«عود أصفهان».. رحلة تجسد قوة الشرق ورومانسيته

عطر خاص من «ميزون ديور».. خلطة فريدة تخاطب المتميزين

TT

علاقة دار «ديور» بالشرق لها جذور عريقة تعود إلى رحلة قام بها المؤسس السيد كريستيان ديور في عام 1931 إلى تركيا. حينها كان شابا لم يدخل مجال تصميم الأزياء بعد، لكن مع ذلك وقف مبهورا ببازارات طربزون، الأمر الذي وصفه قائلا: «شعرت عند دخولها وكأني أدخل مغارات علي بابا». هذه الصورة التي اختلطت فيها تطريزات الأقمشة بغنى الألوان ورائحة التوابل علقت بخياله ولم تفارقه، وبعد أن أصبح مصمم أزياء ترجمها بأشكال متعددة. واحتراما له، لا تزال الدار تزور هذه الصورة بانتظام وتغرف منها. فالأقمشة المترفة والتطريزات الغنية من أدواتها المعروفة في مجال الـ«هوت كوتير» تماما كما هي الأخشاب الثمينة والورود الشرقية النادرة، مكونات تعزز الكثير من عطورها الناجحة. ومع ذلك، فإن «عود أصفهان» Oud Ispahan آخر مولود تطلقه «ميزون ديور» Maison Dior الجانب المتخصص في العطور المترفة والنخبوية، أكثر ما يلخص هذا العشق. فكل نغمة من نغماته تشدنا إلى هذا التاريخ وتعبق بغموض الشرق وسحره. حتى اسمه «عود أصفهان» يتمتع برنة تمتزج فيها الرومانسية بالقوة. سيقول البعض ما الجديد في الأمر؟ فبيوت الأزياء لا تتوقف على طرح عطور متميزة في كل موسم، بل وأحيانا بين الموسم والآخر، والكثير منها يستعمل العود والمسك والعنبر والأخشاب الثمينة إلى جانب الورود والأزهار؟ والجواب بكل بساطة أن «عود أصفهان» ليس كغيره. فمن جهة، يناسب الجنسين، ومن جهة ثانية يدغدغ كل الأذواق والأزمنة والأمكنة بشخصيته الشرقية الواضحة والخفيفة في آن واحد. فهو قوي من دون أن يكون نفاذا، جريء من دون أن يتملص من الرومانسية التي تستحضر قصص ألف ليلة وليلة وغيرها، خصوصا إذا علمنا أن السيد كريستيان ديور كان يعشق الحفلات التنكرية وتقمص شخصيات من التاريخ أو الأساطير. هنا، يبدو كأنه يتنكر في صورة فارس عربي له قدرات عجيبة يمكنها أن تأسر كل من يقترب منه. للوهلة الأولى، تنبعث منه قوة نفاذة بفضل خلاصات العود والعنبر، سرعان ما تخف لتظهر نغمات باقة مشكلة من الورد الدمشقي والباتشولي تمنحه نعومة وخفة. والأهم إحساسا بالراحة يأخذك إلى عوالم بعيدة ترجمها مبتكر العطر، فرانسوا ديماشيه، وهو مبتكر معظم عطور الدار المتخصصة التي تطالعنا من «ميزون ديور» بشكل ينقلنا من حالة نفسية إلى أخرى في دقائق لأن كل مكون فيه له مزاج خاص يتغير ويتقلب بين لحظة وأخرى. عن ذلك يشرح قائلا إنه عطر: «يخلق انطباعا مباشرا.. إنه لقطة قوية تجسد الشرق».