جيل من مدوني الموضة يعززون سوق المنتجات الرجالية

رجال الموضة الجدد

TT

على غير الاعتقاد السائد، فإن مدونات الموضة ليست من اختصاص المرأة وحدها، فهناك مجموعة من المدونين من الجنس الخشن، حققوا نجاحات كبيرة في هذا المجال، فعلى الرغم من أنه ليس لدى كل الرجال تلك النظرة الثاقبة في أمور الموضة، «إلا أن منهم من يعير الموضة نفس الاهتمام الذي يعيره غيره من أبناء جنسه للسيارات والإلكترونيات والرياضة»، هذا ما يشير إليه تايلور توريسون، مدير تحرير موقع «بارك آند بوند».

يقول توريسون: «هناك نفس الاهتمام بالتفاصيل. بمعنى آخر، هناك رجال حقيقيون يكتبون عن الموضة بشكل جذاب للغاية، بعد أن كان الأمر مقصورا على النساء»، بعض هؤلاء الرجال محنكون، بدأوا اللحاق بركب العصر الرقمي لنشر أفكارهم المدهشة، ولكن الكثيرين أيضا حديثو العهد بالموضة، مثل مصممي الأفلام والدعاية وغيرهم من التجار الذين يستفيدون من المبيعات اليومية لجيل جديد من الأشخاص الذين لديهم وعي قوي بالموضة.

وحقيقة أن بعضهم يكتبون مدوناتهم عن ملابس تراعي كل الأذواق بأسلوب لا يتعارض مع مفهوم الرجولة. وبالطبع، يعود الكثير من الفضل في الضجة التي تحيط حاليا بالماركات الكلاسيكية إلى عالمهم من المدونات.

وعلى الرغم من عددهم المتزايد، فإن هناك خمسة من المدونين الشباب يبرزون في عالم الموضة الإلكترونية حاليا هم:

1 - موردكاي روبنستن:

* 36 عاما، مدونة «مستر مورت» Mister Mort، موردكاي روبنستن هو المدون الوحيد تقريبا الذي صنع اسما لنفسه قبل أن يدخل عالم الإنترنت.

نشأ روبنستن الذي انتقل إلى نيويورك عام 1994 وعمل كاتبا في مؤسسة «جمهورية الملابس الجديدة» في سوهو - المغلقة الآن - ثم عمل مصمما للدعاية لدى «جاك سبيد» حيث سطع نجمه، كانت البداية أنه أنشأ مكتبا مؤقتا في شارع غرين سترين لبيع البابيونات وإعطاء المارة نصائح حول الموضة.

انطلقت المدونة في عام 2008، كوسيلة لترتيب صوره على موقع «فليكر»، التي تم التقاط الكثير منها خلسة لأحذية مرتادي مترو الأنفاق، حيث يقول: «كنت أصطنع تعبيرات بلهاء في وجوه المارة لإلهائهم، وكنت أخبئ الكاميرا بين ساقي لالتقط الصور». وقد أستمر في تصوير أشياء أخرى غير الأحذية. ويمكن مشاهدته الآن حاملا كاميرا «أوليمبس بن» حول عنقه، وهو يتجول في شوارع سان فرانسيسكو (حيث يعيش في الوقت الحالي ويقدم استشارات لشركة ليفايز) أو في شوارع نيويورك (حيث يعود للزيارة باستمرار). المدونة انطلقت عام 2008، ويزورها نحو 150 ألف شخص كل شهر.

موجهة: لرجل يرتدي بدلة مكونة من ثلاث قطع، وقبعة بورسالينو وجوارب من الكشمير.

التحميل: من واحد إلى ثلاث مشاركات يوميا، من أي مكان يمكنه الجلوس فيه للكتابة.

2 - ماركوس تروي:

* صاحب مدونة «تجربة ماركوس تروي» he Marcus Troy Experience يفخر ماركوس تروي، الذي يعيش بمونتريال، بأنه أقرب إلى الصحافي منه إلى كاتب مدونات. ويعتبر من أوائل المدونين، حيث أنشأ نشرة إخبارية إلكترونية، بعنوان «ما هو الجيد فعلا» بمشاركة أحد الأصدقاء في عام 2004، قبل أن ينفصل عنه ويطلق مدونته الخاصة «تجربة ماركوس تروي»، المتخصصة في ملابس الرجال الحديثة والإلكترونيات، وهي لا تختلف كثيرا عن موقع شبكة «دي إي واي». وبالإضافة إلى عرض معاطف «بينفيلد» وأحذية «بوت سوريل»، تقدم المدونة تقارير سياحية ومقالات حول الموسيقى، بالإضافة إلى الكثير من الرسائل التي ترد إليه عبر البريد الإلكتروني (لا يفصح تروي عن كمية الطرود التي تصل إليه أسبوعيا، ولكنها كثيرة). ويتمسك قراؤه بكل كلمة يكتبها، حتى إنهم يرسلون له صورهم لكي يبدي رأيه في مظهرهم. كما تدفع له الماركات الشهيرة أجورا، مقابل الاستعانة بخدماته. وهو الآن يجوب العالم لمساعدة كل من «نايك» و«كونفورس»، وغيرهما من الشركات المعجبة بأسلوبه. يشرح: «لقد أدركت أن الأمر لم يعد يتعلق بي أو بمدونتي، فأنا الآن أتمتع بعلاقات اجتماعية قوية تمكنني من القيام بعمل خارج نطاق التدوين».

المدونة: انطلقت عام 2008، ويزورها نحو 150 ألف شخص في الشهر.

موجهة: للرجال في مواكبة الموضة، والمرأة التي تبحث عن أفكار لشراء هدايا للمقربين منها من الرجال.

التحميل: ثماني مشاركات يوميا من مونتريال: «أقوم بالتدوين من ثلاثة أماكن، الجانب الأيسر من أريكتي البنية المصنوعة من الجلد، مكتبي الأسود الذي اشتريته من محلات (إيكيا)، ومكتبي في المنزل وهو أسود ومصنوع من خشب البلوط الأسود، الذي كان ملكا لأخي».

3 - جيك ديفيز:

* 30 عاما، صاحب مدونة «جيك دافيز» (Jake Davis Blog).

لم يتمكن جيك ديفيز لبعض الوقت من جمع عالمين إبداعيين في كيان واحد. فقد استطاع كمصور أفلام أن يصور أغاني «دريك» وفرقة «ماي كيميكال رومانس»، كذلك إعلانات «نايك» و«سوبريم»، كما روج كمدون موضة لأفضل الملابس الخفيفة، مثل أحذية «أديداس» الرياضية وأحذية «كلاركس»، التي قام أصدقاؤه بتصميم بعضها.

وأخيرا أخرج سلسلة أفلام «تيست شوتس» بداية من عام 2010، التي تقدم مشاهد أنيقة وبطيئة تستغرق دقيقة واحدة يظهر بها أشخاص يشتهرون بالأناقة، مثل جاي تاليس، ومارتن جرين فيلد، وبراد جوريسكي. ومع صوت موسيقى البيانو الناعمة، يستحضر المشاهدون شيئا بين مدونة «Sartorialist» ومشهد الافتتاح في فيلم «كلاب المستودع». وقد تم الترويج لسلسة الأفلام عبر شركة «كابسول»، ونشرت على المدونة لصالح مجلة «ذا نيويورك تايمز ستايل».

وكان موضوعه المفضل هو خبير الموضة جلين أوبراين، ويقول ديفيز: «لقد كنت متوترا وكأنني طفل صغير يرغب في أن يحظى بالقبول»، مضيفا: «إن ذلك الرجل الرائع هو أسطورة حية».

وفي هذه الأيام، تسعى وراء ديفيز الماركات العالمية، مثل «سيباغو»، التي تتوق إلى لمسة سينمائية. يقول: «لا أسمي ما أفعله موضة، وليس حتى أسلوب، ولكنه شيئا يعني أن تكون رجلا».

المدونة: أطلقت عام 2006، ويزورها 34 ألف شخص شهريا.

موجهة: للرجال الذين يحملون نسختهم من مجلة «فيلم مايكر» في حقيبة يد «فيلسون».

التحميل: مشاركات عشوائية من سوهو، من مكتبه العلوي أو شقته الفاخرة الأنيقة.

4 - مايكل ويليامز:

* 33 عاما صاحبة مدونة، «أكونتينيوس لين» (A Continuous Lean).

هو زعيم عالم مدونات أزياء الرجال بلا منافس، وتعود الثقة في مايكل ويليامز إلى أسلوبه المبتكر. الجينز المحدد بالخيوط وسترات «باربور» وأحذية بوت «ريد وينغ»، جميعها تطل من مدونة «أكونتينيوس لين»، ومعناها «تمايل مستمر» التي أطلقها ويليامز في 2007، والتي تتناول كل ما هو أصيل وأنيق.

نشأ في كليفلاند، ثم انتقل إلى نيويورك عام 2001 للعمل في شركة أزياء «بي آر»، يقول: «لقد تدربت في (دولشي آند غابانا) وكنت أشتهر بالرجل، المستقيم»، ونظرا لعدم رضاه عن مواقع أزياء الرجال في ذلك الوقت، التي كانت تهتم بشكل كبير بالإلكترونيات على حساب الأزياء، بدأ في التدوين عن شغفه الرجولي. وفي النهاية، استوحى عنوان المدونة من القارب الذي يتمايل باستمرار.

ومع تزايد أعداد القراء، قام ويليامز بتوظيف ممثل للدعاية، وهو الآن يعزز دخله من خلال عمله كخبير ومصمم للأزياء. ولقد تعاون مع ماركات رجالية مثل «جيه كرو» (الحقائب المصنوعة من الكانافاه) و«ستيفن آلان» (قمصان أكسفورد) و«غانت» (القمصان الكاروهات). وهو لا يزال يتمتع بالاختلاف عن النمط السائد «أشعر قليلا بالفخر عندما أقابل أحدا يقول: هذا هو الرجل الذي يكتب موقعي الإلكتروني المفضل».

المدونة: انطلقت عام 2007، يزورها 470 ألف شخص شهريا.

موجهة: لرجال متحمسين لأحدث خطوط الأزياء وينتابهم الفضول لمعرفة جديدها.

التحميل: مشاركة واحدة يوميا ترسل من مكتبه في سوهو.

5 - لورانس شلوسمان:

* 24 عاما، صاحب مدونة «كيف تتحدث إلى الفتيات في الحفلات», How to Talk to Girls at Parties، و«ميل نحو الموضة» Sartorially Inclined.

يقول عن دوره ومدونته: «في هذه الأيام، أتلقى رسالة من أحد أصدقائي قائلا: «أهلا.. أنا بحاجة لبنطلون جينز وسوف أتوجه الآن لمتجر (بلومنغديل)، فماذا أشتري؟ وتجدر الإشارة إلى أنه لا يتلقى هذا النوع من الأسئلة من أصدقائه فحسب، فقد بدأت مدونة (ميل نحو الموضة)، كدليل لأزياء الرجال أطلقها عام 2009، بينما كان يتدرب ليصبح مديرا للحرم الجامعي في جامعة ستراير في تشارلوت بولاية نورث كارولاينا. وبفضل أسلوبه المرح في الكتابة، انطلقت المدونة، ثم بدأ في استغلال إجازاته في السفر إلى نيويورك لمشاهدة عروض أزياء الرجال التجارية، للتعرف على آخر صيحات الموضة.

يشرح: «كنت كالطالب النجيب الذي ذهب لمشاهدة معرض (كوميك كون)، هؤلاء المصممون كانوا بمثابة المشاهير بالنسبة لي».

بعدما أدرك شلوسمان الإمكانات الكامنة في مدونة «تامبلر»، أطلق مدونة «كيف تتحدث إلى الفتيات في الحفلات»، وهو اسم مأخوذ عن قصة قصيرة لنيل جايمان، وباتت قاعدة ملهمة لإبداء نصائح عن الموضة. وفي العام الماضي، ترك وظيفته في الجامعة وانتقل إلى نيويورك للعمل في العلاقات العامة بالأزياء، وقد ساعده انتشار اسمه على الترقي بسرعة والعمل كمحرر ميديا اجتماعية في «بارك آند بوند»، وعلى الرغم من استمراره في التدوين، أنشأ خط أزياء خاصا به «ران أوف ذا ميل» مع صديقيه المدونين؛ جيرمي كيركلاند، وجون موي، مشيرا: «كانت فرصة لكي أضع أموالي في المكان المناسب».

المدونة: أطلقت عام 2009، 100 ألف زائر شهريا لمدونة «كيف تتحدث إلى الفتيات في الحفلات» و600 ألف لمدونة تامبلر.

موجهة: لرجل يحب الأزياء، ولا يتحرج من سرقة سترة والده، على شرط أن تكون من شركة «باربور» التحميل: نحو 30 مشاركة يوميا يرسلها من أريكته الجلدية في هوبوكين بنيو جيرسي، وهو يتابع برامجه الرياضية المفضلة.

* خدمة «نيويورك تايمز»