مصممة الأزياء أمينة خليل تتخلص من «عقدة الخواجة» بتوليفة شرقية

تستغل الخامات والتأثيرات المصرية بأسلوب غربي

TT

بما تستمده من أجواء الفلكلور المصري، تعمل مصممة الأزياء المصرية أمينة خليل على تحويل الملابس التقليدية المصرية إلى أزياء عصرية تناسب الفتاة الشرقية التي تسعى لمتابعة أحدث خطوط الموضة. ورغم أنها ما زالت في بداية المشوار، فإنها استطاعت تحقيق نجاح كبير وحفرت لنفسها مكانة مهمة، جعلت تصميماتها تصل لعدد من الدول العربية والأجنبية.

درست أمينة (26 سنة) تصميم الأزياء في لندن ثم عادت إلى مصر لتطلق مجموعتها الخاصة بها. تقول إنها كثيرا ما ترى علامات التعجب على الوجوه، بسبب صغر سنها لكنها لا تجد ذلك غريبا فمعظم مصممي الأزياء وخبراء الموضة في الغرب في مثل سنها.

تقول أمينة لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ اهتمامي بالموضة وتصميم الأزياء عندما كان عمري 11 عاما فقط، فكانت تشغلني كثيرا الموضة وكيفية اختيار ملابسي والمزج بين الألوان المختلفة، وكان حلمي أن أصبح مصممة أزياء أو ستايلست لكنني لم أكن أعلم كيف أدخل هذا المجال. عندما دخلت الجامعة التحقت بكلية الإعلام بالجامعة الأميركية لمدة سنة واحدة، وفي ذلك الوقت حصلت على عدد من الدروس في مجال الموضة في مصر، قبل أن يوافق أهلي على سفري إلى إنجلترا للتخصص. وبالفعل درست في إحدى جامعات الموضة في لندن. قضيت هناك 5 سنوات، 3 منها في الدراسة وسنتين للتدريب، حتى أصبحت على دراية جيدة جدا بكيفية العمل في هذا المجال ومتطلباته وكل جوانبه».

وتؤكد أمينة أن تصميماتها تعبر عن شخصيتها كمصرية شرقية درست وتعلمت في الغرب، فأصبحت تصميماتها تضم توليفة شرقية غربية في آن واحد، من خلال دمج الألوان والأقمشة المختلفة لتخرج في النهاية تصميمات مختلفة. وتقول إنها مع الوقت اكتشفت أن الخامات المصرية غنية يمكن الاستفادة بها بشكل كبير في تصميماتها مثل الأقطان والجيرسيه، إلى جانب الكروشيه والمكرمية اليدوية وكذلك بعض الأقمشة السيناوية المطرزة يدويا من العريش وما شابهها.

وتضيف أمينة أنها تعلمت من الغرب أشياء كثيرة، أهمها أنهم يضعون خططا منظمة ومحددة لكل عمل يقومون به في مجال تصميم الأزياء بدءا من طبيعة الزبائن الذين يريدون الوصول إليهم ونوعية الملابس، هل هي للأيام العادية، «كاجوال» أم كلاسيكية أم لمناسبات المساء والسهرة، بالإضافة إلى دراستهم الأسعار وغيرها. لكنها مع ذلك تقول إنه على الرغم من «نجاح الغرب في مجال تصميم الأزياء فإننا كعرب بإمكاننا الوصول إلى ما وصلوا إليه، بالتخلص من «عقدة الخواجة» وتطوير أنفسنا وأفكارنا وأيضا بالتخطيط الجيد».

وعن طبيعة زبائنها تقول أمينة: «أحرص على أن أخاطب الذوق العربي والغربي على حد سواء، وهذا ليس بالأمر الغريب أو الصعب، لأن العالم أصبح يتابع موضة واحدة بفضل وسائل الإعلام المختلفة. كما لا أكتفي بتصميم أزياء نسائية فقط، بل أصمم أيضا للرجل العصري، وأستكمل حاليا دراسة السوق الأوروبية على اختلاف متطلباتها حتى تصل تصميماتي لقاعدة أوسع من الناس».

تركز أمينة في تصميماتها على الكاجوال، والإكسسوارات مثل الحقائب والأحزمة، لكنها تؤجل حاليا فكرة فساتين السهرة والمساء لأنها تحتاج إلى تفرغ ودقة وجودة أكثر.

وتعلق أمينة أن الأناقة لا تعني آخر صيحات الموضة، بل تنصح كل فتاة بأن تكون لديها ثقافة في المجال، فليس كل ما هو موضة مناسبا للكل، وبالتالي على كل واحدة أن تختار الأزياء التي تناسب سنها وطبيعة عملها وأيضا شكل جسمها. وتفضل أن تلبس المرأة ما يناسبها حتى وإن كان مخالفا للموضة تماما، وتنفي ما يقال بأن هناك ألوانا تناسب أصحاب البشرة البيضاء وأخرى تناسب أصحاب البشرة السمراء، بل هذا يختلف من فتاه لأخرى ومن شخصية لأخرى، فما ترتديه أي فتاة هو انعكاس لشخصيتها وذوقها الخاص.