النظارات الشمسية.. موضة كل الفصول في المغرب

يستعملها الكبار والصغار في النهار والمساء والصيف والشتاء

TT

ثمة ظاهرة جديدة في المغرب، تتمثل في ارتداء النظارات الشمسية بغض النظر عن الفصول والمناسبات.. السبب أنها أصبحت رمزا للأناقة أكثر منها للوقاية فقط، وبالتالي فهي الآن من أهم الإكسسوارات التي تستعمل حتى في فصلي الخريف والشتاء، مما حولها إلى ما يشبه الظاهرة، وخصوصا أن من يعانقونها من كبار السن وصغارهم أيضا. وبينما يستعملها البعض لحماية العيون من أشعة الشمس فوق البنفسجية، فإن العديد يستعملونها فقط كموضة أو تقليد لنجوم السينما والغناء.

ولمعرفة أسباب ارتداء النظارات الشمسية في فصلي الخريف والشتاء، طرحنا السؤال على أمينة العكازي، وهي شابة لم تعد تستغني عن النظارات في كل الأوقات، وكان جوابها أنها تستعملها مسايرة للموضة، وكوسيلة سهلة لإخفاء الهالات السوداء التي لم تنجح كل الطرق في التخلص منها، وكل أنواع الماكياج في التمويه عنها. وأوضحت العكازي أن سعر النظارات التي ترتديها في حدود 50 درهما (ستة دولارات) مما يعني أنها ليست من النوع الفاخر وبالتالي يمكنها أن تغيرها حسب مزاجها والزي الذي تلبسه.

خديجة مهداوي، وهي موظفة لا تفارق النظارات الشمسية إطلالتها، تبرر الأمر بقولها إن أشعة الشمس فوق البنفسجية يمكن أن تخترق عدسة العين حتى عندما لا تكون الشمس ساطعة، فضلا عن أن فصل الشتاء يكون دائما مصحوبا بالرياح والغبار، وهو ما يؤدي إلى حساسية تؤثر على عيونها وتجعلها تدمع من دون توقف. وتضيف مهداوي قائلة: «لا أستبدل نظاراتي لأني ببساطة أشتري نوعية جيدة».

وبشأن مدى أهمية ارتداء النظارات الشمسية خلال فصل الشتاء، فإن الدكتورة لطيفة الدردار متخصصة جراحة العيون، ترى أن الظاهرة، بغض النظر عن دوافعها، صحية شريطة أن تكون العدسات من نوعية جيدة لا تؤثر على العين. وتشرح: «على الرغم من أن الأشعة الشمسية تكون أعلى في فصلي الصيف والربيع، فإن من الضروري حماية الأعين خلال فصلي الشتاء والخريف أيضا لأن ثلثي الأشعة فوق البنفسجية تخترق الغيوم وطبقات الضباب أو الغبار، لذلك يجب على جميع الناس الحرص على ارتداء نظارات شمسية طوال السنة. المهم أن تكون من نوعية جيدة وبقطر واسع لتغطية مجموع العينين». وتشير أيضا إلى أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى اضطرابات ومشاكل في العينين، منها التلف الذي يطال غلاف قرنية العين وظهور الماء الأبيض في العدسة، والنمو غير الطبيعي للأنسجة على سطح العين، بالإضافة إلى الاحمرار، وزيادة إفراز الدموع.

وتنصح الدردار عند شراء النظارات بالاهتمام بكل العناصر التي من شأنها أن تحقق الحماية القصوى للعين، وفي الوقت ذاته تضفي على الوجه الجمال عوضا عن أن تقتصر على مواكبة صرعات الموضة.

من جهته، يقول العياشي ركن الدين، وهو صاحب محل للنظارات في الدار البيضاء: «العديد من الزبائن يفضلون انتقاء نظارات ذات إطار واسع، لكي تبعد أكبر كمية من الأشعة عن العين وما حولها، وبطبيعة الحال يتحدد لون الإطار والموديل بشكل الوجه ولون البشرة والشعر»، مضيفا: «لكن تتعلق مسألة الاختيار بذوق الشخص، وإن كنت أنبه دائما إلى ضرورة الانتباه إلى جودة العلامات التجارية، لأنها تساعد على الرؤية بوضوح وبشكل مريح في ضوء الشمس، كما تساعد في تقليل أمراض العيون خاصة الحساسية».

أناقة بلا حدود

* النظارات الشمسية ليست حاضرة في حياة المغاربة فحسب، فقد أصبحت إكسسوارا يعانقه الكل في العالم بغض النظر عن جنسياتهم ومستوياتهم الاجتماعية، ولا سيما أنها ليست كلها بخامات مترفة وبتواقيع مصممين كبار. وعلى مستوى الموضة، فإنها أصبحت الحاضر الدائم في كل العروض، بما فيها العروض الموجهة لخريف وشتاء 2012-2013، لأنها بكل بساطة تحمي العين من الأشعة فوق البنفسجية صيفا وشتاء، وفي الوقت ذاته تموه عن إطلالة متعبة تحتاج إلى ما يضفي عليها بعض السحر الذي يستمد من الغموض الذي تخلقه خصوصا إذا كانت بحجم كبير وعدسات داكنة. وفي كل الحالات، فإن المصممين أصبحوا يوظفونها في عروضهم لإضفاء المزيد من التألق على إطلالات عارضاتهم، فضلا عن تسويقهم لها من خلالها. والملاحظ أنها تميزت بأشكال متنوعة وألوان متوهجة خاصة تلك الخاصة بالربيع والصيف. فالإطارات ذات الألوان الربيعية أطلت علينا بعروض كل من «أنا سوي» و«ديور» وغيرهما، علما بأن الألوان لم تقتصر على الإطارات الصفراء والحمراء والبيضاء والحمراء فحسب، بل أيضا على العدسات بحيث جاء بعضها مطبوعا بنقوشات الأدغال وكائناتها لامرأة تحب أن تضفي على مظهرها بعض الشقاوة والمرح. وبالنسبة للتصاميم فإن شكل القطة المستوحى من السبعينات لا يزال قويا ولم يفقد جاذبيته.