الخاتم رمز الحب

لا يهم لونه.. المهم أن يتضمن قيمة معنوية ومادية

TT

يعتبر خاتم الزواج، المعروف بالمحبس أو الدبلة في البلدان العربية، رمزا لاكتمال العلاقة بين اثنين. فالشكل الدائري يعني في المطلق الكمال ويقال: إن وضعه في الإصبع الرابع (البنصر) يعود لاعتقاد لدى الإغريق بأن هناك عرقا عصبيا يمر منه إلى القلب مباشرة. حاليا يولي العرسان اهتماما كبيرا لهذا الخاتم، لا سيما أنه أول ما يفكرون فيه عندما يتخذون قرارهم النهائي بالزواج، وعادة ما تأخذ عملية اختياره وقتا طويلا. فهو القطعة الأكثر استعمالا والتي تبقى مع الإنسان طيلة فترة الزواج.

وفيما كان الخاتم الكلاسيكي، سواء كان مصنوعا من الذهب الأبيض أو الأصفر، هو الأكثر انتشارا في الزمن الماضي، فإن الخاتم المصنوع من الذهب الأحمر ويميل لونه نحو الزهري، أصبح يشهد إقبالا لا يقل أهمية.

يقول منير متى، أحد المسؤولين في محلات مكرزل لبيع المجوهرات، إن الخاتم الزهري يشكل حاليا موضة فرضت نفسها على الساحة، وبدأ انتشارها منذ نحو العام تقريبا. وأضاف أنها تستقطب العرسان الشباب بشكل أكبر كونها جديدة وتخرج عن المألوف، وهم يبحثون دائما عن التميز في خياراتهم في هذا الإطار. ووضح منير الذي يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 6 سنوات أن الخواتم الكلاسيكية البسيطة عادت إلى الظهور من جديد، لأنها بكل بساطة، موضة لا تغيب أو تعترف بزمن معين، وبالتالي تشكل الخيار المثالي لكل مقبل على الزواج. فالمرأة العصرية تدرك تماما أن التصميم البسيط والبعيد عن صرعات الموضة يجنبها الكثير من المطبات على المدى البعيد. وهذا ما يؤكده منير متى بقوله: إن «المرأة هي التي تختار ما يناسبها حاليا، بعكس ما كان عليه الحال في الماضي، حين كان العريس هو الذي يتولى هذه المهمة، بتوجهه لوحده إلى محل بيع المجوهرات ليشتري الخاتم ويقدمه لعروسه في يوم الخطبة». ويؤكد أيضا أن عروس اليوم تأخذ وقتها في الاختيار، خصوصا أن الاقتراحات متنوعة مما يصيب بالحيرة. فهناك ما هو من الذهب الأصفر وهنا ما هو من الذهب الأبيض معا أو المؤلف من الألوان الثلاثة أبيض وأصفر وزهري أو الكلاسيكي من الذهب الأبيض. بعد هذه الخطوة يأتي دور التصميم، الذي يعتمد على الذوق أولا وعلى طول أصابع يد العروس أو قصرها. في الحالة الأولى يكون سميكا، وفي الحالة الثانية يكون رفيعا. أما جديد هذه الخيارات في وقتنا، فيتمثل في أن خاتم العروس بات يأخذ شكلا مغايرا تماما لخاتم العريس لأنه يخضع لإملاءات الموضة العصرية، التي فرضت ترصيعه بأحجار الماس بألوانه المختلفة حسب الإمكانيات، على العكس من خاتم العريس الذي يكون عاديا وبسيطا.

إلى جانب الخاتم، تحتل أطقم المجوهرات التي تقدم هدية للعروس من قبل العريس وأهله مساحة لا يستهان بها في طقوس حفلات الزفاف. فهذه الهدية تمثل مدى محبة العريس لعروسه فيما لو كان مقتدرا ماديا أو مدى اهتمامه بأناقة زوجة المستقبل فيما لو كان موظفا عاديا. أما الأهل فينظرون إلى قيمة الهدية كمؤشر على ما ستكون عليه علاقة الطرفين في المستقبل، كما يقول أدي مزنر، صاحب محلات مزنر للمجوهرات: «منذ سنوات كانت العروس تحاول مراعاة أحوال عريسها المادية فتختار القطعة التي لا تؤثر على ميزانيته، ولكننا نلاحظ مؤخرا إصرارها على اختيار طقم المجوهرات الذي يعجبها بغض النظر عن سعره. فأحيانا نرى العريس يحاول لفت انتباهها إلى قطع مجوهرات مصنوعة فقط من الذهب، لأنها أقل سعرا (ابتداء من 500 دولار) إلا أنها تصر على تلك المرصعة بالماس». ويتابع مزنر: «أصبحت العروس تفرض رأيها بشكل مباشر وبجرأة وتختار طقما (يتألف من عقد وأقراط أذن) مرصع بالماس لأنه الأفضل والأجمل بنظرها، لا سيما أن البعض يعتقد أن هذا الحجر الكريم يرمز إلى علاقة متينة ستدوم طويلا بين العرسان. وربما هذا هو السبب الذي يجعل قلة منهن يخترن الأطقم المرصعة بالزمرد أو الفيروز أو الياقوت. أما الأطقم المرصعة بأحجار اللؤلؤ، فيأتي اختيارها من قبل العروس لأنها تهواها وتفضلها على غيرها من الأحجار الكريمة».

- اختيار المجوهرات من قبل العروسين قد يستغرق ساعة زمن أو عدة أيام حسب الإمكانيات واطلاع العروسين على ما في السوق - شراء خاتم الزواج والمجوهرات عموما عملية عاطفية في المقام الأول، تدخل الكثير من السعادة على العروسين، لهذا فإن اختيارها متعة تنعكس على قيمتها المعنوية والمادية - بدأت الأسورة تتسلل إلى الأطقم في الآونة الأخيرة بعدما كانت تقتصر على قلة من الناس أغلبهم من المقتدرين، وبعدما كان الاهتمام الأكبر يكون بالعقد أولا وبأقراط الأذن ثانيا فيما يخص المجوهرات