«بي غرين».. دعوة لمصادقة البيئة

إكسسوارات من مخلفات ومواد مستعملة

TT

على غرار الدعوات والحركات الخضراء التي تدعو إلى الحفاظ على البيئة في جميع أنحاء العالم، باعتماد نمط حياة بيئي يسعى إلى ترشيد استخدام الطاقة وتقليل المخلفات وإعادة استخدامها في منتجات جديدة، ظهرت فكرة «بي جرين» BE Green كأول دعوة في مصر لربط صناعة الموضة بهذا الاتجاه. جاءت البداية من خلال صناعة إكسسوارات من مواد بيئية، ومن إعادة استخدام المخلفات التي يسبب التخلص منها تلوثا كبيرا للبيئة، في حين أنه يمكن استخدامها في منتجات لا تقل في الجودة أو الشكل الجمالي عن منتجات أخرى.تقول صاحبة الفكرة ومؤسسة المشروع سلمى محمد، وهي أساسا مهندسة معمارية متخصصة في التخطيط البيئي، أن فكرة «بي جرين» جاءت نتيجة AFRICA MAKER FAIRE 2011، وهي مسابقة دولية سنوية على مستوى قارة أفريقيا، اختيرت فيها مصر لتكون موطن المسابقة لعام 2011. كان المشروع واحدا من بين مئات المشاريع، لكنه اختير كواحد من أفضل عشرة أفكار.

تضيف سلمى: «الفكرة الأساسية التي نعتمد عليها هي أننا نعيد استخدام الخامات، وبالتالي نقلل من المخلفات التي تأخذ وقتا طويلا للتحلل في التربة، فهناك مواد تحتاج لفترات قد تصل إلى 50 عاما لتتحلل، وبالتالي تلوث البيئة بدرجة كبيرة. ما نعمل عليه هو أننا نعيد استخدام هذه الأشياء بدلا من التخلص منها، من أقمشة وزجاج ودبابيس وأسلاك وما شابهها، فنحولها لمنتجات يمكن استخدامها، بتغيير تكوينها الفيزيائي لتخرج في صورة جديدة».

وتشير إلى أنها تقوم بتصميم الإكسسوارات بالتعاون مع فريق من الدارسين والمهتمين بمجالي الموضة والبيئة، علما أن «كل منتجاتنا مصنعة يدويا بشكل كامل، ولدينا مشروعات وطموح كبير في خلال الفترة القادمة للتوسع في إنتاج منتجات أخرى مثل الملابس والحقائب بصورة صديقة للبيئة، ولا تقل في الجودة أو المستوى عن المنتجات المعروضة في الأسواق».

سلمى تدرك تماما أن الشكل الجذاب للمنتج مهم لجذب المستهلك، وهذا ما تراعيه وتحرص عليه قائلة: «المنتجات البيئية يمكن أن تكون ذات جودة عالية وشكل جميل ومواكبة للموضة».

وتلفت أيضا إلى أن «بي جرين» هو أول مشروع ودعوة للأزياء الصديقة للبيئة في مصر. فهناك كثير من الحركات الخضراء، ولكنها تعتمد بشكل أساسي على تقديم التوعية والمحاضرات ونشر فكرة المفاهيم البيئية بين الجماهير. وهذا ما يتخطاه «بي جرين» إلى جانب قيامه بدور توعي في كليات الفنون، مثلا، بالتعاون مع مؤسسة «سايف SIFE»، وهي منظمة عالمية غير هادفة للربح تهدف إلى تنمية وتطوير المجتمع من خلال طلاب الجامعات. وستكون التوعية عبر محاضرات عن الفن الصديق للبيئة وكيفية استخدام خامات بيئية في تصنيع منتجات مختلفة متعلقة بالموضة.

وتعلق: «هؤلاء الشباب هم من يجب أن يأخذوا على عاتقهم هذا الاتجاه باعتبار أنهم صناع الموضة في المستقبل، وهم من سيحملون قيادة اتجاهات الموضة، ونتمنى أن تكون هناك مادة تدرس في كليات الفنون ترتبط بالتصميم البيئي وتشجع الطلاب على ابتكار تصميمات من الأشياء المحيطة التي قد يراها البعض من دون قيمة مثل الخيوط وبواقي الجلود والأقمشة، وتحفيز جانب إبداعي لديهم في استغلال هذه الأشياء والاستفادة منها».