عندما يتحول الجريء إلى ممكن

بدلة عصرية + صندل مبتكر = أناقة شبابية

TT

عندما تذكر البدلة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن رابطة العنق والقميص الأبيض أو الأزرق السماوي الرسمي والحذاء الأسود الذي يُربط بأحزمة. لكن ألم تصبح هذه الصورة نمطية في زمن دخل فيه الرجل عالم الموضة واستحلى كل ما تتيحه له من فرص للعب والتلاعب بمفرداتها، إضافة إلى متعة تكسير المتعارف عليه؟ والجواب هو بلى، بالنظر إلى ما تم عرضه على منصات عروض الأزياء في كل من ميلانو وباريس، لموسمي الربيع والصيف الحاليين. فمن ضمن أهم اقتراحات الكثير من المصممين كان التخفيف من رسمية البدلة، سواء بتغيير تقنيات تفصيلها، مرة بجعلها رشيقة ونحيفة عند الخصر، وضيقة عند الكتفين وببنطلون ضيق أو قصير يخاصم الكاحل ببضع سنتيمترات، أو بتنسيقها مع إكسسوارات غير رسمية أو متوقعة، مثل صندل صيفي مفتوح تفوح منه رائحة الجلود المترفة.

أمر لم يكن من الممكن تصوره منذ عقد من الزمن، لكنه أصبح الآن عنوان الأناقة الشبابية، وإن كان يحتاج إلى شخصية واثقة تعرف كيف توظف الموضة لصالحها لتبدو متميزة فيها وليس ضحية لها. المشكلة التي قد تواجه البعض وتجعلهم يقاومون إغراءات الصندل المفتوح المنعشة، أنه من الإكسسوارات التي احتكرتها المرأة لعقود طويلة، مما أعطاه طابعا أنثويا، مع أن صندل الـ«غلاديايتور» مثلا كان التصميم الذي يلبسه الفرسان الرومانيون وأبطال الأساطير، إضافة إلى رجال الشرق الأوسط، لتماشيه مع حرارة الطقس والثوب الطويل. بعبارة أخرى، فهو في الكثير من الثقافات ذكوري 100% ولا يتعارض مع مفهوم الرجولة. ولا شك أن حرارة الشمس والأشكال المغرية والقوية التي طرحتها معظم بيوت الأزياء ستجعله يغزو ثقافات أخرى ليشكل إكسسوارا صيفيا مهما في خزانة أي رجل أنيق. والأهم أنها تصاميم تفند اعتقاد البعض بأنه من الإكسسوارات التي يجب أن تقتصر على الشواطئ فحسب، بل يمكن استعمالها في الكثير من المناسبات، باستثناء أماكن العمل أو حفل زواج كبير، مثلا. فيما عدا ذلك، فإن الصندل الرجالي يتناغم مع بدلة شبابية تكون فيها الإكسسوارات خفيفة الظل، كأن يكون القميص مطبوعا بنقوشات حيوية وبقماش مثل الحرير والبدلة نفسها بتصميم يوحي بالانطلاق.

* لكن من المهم جدا التقيد ببعض الأبجديات التي نذكر منها:

* الصنادل الرخيصة يجب أن يقتصر استعمالها على الشواطئ والمسابح العمومية.

* صندل بتصميم الـ«غلاديايتور» مثلا بجلد ناعم ومترف يمكن أن يحملك، سيدي الرجل، من نزهة على شواطئ الريفيرا إلى حفلة عشاء حميمة، سواء استعملتها مع بدلة شبابية أم مع بنطلون قصير وقميص أم مع بنطلون جينز وسترة من الكتان.

* نوعية الجلد ونحافة النعل من المآخذ التي كانت تُحسب ضد الصندل في الأيام والأماكن العادية؛ لأنها كانت تسبب الآلام للأقدام، لكنها الآن أصبحت تُصنع من جلود مترفة وبنعل سميك يجعل المشي فيها على كل الأسطح مريحا.

* تجنَّب ارتداءها مع جوربين من القطن؛ فالفكرة أساسا هي أن تتنفس قدماك. إذا كنت غير مرتاح للكشف عن أصابعك، يمكنك أن تستبدل بالصندل حذاء صيفيا من دون أحزمة على أن ترتديه من دون جوربين.

* بغض النظر عن تصميم السترة، يفضل أن يكون البنطلون واسعا بعض الشيء حتى يعطي ذلك الإحساس باللامبالاة والانطلاق ومن ثم الانتعاش الذي يفرضه الصندل.

* الجميل في عالم الموضة حاليا أن كل شيء جائز وممكن، بما في ذلك مخاصمة المألوف، لكن هذا لا يعني مخاصمة الذوق الرفيع. لهذا رجاء وقبل أن تجرب هذا التصميم، التأكد من أن قدميك مستعدتان لمواجهة الصيف، بتقشيرهما والتخلص من أي بثور أو شعر نامٍ فوق الأصابع، ولا بأس أن تدلل نفسك بتقليم أظافرك على يد اختصاصي.