي أدخلت الـ«توكسيدو» شتى المناسبات وقدمته لشرائح أكبر من الشباب لم يعودوا يرونه إرثا ثقيلا من الأجداد، وخصوصا أنه لم يعد حكرا على طبقات معينة أو مناسبات مهمة جدا، مثل حفلات الزواج وما شابهها. فدعوات العمل المتزايدة، أصبحت تستدعي من الرجل زيا أنيقا يجمع بين الرسمية والحداثة، كذلك دعوات العشاء المختلفة، وهذا ما جعله يتبنى الـ«توكسيدو» ويقبل عليه أكثر، لتسجل الأرقام والأرباح ارتفاعا ملحوظا في مجال التفصيل على المقاس تحديدا. ويشرح الخياطون في «سافيل رو» بلندن، أن الشباب اكتشفوا أن التفصيل، بما في ذلك الـ«توكسيدو» يمنحهم راحة وسهولة حركة لم يكونوا يتخيلونها، نظرا لمظهره المنمق الذي لا يوحي بذلك، رغم أن هذه الراحة جزءا لا يتجزأ من جينات هذه القطعة منذ ابتكارها. فكتب التاريخ تقول بأن الرجل الأرستقراطي كان في القرون الماضية، يرتدي هذه القطعة في كل مساء لتناوله وجبة العشاء في قصره الخاص كما في الحفلات التي كانت تتطلب منه الرقص. وكلها نشاطات تتطلب أزياء مريحة تتيح لصاحبها سهولة حركة وتحرك.

المصمم توم فورد الذي يظهر دائما ببدلة رسمية أنيقة مع قميص أبيض و«بابيون» أو رابطة عنق، يقول إنه يعشق المظهر الأنيق ولا يمكن أن يتخلى عنه ولا عن رابطة العنق بكل أشكالها، مشيرا إلى أنه مظهر سهل ومريح. ولأنه يحضر عدة مناسبات في الشهر الواحد، فإنه يعتبر الأمر فرصة لكي يستعرض أناقته ويتباهى بها، ملمحا إلى أنه قد يغير في الخامة في المناسبات المسائية، باستعمال سترة «توكسيدو» من المخمل، لكنه دائما ينسقها دائما مع قميص أبيض و«بابيون» عوض رابطة عنق.

همسات ذهبية: - تأكد من أن التصميم مناسب لمقاييس جسمك بحيث يمنحك الأناقة والراحة في الوقت ذاته. فالسر يكمن في التفاصيل الصغيرة وفي البساطة الراقية. ما عليك إلا أن تنظر إلى صور الرئيس الأميركي باراك أوباما، فهو يبدو في الـ«توكسيدو» كما لو أنه استأجره من شخص أعرض منه، على العكس من النجمين البريطانيين، دانييل غريغ (جيمس بوند سابقا) وكولين فيرث (مستر دارسي) في رائعة جاين أوستن «برايد آند بريجوديس».

- يفضل أن تكون سترة الـ«توكسيدو» بصف واحد وبرقبة كلاسيكية مجنحة لمظهر شبابي، لكن تبقى سترة الـ«توكسيدو» المزدوجة بصفي أزرار الأكثر أناقة وطلبا في المناسبات الكبيرة. لكن إذا كان صدرك عريضا، فإن سترة بصف أزرار واحد هي الأنسب.

- بالنسبة للخامات، فإنها تتباين حسب رغبة الشخص وأسلوب حياته ومتطلبات بيئته. ويجدر التنويه هنا إلى أن الخامات الإنجليزية تبقى الأفضل في الشتاء والأجواء الباردة لطريقة غزلها الخفيف، مثل التويد والصوف والكشمير، بينما تعتبر الخامات الإيطالية الأفضل للصيف والأجواء الدافئة.

- لا يجب أن تعمي الرغبة في مواكبة الموضة عن الحاجة إلى الراحة والحركة، إذ لا بأس أن يكون البنطلون ضيقا، لكن من الضروري أن يكون مريحا، كذلك الأمر بالنسبة للسترة التي يمكن أن تكون محددة عند الخصر والأكتاف، لكن بطريقة تتيح الحركة والتنفس. من هذا المنطلق أيضا، من الضروري أن تكون ياقة القميص مريحة وغير خانقة للأنفاس.

- يمكن لأي رجل أن يشعر بأنه جيمس بوند عندما يرتدي الـ«توكسيدو»، خصوصا مع رابطة «البابيون». فهي جزء لا يتجزأ منه، ومن دونها يصبح الـ«توكسيدو» عاديا لا يفرق كثيرا عن أي بدلة رسمية أخرى. صحيح أن رابطة عنق نحيفة بلون أسود، تمنحك مظهرا هوليووديا جذابا، إلا أن الموضة حاليا تتوجه نحو كل ما هو كلاسيكي، بما في ذلك «البابيون» الذي اكتسب عصرية بعد أن أصبح بعض الشباب يظهرون به في النهار أيضا مع كنزة صوفية أو سترة عادية.

- بالإمكان التخفيف من رسمية الـ«توكسيدو» باختيار التصاميم الشابة والألوان الفاتحة، وإن كانت النصيحة أن تبقى غامقة، مثل الأزرق النيلي والكحلي والرصاصي الغامق وغيرها.

- المصمم توم فورد ودار «لانفان» وغيرهما، يحاولون إخراج الـ«توكسيدو» من دائرة الكلاسيكي وإدخاله عالم الموضة المتغير، بضخه بألوان فاتحة مثل الوردي أو الأخضر، لكن إذا كانت النية هي التميز والراحة فإن الكلاسيكي بألوان داكنة يبقى الخيار الأمثل. السبب، الذي تعرفه المرأة وجربته مرارا، أنك لا تريد التفكير طوال الوقت في ما يفكر فيه الآخرون حول أسلوبك عوض أن تستمتع بأناقتك وبالمناسبة.

- حذاء من الجلد اللامع مناسب جدا مع «توكسيدو» في المساء، وإذا لم يتوافر فعليك بحذاء بتصميم كلاسيكي على يكون في حالة جيدة - تجنب أي شكل من أشكال الأحزمة الجلدية مع الـ«توكسيدو»، وإذا كنت تحتاج إلى إكسسوار يشعرك بالأمان، يمكنك استعمال حمالات أنيقة. - ليس بالضرورة أن يكون لديك أكثر من «توكسيدو»، فواحد يكفي لكل المناسبات مع تغيير الإكسسوارات فقط. وما دام مقاسك لن يتغير بفعل السنين، فإنه بإمكانك ارتداؤه إلى آخر العمر من دون أن يبدو متعارضا مع الموضة، على شرط أن يكون بجودة عالية من ناحية التصميم والقماش.

للحفاظ الـ«توكسيدو» في أجمل حالة عليك:

- بتنظيفه بالبخار على يد اختصاصي مرة واحدة في العام فقط.

- قبل ارتدائه، ينصح بتعليقه في حمام ساخن جدا، لأن البخار يساعد على التخلص من أي بكتيريا عالقة بقماشه. بعد ذلك، وبواسطة إسفنجة خاصة يمكن التخلص من أي شيء عالق به.

- يفضل حفظه في كيس بلاستيكي خاص في مكان رطب بعيد عن أشعة الشمس، على أن تتفقده كل ثلاثة أشهر للتأكد من سلامته من أي شيء قد يؤثر عليه.

- للحفاظ على شكل الأكتاف، يجب اختيار الشماعة المناسبة لتعليقه بأن تكون من الخشب وبوزن خفيف. - «عندما تقابل رجلا في إجازة نهاية الأسبوع حيث يكون متحررا من كل القيود الرسمية، فإن ساعة اليد هي المؤشر الوحيد على مركزه وحالته الاجتماعية والمادية». الكاتب الأميركي جاي ماكينيرني.