ليا فرح.. مصممة تعشق الدراهم والقروش والفرنكات

النقود المعدنية القديمة تستعيد قيمتها كحلي

TT

اختارت اللبنانية ليا فرح النقود المعدنية على اختلاف أنواعها لتستخدمها في تصميمات الحلي وقطع الديكورات. من بين هذه النقود ما يعود إلى الحرب العالمية الأولى وأحيانا إلى حقب أقدم كتلك التي يمثلها القرش اللبناني المقدوح والكوبان الياباني والبيني البريطاني وغيرها من النقود التي كانت تجمعها منذ نعومة أظافرها وفاق عددها الـ2000 قطعة تمثل نحو 220 بلدا.

يتمثّل عمل ليا بتركيب قطع النقود مع بعضها البعض لتشكّل عقدا مرصعا بحبات كريستال من شواروفسكي أو أي أحجار أخرى يطلبها الزبون. وترفق أحيانا العقد بأقراط أذن أو بخاتم من نفس التصميم والهندسة لاجئة أحيانا إلى تغطية هذه النقود، ولا سيما الجديدة منها أو غير الجذابة، بصور فوتوغرافية عائلية تخص من طلب الحلي. كما يمكنها أن تغطيها بصور نجوم عالميين أو رسومات لدالي وغوستاف وغيرهما وذلك وفق رغبة الزبون الذي يمكنه أن يختار مسبقا نوعية الشكل والنقود التي يريدها. تقول ليا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه طلب منها مرة تركيب شجرة عائلية مصنوعة من هذه النقود وبالفعل غطت كل حجر منها بصورة تمثل الأجداد والآباء والأمهات وصولا إلى الأحفاد. أما أكثر القطع الهندسية التي تطلبت منها وقتا وعددا كبيرا من النقود المعدنية فهي عندما حققت رغبة أحد الزبائن بصنع طاولة صغيرة له، يكون قسمها الاعلى مغطّى بالنقود المعدنية الصغيرة الحجم، علما بأن هذا النوع من القطع عادة ما يتم عرضه في الصالونات أو غرف الطعام لقيمتها التراثية والحرفية.

أما أكثر القطع المطلوبة من الشباب والمراهقين فهي الخواتم أو أقراط الأذن ذات الألوان الزاهية التي تمثل صورا لمشاهير يحبونهم، أو للوحات شهيرة استنبطتها من رسومات النمساوي غوستاف كليمت أو الأميركي اندي وارهول. طريقة التحضير لهذا النوع من الحلي كما تقول ليا ابنة السابعة عشر عاما تبدأ: «بطبع الصورة المنتقاة من قبل الزبون على نوعية ورق خاصة بعد أن أنسخها على طريقة الـscan ومن ثم أضع عليها مواد حافظة وأدخلها الفرن على درجة حرارة معينة فتصبح ناعمة الملمس كالزجاج تماما. بعد ذلك أنزع الزوائد من أطرافها بواسطة الليزر ثم ألصقها على قطعة النقود التي أغمرها بماء الذهب وأنظفها بمادة خاصة لأضفي إليها بريقا أكبر قبل أن أدهنها بمواد حافظة من عوامل الشمس والمياه والهواء فتصبح جاهزة للبيع. هذا الأمر ينطبق على العملات الحديثة التي ما زالت متداولة بين الناس أو القديمة التي لا قيمة لها. أما العملات الأخرى، مثل الفرنك السويسري من فئة 20 أو البيني البريطاني أو الروبل الروسي القديم وغيرها من النقود الباكستانية أو الهندية أو اليابانية المصنوعة من المعادن الثلاثة كالبرونز والذهب والفضة، فتحرص على إبرازها نظرا لقيمتها المادية.

وتروي ليا أن عددا من الزبائن يحملون إليها نقودا قديمة ورثوها عن آبائهم لتحولّها لهم إلى خاتم أو أي قطعة حلي أخرى، وأحيانا أخرى يختارون من المجموعات التي تعرضها قطعا تمثل لهم ذكريات خاصة. في إحدى المرات، مثلا، انتقت زوجة أحد الدبلوماسيين في لبنان خاتما مصنوعا من عملة روسية قديمة، لأنها كانت تعرف قصة الرسمة المطبوعة عليها. كانت الرسمة من فعل تلميذ صغير السن، وتمثل دائرة رسم في قلبها صورة لروسيا تسكنها الشمس. أعجب المسؤولون بالفكرة بعد الحرب العالمية الثانية ومن ثم اعتمدوها كعملة في تلك الحقبة.

ومن العملات العربية التي تعجب ليا الربع درهم الإماراتي الذي رسم عليه إبريق نحاسي قديم إلى جانب الفرنك اللبناني المقدوح والنقود القديمة من فئة القروش. وهذه تلاقي رواجا من قبل اللبنانيين الذين يهوون تقديمها كهدية في مناسبات خاصة كأعياد الميلاد وعيد الاستقلال وغيرها، فضلا عن الأزرار التي طورتها ليا بشكل يجعل استخدامها في البذلات الرجالية أو التايورات النسائية ممكنا ومميزا.