ديكورات شرقية.. مغارة علي بابا.. تستمد جمالها من الطبيعة وتضيف إليها

محمد دياب مصمم ديكور يبحث عن التميز والتفرد

TT

رسم، زخرفة، نحت وهندسة ديكور، أربع مواهب سخرها الفنان محمد دياب، لخدمة عمله كمصمم ديكور، رافعا دائما شعار أعمال يدوية فريدة، للتأكيد على صنعة متميزة تعكس ذوقا في التصميم والتنفيذ وحسا مرهفا في الابتكار.

بدأ محمد دياب مشواره كرسام، وشارك بالفعل في الكثير من المعارض، قبل أن يكتشف شغفه بالرسم على الأرضيات والجدران، فما كان منه إلا أن هجر عالم اللوحات إلى عالم أرحب مستفيدا من خبرته الطويلة في مزج واستخدام الألوان، ومستندا على أفكار مبدعة ومخيلة واسعة في الرسم على مساحات شاسعة لا تحدها كادرات خشبية، ليضفي على الجدران والأرضيات ألوانا ونقوشات بأشكال مختلفة. ولأن طموحه لا يتوقف عند حد، فقد درس في مرحلة لاحقة فن الزخرفة الشرقية على السيراميك، وكذلك فن النحت على يدي نحات جزائري، كما عكف على تطوير تقنيات وأساليب خاصة به، بعد أن درس فن وبرامج هندسة الديكور.

ولأنه يعيش في منطقة الزهراني، جنوب لبنان، وسط طبيعة خلابة، فقد جعل هذه البيئة مصدر إلهام له تظهر بشكل أو بآخر في الكثير من ديكوراته.

ولا شك أن ديكور منزله الخاص هو أكبر دليل على أسلوبه، حيث أتاح له مطلق الحرية أن يعبر فيه عن نفسه. يقول إن «كل غرفة في بيتي تتميز بطابع خاص، وأجمل ما فيها غرفة الجلوس التي تتخذ شكل مغارة، مقاعدها عبارة عن ديوانية، وطاولتها مصممة على شكل متحف صغير مطعم بالخشب والنحاس، ومغلفة بالزجاج لتبرز جمال القطع الأثرية المعروضة داخلها. أما غرفة النوم، فأرضيتها مطعمة بالنقوش المرسومة يدويا، وجدرانها مصنوعة من التبن، وتزينها جدارية كبيرة عبارة عن حصان كبير منحوت، تحيط به شجرة مرسومة يدويا. أما سريرها، فقطعة كبيرة من خشب السنديان مجوفة في الوسط. وبالنسبة لغرفة الطعام، فتتوسطها طاولة مكونة من قطعة كبيرة من خشب السنديان، مثبت فوقها لوح زجاجي، وحولها مقاعد خشبية. المطبخ، من جهته، مشغول بالنحاس وخشب الزيتون، وكذلك الأبواب الداخلية المطعمة بالحجارة، أما واجهة البيت، فملبسة بالحجارة ومزخرفة بالنقوش الشرقية».

ويفتخر دياب بكل تفاصيل بيته قائلا «أرفض استنساخ أو تقليد أفكار غيري، أو حتى استنساخ أفكار سبق أن قدمتها في تصاميمي الخاصة، إذ يهمني عند تسلم أي مشروع جديد، ألا أكرر ما قدمته سابقا، حتى لو طلب مني أصحاب المشروع تنفيذ نسخة عن تصميم لي، أعجبهم. وهذا يجعلني أعيش في حالة بحث دائمة عن كل ما هو جديد ومبتكر، الأمر الذي يرضيني ويساعدني على تطوير نفسي، وفي الوقت نفسه، يتيح للزبون تسلم قطعة فريدة ومميزة».

ويعتبر الطابع الشرقي سمة حاضرة في كل تصاميمه تقريبا، لأن هذا الأسلوب يمنح القطعة «غنى وفخامة وقيمة» من وجهة نظره. ويقول شارحا «شخصيا أفضل الأسلوب الشرقي، لأنه يحظى بقبول ورواج وفي الوقت لا يقيد الخيال أو حرية الإبداع».