مؤسسة قطرية تفوز بدار «فالنتينو»

نقلة طبيعية ومنطقية بحكم أن نسبة كبيرة من زبائنها من الشرق الأوسط

TT

أخيرا وبعد سلسلة من التكهنات والتأويلات، تم إعلان بيع دار «فالنتينو» بمبلغ لم تقبل أي جهة الكشف عنه، لكنه بلا شك يتناسب مع اسم الدار التي يرادف اسمها الرومانسية والأنوثة الناعمة. الشركة المالكة الآن هي «مايهولا إنفيستمنتس إس.بي.سي» Mayhoola for Investments S.P.C. وهي مؤسسة ممولة من قبل مجموعة استثمارية قطرية. وحسب كل الأطراف، فإنه باستثناء هذا التغيير، فلن تكون هناك أي تغييرات تذكر في الجانبين الفني والإداري، لا سيما أن الثنائي، ماريا غراتزيا تشيوري وبيرباولو بيتشيولي، المصممين الفنيين للدار نجحا في الحفاظ على جيناتها وروح مؤسسها، وفي الوقت ذاته حملها إلى القرن الحادي والعشرين بأسلوب يخاطب الصغيرات كما يخاطب أمهاتهن من الزبائن المخلصات. بدوره، أعرب ستيفانو ساسي، الرئيس التنفيذي للدار، عن سعادته بهذه النقلة، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الدار حققت الكثير من النجاحات ما بين عامي 2009 و2012، فإنها تأمل تحقيق المزيد بفضل الدعم الذي ستتلقاه من المجموعة المالكة الجديدة.

وكانت دار «فالنيتنو» قد أنكرت في السابق أن تكون بيعت بمبلغ نصف مليار جنيه إسترليني وإن اعترفت بأن هناك مشتريا جادا. وكانت جريدة «ذي تلغراف» قد نشرت أن «بيرميرا» الشركة التي اشترت «فالنتينو» بمبلغ يقدر بـ2.7 مليار جنيه إسترليني تقريبا منذ خمس سنوات وساهمت في تعافيها من الناحية التجارية، بالنظر إلى الأرباح التي تضاعفت في العام الماضي، تكتمت على الموضوع وأنكرت أن عملية البيع جارية حتى تم التوقيع. تجدر الإشارة إلى أن المصمم فالنتينو غارافاني تقاعد في عام 2007، وهو نفس العام الذي بيعت فيه داره لـ«بيرميرا»، وتسلمت المشعل منه المصممة أليساندر فاتشينيتي، لكنها لم تستمر سوى لعام واحد قدمت خلاله تشكيلتين من الأزياء الجاهزة، لم تكن سيئة لكن المصمم المخضرم لم يكن راضيا عنها، حسب ما قيل، لأنها لم تحترم إرثه بشكل أوضح.

في عام 2008، رسا الاختيار على كل من ماريا غراتزيا تشيوري وبير باولو بيتشيولي، اللذين كانا مسؤولين عن قسم الإكسسوارات في عهده، ويعود لهما فضل كبير في النجاح الذي لا تزال الدار تحققه، لا سيما أنهما احترما أسلوبها المطبوع بالرومانسية الناعمة وبالدانتيل والموسلين، من دون أن ينسيا أن عليهما أيضا مواكبة العصر ومخاطبة جيل جديد من الزبائن. فبعد أن كانت الماركة المفضلة لأنيقات مخمليات من مثيلات جاكي كينيدي أوناسيس وأودري هيبورن في الستينات والسبعينات، شهدت في العقد الأخير بعد التعثر بسبب تغير الخريطة الشرائية والاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي أدركه الثنائي الجديد وتعاملا معه بحكمة ساعدت على نقل الدار إلى الألفية من دون أن تفقد بريقها. الآن، حلت مخمليات شابات مثل أوليفيا باليرمو والعارضة أليكسا تشانغ محل جاكي أوناسيس وأودري هيبورن، مما كان له أثر كبير على إقبال شريحة جديدة من الزبائن عليها.

الآمال المعقودة على المالكين الجدد في انتعاش الشركة كبيرة، وهي بلا شك خطوة مهمة ليس للدار فحسب بل أيضا للموضة، فرغم انتعاش قطاع المنتجات المرفهة في السنوات الأخيرة، فإن الحاجة إلى التوسع والتمويل ضرورية لتحقيق المزيد من التوسع والإبداع في سوق لا تتوقف أو تتنفس. فأي وقفة تؤخره في ظل المنافسة الكبيرة. اللافت أيضا أن انتقال ملكية الدار الإيطالية الكبيرة لمؤسسة استثمارية قطرية لم تثر أي رد فعل سلبية، بل العكس تماما فقد بدت طبيعية. فالكثير من بيوت الأزياء الكبيرة انتقلت إلى ملكية شركات أو أشخاص من الشرق الأوسط أو الأقصى، مثل «لانفان» المملوكة لشو لانغ وانغ، وهي سيدة أعمال صينية، وماركة «دكتور مارتنز» التي انتقلت لملكية الملياردير الروسي، مايكل فريدمان، و«برينغل أوف سكوتلند» التي يعود تاريخها إلى أكثر من 185 عاما، وأصبحت مملوكة من قبل «فانغ براذرز» في هونغ كونغ وغيرها. ثم إن فوز قطر بـ«فالنتينو» منطقي إلى حد كبير، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن النسبة الأكبر من زبائنها هن من الشرق الأوسط، خصوصا في ما يتعلق بخط الـ«هوت كوتير»، عدا أن اسمها يرادف الرومانسية التي تعتبر عنصرا جذابا للذوق الشرقي والعربي.